همسات على ورق: هل تعاني «إسهالاً فكرياً»؟
![حمدة فزاع العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1473441780931794300/1473441825000/1280x960.jpg)
نجد العديد ممن يدعي التفكر والتبحر بأمور المجتمع يخوض قضايا ليست من اختصاصه، لمجرد أنه يرغب في الخوض حتى لا يقال عنه لا يفقه، نفتقر إلى التخصص الفكري، لا نجد من يتناول المواضيع بحسب تخصصه، فنجد رجل الإدارة يتناول الأسرة والمرأة والفن، كما نجد رجل السياسة يتناول حياة "الفاشينسات" وتفاهاتهم التي لا تنتهي، ونجد حقوقية متعددة المواهب تفتي وتنجر بكل واد تستقطع باعاً من هذه القضية، وترمم آخر في تلك! لماذا هذه الازدواجية بالأدوار التي أنهكت المجتمع، وتسببت في نفور كثير من أفراده؟ عذراً التخصص مطلوب حتى يتم إيفاء كل أمر حقه من مختص به، لا يأتي شخص لمجرد قراءة قضية ما واستطلاع رأي في إحدى وسائل التواصل، فيعلن نفسه مفتياً في القضية، ويبدأ التحليل والتدمير، ويسمح لفكره بالإسهال، لتختلط السياسة بالاقتصاد والتصرفات الشخصانية بالأمور السياسية والطائفية، حتى يقال عنه "ملم وفاهم في جميع الجوانب الفكرية". وأخيراً...يطل علينا خلال الأيام المقبلة معرض الكتاب، والذي سنكتشف به كثيراً من حالات إسهال "الفكرأخلاقي" كما طلت علينا العام الماضي، وهواية الكتابة التي أصبحت الدارجة للشباب، حيث يتم تأليف وتلحين وطباعة الكتاب خلال أسابيع، لتنتج لنا "الخروف وأتباعه"، نعلن أننا بحاجة إلى أطباء فكر لعلاج هذه الحالة من الإسهال الفكري.