تتجه الأنظار غداً إلى اجتماع فيينا الثالث الهادف إلى رسم إطار لعملية انتقالية سياسية في سورية، حيث باشرت أمس تسع دول في إعداد لوائح تشمل المدعوين الجدد من المعارضة السورية، وأخرى لتصنيف المنظمات الإرهابية، التي طلب الائتلاف الوطني بضم الميليشيات الإيرانية والموالية لدمشق إليها.

Ad

قبل ساعات من انطلاق الجولة الثالثة من محادثات فيينا، بدأت لجنة تحضيرية تضم مسؤولين من تسع دول، أمس، بإعداد لوائح بأسماء المعارضة السورية، وكذلك لوائح أخرى تحدد المنظمات الإرهابية والمسائل الإنسانية.

ووفق دبلوماسي أوروبي، فإن السعودية أعدت لائحة من 20 اسماً، وقدمت مصر من جهتها 10، في حين اقترحت روسيا لائحة تضم أسماء 38 معارضاً، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين لائتلاف المعارضة السورية ورئيسه الحالي خالد خوجا وممثلون عن معارضة الداخل المقبولة من النظام وممثلان عن جماعة الإخوان المسلمين هما محمد فاروق طيفور ومحمد حبش. كما تضم اللائحة معارضين تقليديين في سورية كميشال كيلو وعارف دليلة.

وبحسب المصدر، فإنه "على كل بلد أن يقدم لائحة يتم بعدها خفض عدد الأسماء منها إلى 20 أو 25 سيتوزع أصحابها على لجنتين: الأولى للإصلاح السياسي والثانية للأمن وذلك تحت إشراف موفد الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا".

وإذ أشار المصدر إلى أن "الأمر سيستغرق وقتاً"، أوضح أنه سيتم التخلي عن فرق العمل الاربعة التي اقترحها ديميستورا لمصلحة هاتين اللجنتين، قائلاً: "الفرق الأربعة ستكلف طرح الأفكار من دون القدرة على اتخاذ القرار، في حين ستجري المفاوضات الحقيقية ضمن هاتين اللجنتين".

مفاوضات سورية

وأكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، في بيان نشرته الخارجية الروسية أمس الأول، أن المحادثات المقررة غداً في فيينا حول سورية ينبغي "ألا تحل محل" المفاوضات بين المعارضة وممثلي النظام السوري وأن المشاركين عليهم مساعدته على التوصل إلى اتفاق عبر "حوار سياسي بناء بين السوريين".

لاعبو الخارج

ولاحقاً، أعلنت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل بنظيره الروسي، وجاء في بيان لها، أن لافروف شدد على أن "الهدف الرئيسي من المفاوضات هو دعم إقامة حوار بين السوريين أنفسهم" عبر استخدام إمكانات "كل اللاعبين الخارجيين الذين لديهم تأثير على الوضع".

وأضاف البيان أن لافروف وكيري تطرقا أيضاً إلى مسألة "تكثيف الجهود لمكافحة الإرهابيين"، الذين تختلف على تصنيفهم روسيا وإيران مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب، وطالب الائتلاف السوري مجلس الأمن أمس الأول بتوسيعها لتشمل ميليشيات تمولها إيران.

عبداللهيان

إلى ذلك، وصل مساعد وزیر خارجیة إیران للشؤون العربیة والإفریقیة حسین أمیر عبداللهیان، إلی مسقط فجر أمس، في زیارة رسمیة لسلطنة عمان، المحطة الثالثة في الجولة الحالیة التي یقوم بها علی عدد من دول المنطقة.

وأفاد تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء (إرنا) بأن أمیر عبداللهیان استهل زیارته لمسقط بلقاء وزیر الشؤون الخارجیة لسلطنة عمان بوسف بن علوي، وبحث معه التطورات الراهنة في المنطقة، لاسیما في ما یتعلق بالأزمة السوریة والمساعي الهادفة إلى إیجاد حل سیاسي لها.

