خط الدفاع التركي
![عبداللطيف مال الله اليوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1597343945683541200/1597343994000/1280x960.jpg)
تركيا تمثل الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي الذي تم تأسيسه عام 1949م لمواجهة خطر المد الشيوعي المتمثل بالاتحاد السوفياتي السابق، وجيشها يعتبر من أكبر جيوش هذا الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، وقد لعبت دوراً رائداً في خمسينيات القرن الماضي عندما غدت عضواً بارزاً في حلف بغداد الذي تأسس عام 1955م، والذي أكمل الطوق الذي فرضه الغرب حول الاتحاد السوفياتي، وهي لاتزال ركيزة قوية للولايات المتحدة، لكن شأنها شأن عشاق أميركا كلما هاموا صبابة بها أمعنت في صدها لهم، فأكراد العراق لايزالون يتلقون الأسلحة الثقيلة من الولايات المتحدة بحجة محاربتهم داعش، وهي تعلم علم اليقين أنهم يخططون لسلخ أجزاء من تركيا بعد الانتهاء من ضم ما هم بصدده من الأراضي العراقية، فكأنها بهذا العمل تستبدل الأكراد بأهم حليفين لها في المنطقة على مدى سبعين عاماً، تركيا والعراق، في حين أن إيران التي شتمت وخاصمت حصلت على كل ما أرادت.محافظة نينوى لا تقل أهمية عن كركوك، بل تبزها قدراً وأهمية لكبر مساحتها ومجاورتها لمحافظتي أربيل ودهوك، ولأنها تضم تجمعات سكانية كردية في أقضيتها شيخان وتل كيف والحمدانية وسنجار، ولعل هذه الأقضية هي السبب في حرص الأكراد على التعديل الذي أجروه على المادة 140 من الدستور العراقي، فضم هذه الأقضية إلى إقليم كردستان يكمل الطوق الكردي لقضاء عقره الواقع شمال شرق نينوى، والذي سيسقط كمحصلة نهائية لهذا الضم، كما أن قضاء تلعفر هو الآخر يقع بين محافظة دهوك وقضاء تل كيف وقضاء سنجار الذي يضم أكرادا من الأيزيديين، مما يعني أن سقوط قضاء تلعفر نتيجة حتمية لضم قضاء سنجار، حينئذ ستلتئم الجغرافية الكردية ويصبح امتداد الأرض بلا عوائق من ديالى وسط شرق العراق حتى أربيل ودهوك شمال شرق العراق، ومن هناك يمد الأكراد أبصارهم تجاه المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا، أو قل إن أكراد دياربكر التركية سيزحفون القهقرى عبر طمان وشيرناك ثم جبال طوروس فمنطقة هكاري التركية تجاه أربيل ودهوك لتلتئم الجغرافية الكردية مجدداً وليتواصل امتداد الأرض بلا عوائق. إن تركيا يقع عليها عبء عدم تفسخ سورية والعراق بانفصال الأكراد فيهما عنهما، إذ إن هاتين الدولتين في أوضاع بنيوية لا تسمح لحكومتيهما بالحفاظ على وحدة أراضيهما، وإن وحدة الأراضي التركية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوحدة ما جاورها من كيانات سياسية، ولكنها متعددة الإثنيات والأعراق، كما أن ممالأة البرزاني ومناوأة الطالباني لن تنعكسا إيجاباً على تركيا حليفة الأول، ولا سلباً على إيران حليفة الثاني، ولكنها ستنعكس إيجابا على الأكراد في سورية وتركيا والعراق.