بعد إسدال الستار على سباق الانتخابات البرلمانية في مصر، سعت أحزاب سياسية حصلت على أكثرية مقاعد البرلمان، إلى البحث عن حلم الأغلبية داخل المجلس، التي لم يتمكن أي حزب من تحقيقها، عبر التفاوض مع أحزاب أخرى للدخول في تحالف تحت قبة البرلمان الأوسع من حيث الصلاحيات في تاريخ برلمانات مصر.
مُفاوضات الأحزاب طرقت أبواب حزب "النور" الذراع السياسية للدعوة السلفية، رغم تعرضه لانتكاسة في الانتخابات، وحصل على 12 مقعدا انتخابيا بعدما كان قد حل ثانيا في برلمان 2012 المنحل. وعلمت "الجريدة" من قيادي داخل الحزب رفض ذكر اسمه، أن مسؤولين عن قائمة "في حب مصر"– ائتلاف حزبي نجح في الحصول على 120 مقعدا- تواصلوا مع رئيس الحزب السلفي يونس مخيون، وعرضوا عليه التحالف داخل البرلمان، وهو الأمر الذي من المُقرر دراسته في اجتماع الهيئة العليا للحزب خلال أيام.الخبير في الحركات الإسلامية، أحمد بان، قال إن حرص "النور" على تقديم نفسه بصفته قادرا على حمل أجندة وطنية سيحتم عليه عدم الدخول في تحالفات داخل المجلس حتى لا يظهر أنه بات تابعا لأحد، مضيفا لـ"الجريدة" أن "عدم دخول الحزب في تحالفات داخل البرلمان لا يعني عدم التنسيق مع باقي النواب خاصة في بعض القضايا التي يسعى لطرحها".وتابع أن "الحزب سيسعى خلال الفترة البرلمانية المُقبلة إلى تحسين صورته وعدم الصدام مع التيارات والأحزاب الأخرى".واستبعد الباحث المُتخصص في شؤون التيار السلفي، مصطفى أمين، حدوث تواصل بين "النور" والأحزاب المدنيِّة، قائلا لـ"الجريدة" إن "المشهد البرلماني حاليا يشهد حالة واسعة من الاستقطابات بين الأحزاب المدنية وبعضها، فما ظنك بموقفهم من الحزب السلفي الذين عملوا منذ اليوم الأول للانتخابات على إسقاطه عبر حملات تشويه في وسائل الإعلام". ورجّح أن يشكل نواب الحزب تكتلاً خاصا بهم مع بعض المستقلين، موضحا أن "الكيان البرلماني لحزب النور سيأخذ خط المعارضة الخفيفة التي تجنبه الانتقادات داخل المجلس أو عبر وسائل الإعلام".
دوليات
«نواب النور» في مرمى الاستقطاب
08-12-2015