مجلس الأمن يقر خطة لتحقيق انتقال سياسي في سورية

نشر في 19-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-08-2015 | 00:01
No Image Caption
• دمشق تهاجم ديميستورا لإدانته «مجزرة دوما»
• تقدم لـ «النظام» بالزبداني وتوتر في القصير
وسط حراك دبلوماسي لكل من روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران بحثاً عن مخرج لصراع دامٍ في سورية، سقط فيه نحو ربع مليون شخص وشرد نحو 12 مليوناً، وافق مجلس الأمن للمرة الأولى منذ عامين على خطة سياسية لإنهاء الأزمة.

في إجماع وصفته فرنسا بـ«التاريخي»، دعم مجلس الأمن أمس الأول خطة سلام جديدة في سورية وافقت عليها روسيا، أكبر داعمي الرئيس بشار الأسد والولايات المتحدة أهم خصومه، والدول الأعضاء الأخرى، في حين صبت دمشق غضبها على مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا لانتقاده مجزرة دوما، التي سقط فيها نحو 150 قتيلاً في نهاية الأسبوع، معتبرة أنه «بعيد عن الحيادية».

16 بنداً

وتنص مبادرة السلام، المكونة من 16 بنداً اتفقت عليها جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بما فيها روسيا وتحفظت عليها فنزويلا، على تشكيل 4 فرق عمل لبحث المسائل التالية: السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار.

انتقال سياسي

ودعا مجلس الأمن كل الأطراف المعنية إلى العمل على إنهاء الحرب عبر «إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية تقود إلى انتقال سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري»، مطالباً الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون باطلاعه على سير المرحلة الثانية من المشاورات بقيادة ديميستورا خلال 90 يوماً.

جميع الصلاحيات

وتتضمن العملية السياسية، التي من المفترض أن تنطلق في سبتمبر المقبل، «إقامة هيئة حاكمة انتقالية جامعة لديها جميع الصلاحيات التنفيذية، يتم تشكيلها على قاعدة التوافق المشترك مع ضمان استمرار المؤسسات الحكومية».

مستقبل الاسد

ولم يتطرق البيان، الذي تحفظت فنزويلا بحكم علاقاتها الجيدة مع النظام السوري على بعض بنوده، إلى مستقبل الأسد، إلا أن القوى الغربية تصر على أن أي مرحلة انتقالية يجب أن تتضمن مغادرته السلطة في وقت ما.

باريس وكراكاس

وفي حين اعتبر سفير كراكاس في الأمم المتحدة رفاييل راميريز الخطة «سابقة خطيرة جداً» في انتهاك حق سورية في تحديد مصيرها، أكد السفير الفرنسي إليكسي لاميك ان إجماع مجلس الأمن تاريخي، مشدداً على ان «هزيمة تنظيم داعش لن تتم من دون عملية انتقالية منظمة في سورية».

وجاء دعم مجلس الأمن للبيان غداة غارات شنتها القوات الجوية النظامية في معقل المعارضة في منطقة دوما قرب دمشق، وقتل فيها نحو 150 شخصا في أحد الاعتداءات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في مارس 2011.

دمشق وديميستورا

ووسط توالي الانتقادات الدولية لهذه المجزرة، انتقدت دمشق أمس تصريحات ديمستورا المنددة بالغارات الجوية على سوق دوما، معتبرة أنه «بعيد عن الحيادية».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن «ستيفان ديميستورا يصر على الابتعاد عن الحيادية في ممارسة مهامه من خلال الإدلاء بتصريحات تبتعد عن الموضوعية والحقائق».

وكان دي ميستورا قال، في بيان أمس الأول، إن «قصف الحكومة لدوما كان مدمراً فالهجمات على المناطق المدنية وإطلاق قنابل جوية بشكل عشوائي وكذلك القنابل الحارقة أمر يحظره القانون الدولي»، مشدداً على أن هذه «القنابل ضربت تجمعاً للمواطنين وقتلت نحو مئة منهم ومن غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف».

مجزرة دوما

وبرزت إدانة الولايات المتحدة بشدة وحشية الأسد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي، في إيجاز صحافي أمس الأول، إن «استمرار هذه الهجمات الوحشية «غير قانونية ولا يقبلها أي شرع ويجب أن تتوقف على الفور»، مضيفاً أنها «تؤكد استخفاف النظام السوري بحياة البشر والولايات المتحدة تعمل مع شركائها على انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض بمعزل عن الأسد».

وفي بروكسل، دان الاتحاد الأوروبي «الخروقات الكبيرة لحقوق الانسان» التي يرتكبها النظام السوري والقوى المتحالفة معه، معرباً عن قلقه «من العنف المستمر والمتصاعد في سورية التي باتت تشكل أكبر أزمة انسانية في العالم».

سهل الغاب والزبداني

وعلى الأرض، تواصلت عمليات الكر والفر في ريفي حماة ودمشق بعد انهيار الهدنة بين جيش «الفتح» والنظام، واستعادت قوات الأسد السيطرة على أربع قرى في سهل الغاب بريف حماة أمس في هجوم مضاد شمل عشرات الضربات الجوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد اشتداد الاشتباكات في المنطقة.

وفي الزبداني، التي تشهد منذ 47 يوماً أعنف حملة جوية وبرية، أفاد موقع «الميادين» أمس بسيطرة قوات النظام و»حزب الله» على حي الزهرة والحارة الغربية، موضحاً أن هذه العناصر أحكمت قبضتها بالكامل من مسجد القلعة وصولاً إلى مسجد بردى.

منطقة تدمر

في المقابل، فرض «داعش» أمس الأول سيطرته الكاملة على واحة الدوّة الزراعية غرب مدينة تدمر في ريف حمص وعدد من النقاط والحواجز في المنطقة، إثر اشتباكات امتدت لأيام مع قوات النظام في المنطقة.

القصير

وفي منطقة القصير قرب الحدود مع لبنان، استهدف التنظيم، التلال الجبلية المحيطة ببلدة جوسية، التي تسيطر عليها ميليشيا «حزب الله» اللبناني بعشرات قذائف الهاون، ما أدى إلى تراجع هذه الميليشيا من مواقعها.

وكانت منطقة القصير شهدت معركة طاحنة منذ اكثر من سنتين كانت بداية تورط حزب الله في الحرب السورية بشكل معلن.

(دمشق، نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top