لا يمكن أن يصدق، حتى المصاب بلوثة عقلية، أن "داعش" هو الذي أسال دماء ضباط وجنود الجيش المصري، جيش العبور العظيم، على رمال سيناء، فهذه لعبة معروفة ومكشوفة، وحكاية "أنصار بيت المقدس" كانت اختراعاً "إخوانياً" لإبعاد شبح الاتهامات عن "الإخوان المسلمين"، الذين هم أصحاب سوابق كثيرة في هذا المجال منذ اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا حتى الأربعاء الدامي أمس الأول.
لا يوجد شيء اسمه "أنصار بيت المقدس"، حتى عندما بايع هذا التنظيم الوهمي "داعش" فإنه بايع باسم الإخوان المسلمين، وغير معروف ما إذا كانت هذه البيعة "الإبليسية" تشمل التنظيم العالمي الإخواني كله بكل فروعه، أم أنها تقتصر على إخوان مصر الذين يعتبرون التنظيم الأم، والذين يجب أن يكون المرشد العام منهم وحصراً عليهم وحدهم.الآن أصبحت أيدي الإخوان، (إخوان مصر) على الأقل، ملطخة بالدماء، وبهذا قد أصبحوا هُمْ و"داعش" يقفون على رصيف واحد، وهذا جعلهم أمام خيارين؛ فإما أن يسارعوا لإعادة النظر فيما يفعلونه، ويصححوا مسيرتهم، وإلا فإنهم سيصبحون مطاردين في كل دول العالم مثل كل التنظيمات الإرهابية... كدولة "الرقَّة" الشيطانية و"القاعدة" و"بوكو حرام"!ربما يراهن أصحاب الرؤوس الحامية، ويبدو أن كل قادة الإخوان رؤوسهم حامية، على أنهم باقون ما دام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يساندهم ويقف إلى جانبهم، وماداموا يتلقون العون من بعض الدول العربية، لكن عليهم أن يأخذوا "الدرس" من التاريخ، والتاريخ يقول إن الدول والأنظمة تنحاز إلى مصالحها، ولذلك فقد تتغير المواقف والتحالفات قريباً... وربما أقرب من حبل الوريد.ويفترض أن يكون لفروع الإخوان في الدول العربية والإسلامية وفي دول العالم كلها موقف واضح تجاه ما يفعله "إخوان" مصر، وبخاصة أن الملاحظ أن هناك تبنياً من فروع التنظيم العالمي لما جرى في سيناء وما جرى ويجري في كل المدن المصرية من "ذبحٍ" وتدمير وقتل أناسٍ أبرياء.ومن المفترض أن قادة الإخوان يعرفون أن حركات تاريخية أهم من حركتهم كثيراً رحلت مع رحيل القرن العشرين، كحزب البعث والحزب الشيوعي وحركة القوميين العرب، ولذلك عليهم أن يُوقفوا هذا الانحراف الذي وقع فيه إخوانهم (إخوان مصر)، وأن يصححوا أوضاعهم وإلا فإنهم ذاهبون إلى التشرذم والزوال!
أخر كلام
أيدي «الإخوان» ملطخة بالدماء!
03-07-2015