واصل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، تصعيده ضد خصومه في لبنان والمنطقة، وذلك في كلمة ألقاها أمس في ختام مسيرة حاشدة إحياء ليوم "العاشر من المحرم" في الضاحية الجنوبية لبيروت، مركزا هجومه على السعودية والولايات المتحدة، ومشددا على أنه لن يتراجع عن أي من المعارك التي يخوضها الحزب حاليا، ولن يتخلى عن سلاحه أبدا.

Ad

وفي خطوة مستنكرة، ردد أنصار نصرالله عبارات "الموت لآل سعود"، على وقع تجديد نصرالله "الصرخة العالية" ضد "العدوان الأميركي ـ السعودي على الشعب اليمني المظلوم"، مدينا "الاستباحة السعودية لكل المحرمات في اليمن".

كما دان نصرالله ما أسماه "القمع السعودي لشعب البحرين الثائر والعازم على تحقيق حقوقه في الحرية والسيادة والكرامة مهما اشتد القمع".

وأكد أنه لا يجوز نسيان حادثة التدافع في مشعر منى خلال موسم الحج، مؤكدا أن ما حدث سببه "إهمال وتقصير السعوديين بحماية حجاج أهل البيت"، داعياً الى "فتح تحقيق بهذه المجزرة".

وأكد نصرالله وقوفه الى "جانب الشعب الفلسطيني وتأييده ثورته"، ودعا "كل العالم الإسلامي الى دعمه وتأييده في دفاعه عن الأقصى والمقدسات".

وجدد "التزامه المطلق" بـ "مقاومة إسرائيل والعمل على رفع جاهزية المقاومة"، مشددا على أن "لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا جده سيمنعان المقاومة من امتلاك السلاح للدفاع عن لبنان وحماية المقدسات".

وعن العراق، قال: "نقول لإخواننا العراقيين، لا تراهنوا على أميركا ولا أي مخادع أو منافق، في شعبكم رجال وشباب وعزم ما يجعلكم تهزمون داعش وألف داعش باسم الحسين بن علي عليهما السلام".

«حزب الله»  يتشدد

رافق إحياء مراسم العاشر من المحرم في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس إجراءات أمنية مشددة اتخذها "حزب الله" على مداخل الضاحية وفي الأحياء منها، ومُنع دخول وخروج السيارات إلى المنطقة، وأُزيلت السيارات والآليات من كل الشوارع التي جابتها المسيرات، وفي الصور جانب من الإجرات الأمنية التي اتبعها «حزب الله».

وأعلن أن حزبه سيواصل "الجهاد بمواجهة الحرب التكفيرية على إسلامنا وديننا ونبينا ومقدساتنا، هذا الجهاد سيتواصل مهما بلغت التضحيات بلا تردد أو تراجع، وبلا أي شك بانتصارنا، وسيهزم التكفيريون".

على الصعيد الداخلي، دعا نصرالله إلى "عدم انتظار تطورات المنطقة، إذ يجب أن تبادر جميع القوى السياسية الى التفاهم والتعامل وإيجاد الحلول لأزمات البلد، بعيدا عن المكابرة والتعاطي بجدية مع الحوار القائم بمجلس النواب، حيث لا يوجد اليوم أي بديل عن طاولة الحوار".

وقال متوجها لخصومه "انتظرتم البرنامج النووي لمناقشة الملف الرئاسي، ولكنكم ظننتم ظن السوء، لأن النقاش انتهى وحصل الاتفاق، لكن ماذا تبدل؟ هل باعتنا إيران؟ أبدا، إن إمامنا قائد الثورة الإيرانية علي الخامنئي والإيرانيين أشرف من أن يبيعوا صديقا أو حليفا من أجل مصلحة إيرانية هنا أو هناك، بل هم يضحون بمصالحهم".

وأضاف: "انتظرتم أن تسقط سورية لتتحكموا بلبنان، وها هي السنوات الـ5 تقرب على النهاية وسورية لم ولن تسقط، ولن تستفيدوا من هذه الفرصة التي تبتعد عنكم يوما بعد يوم".

ولفت نصرالله الى أنه "في أميركا عبيد عند غزاة المال والنفط والغاز يتعاطون مع العبيد، ونحن سادة عند الولي الفقيه. أنتم تضيعون الوقت بتوجيه التهم، تقولون عنا نعطل الانتخابات الرئاسية، ونحن نقول عنكم تعطلون الانتخابات الرئاسية لأنكم تعطلون انتخاب الممثل الصحيح للرئاسة، لنذهب الى الحوار الجدي، ولا تنتظروا حوارا إيرانيا ـ سعوديا، ولا مبادرة أميركية أو غربية، فلبنان متروك لزعمائه".

وذكر أن البعض يقول إن "الرئاسة تنتظر الحرب في اليمن، أنتم تراهنون على الخيال. فلنستفد من حرصنا على إيجاد حلول وطنية لمشكلاتنا ونتخلص من الارتهان للخارج، نحن في لبنان أصحاب قرارنا، ننتخب من نشاء ونقبل بقانون الانتخاب الذي نشاء، ولا أحد في العالم يفرض علينا قرارا".

وكان نصرالله ألقى كلمة مساء أمس الأول في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ظهر بنفسه أمام أنصاره للمرة الأولى منذ شهور اعتبر فيها أن العدو هو "الإدارة الأميركية ووكلائها في المنطقة"، معبئا أنصاره للذهاب الى القتال بإشارته الى أن "التخلف عن الحرب اليوم كترك الإمام الحسين وحيدا في كربلاء".

الى ذلك، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب أمس عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان موفدا من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. وأفادت المصادر بأن اللقاء تطرق للمرة الأولى بهذا الوضوح الى موضوع رئاسة الجمهورية، وذلك بعد فشل "البرلمانية" رقم 30 لانتخاب رئيس جديد.