وبحسب تقریر "إرنا"، فقد جری خلال هذا اللقاء تقییم لنتائج مؤتمر "فیینا"، في شأن الحل السیاسي للأزمة فی سوریة، وبحث الجانبان وتبادلا وجهات النظر والآراء فی شأن اجتماع "مؤتمر فیینا-3" المقرر عقده السبت المقبل والمخصص للبحث في الحل السیاسي للأزمة السوریة.

وکان أمیر عبداللهیان بدأ جولته من موسكو حیث التقی الممثل الشخصي للرئیس الروسي، مساعد وزیر الخارجیة میخائیل بوغدانوف. وكان بن علوي أجرى في 26 أكتوبر الماضي زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.

روحاني والأسد

بدوره، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة بثتها وسائل إعلام فرنسية، أمس الأول، أن حل الأزمة السورية ليس متمحوراً حول الأسد، بل على ضرورة وجود دولة قوية في دمشق تحارب الإرهاب وتعيد السلام والاستقرار.

وفي ما يتعلق بإدارة البلاد، قال روحاني إن "كل شيء بأيدي السوريين، القرار يعود إليهم باختيار رئيسهم والشكل الذي ستكون عليه الدولة"، مشدداً على أنه" يجب في المقام الأول استئصال الإرهاب في سورية، هذه أولى الأولويات وإعادة الأمن ليتمكن الشعب من العودة إلى بلده".

قاعدة كويرس

ميدانياً، سيطرت قوات الأسد وحلفاؤها على مدينة الحاضر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي بشكل كامل، وذلك بعد كسرها تحصينات "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام" من الجهة الشرقية، بحسب مصدر عسكري سوري وموقع قناة "المنار" الموالية لـ"حزب الله"، الذي أوضح أن المسلحين باشروا في الانسحاب من المنطقة بعد وصول الجيش السوري وحلفائه إلى وسط المدينة.

في السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 100 على الأقل من الجنود والمسلحين خلال عمليات كسر الحصار حول مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي  يوم الاثنين، موضحاً أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خسر 60 عنصراً والنظام 20 جندياً و"حزب الله" 8 عناصر و13 مسلحاً إيرانياً موالياً.

(دمشق، فيينا، موسكو، طهران- رويترز،

أ ف ب، د ب أ، كونا)

بوتين لن يزور حميميم

قال الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط في الوقت الراهن لزيارة القوات الروسية في سورية.

جاء ذلك ردا على سؤال عن احتمال زيارة بوتين لقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية غرب سورية، والتي تشكل المقر الرئيس للطائرات الروسية المشاركة في الحرب السورية. وأمس الأول أطلقت وزارة الدفاع الروسية جولة لمجموعة تضم 50 صحافيا أجنبيا في قاعدة حميميم.

«داعش» يتوعد الروس بأنهار دم واحتلال الكرملين وتحرير القوقاز

هدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أمس، بشن هجمات دامية في روسيا "قريباً جداً"، رداً على القصف الذي بدأته في 30 سبتمبر بسورية وقالت إنه يستهدف "المجموعات الإرهابية".

وذكر موقع "سايت" الأميركي، الذي يتابع نشاط وحركة المتشددين الإسلاميين على الإنترنت، أن التنظيم الجهادي بثّ تسجيل فيديو باللغة الروسية عبر مركز "الحياة للإعلام" التابع له يتضمن أناشيد وهتافات يقول أبرزها: "قريباً، قريباً جداً، ستسيل الدماء أنهاراً".

ووفق موقع "سبوتنيك" الإخباري الروسي، فإن الشريط ومدته 5 دقائق تضمن صوراً لهجمات سابقة نفذها التنظيم المتطرف، مصحوبة بأناشيد باللغة الروسية، موضحاً أنه يتوعد فيه أيضاً "باستعادة القوقاز، وانتزاعه من حكم القوى الظلامية، واحتلال الكرملين، وفرض الشريعة الإسلامية في تتارستان".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" دعا المسلمين في العالم، في 30 أكتوبر، إلى الجهاد ضد المواطنين الروس والأميركيين، لأنهم، في نظره، يشنون حرباً "صليبية" ضد المسلمين.