خسرت الميليشيات الحوثية 60 مسلحاً في ضربات جوية نفذتها مقاتلات التحالف على مناطق بتعز أمس، وبينما حملت الميليشيات السعودية المسؤولية عما أسمته جر مضيق باب المندب الاستراتيجي إلى الصراع، بعد فقدانها السيطرة عليه لمصلحة القوات الشرعية أمس الأول، توعد رئيس اللجنة الثورية الحوثية بغزو أراضي المملكة.

Ad

بعد يوم من بسط القوات للشرعية سيطرتها على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وجه تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية ضربة موجعة للميليشيات المتمردة في اليمن وقتل 60 مسلحا من الحوثيين وقوات علي صالح في غارات جوية استهدفت جيوبا للمتمردين في باب المندب والوازعية في تعز ليل الخميس ـ الجمعة.

وتعد سيطرة القوات الشرعية على منطقة باب المندب وجزيرة ميون القريبة من المضيق مفتاحا للطريق أمام تحريرها لميناء المخا والساحل المطل على مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن.

من جانب آخر، أكد مصدر طبي، لـ"سكاي نيوز عربية" مقتل 10 مدنيين وإصابة 20 آخرين، من جراء القصف العشوائي للحوثيين وقوات صالح، على الأحياء السكنية في تعز، بينما واصلت مقاتلات التحالف العربي قصف تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح في المحافظة.

تبرير واعتراف

في غضون ذلك، برر الناطق باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبدالسلام هزيمة جماعته في باب المندب بحرصهم على إبقاء باب المندب بعيدا عن الصراع، لأن الممر المائي ممر دولي يمثل مصالح العالم، متهما الرياض بما أسماه "محاولة جر الممر الاستراتيجي إلى تدخل أجنبي".

وقال عبدالسلام عبر "فيسبوك": "رغم حرصنا طوال الفترة الماضية على تجنيب باب المندب أي صراع عسكري لما له من تداعيات معروفة على اليمن والمنطقة والعالم، فإن افتعال العدو اليوم معركة في باب المندب ومهاجمة المواقع التابعة للجيش التي تقوم بمهام الحماية والمراقبة الأمنية هو تصعيد مكشوف وغير مبرر، هدفه إثارة المجتمع الدولي حول سلامة الممر الملاحي"، متعهدا بالدفاع عن الأراضي اليمنية أمام ما أسماه الاحتلال والعدوان.

غزو ووعيد

في موازاة ذلك، كشف محمد الحوثي رئيس ما يسمى لجنة الحوثيين الثورية عما أسماه من قبل بـ"الخيارات الاستراتيجية ضد السعودية".

 وقال رئيس اللجنة لقناة "الميادين" إن الاستراتيجية الحالية للمتمردين في مواجهة التحالف تتمثل بالاتجاه شمالا والتوغل في الأراضي السعودية وليس الهجوم على عدن، مضيفا أن هناك توغلا مستمرا للجيش اليمني الموالي لجماعته في جيزان ونجران وعسير داخل المملكة.

وتوعد الحوثي الجيش السعودي بأن القادم أسوأ. واعتبر أن القوى الإرهابية هي التي تسيطر على عدن، واصفا سيطرة حكومة الرئيس هادي بـ"الشكلية".

وحمل رئيس اللجنة الحوثية الولايات المتحدة مسؤولية تعثّر الحل السياسي في اليمن وأكد أن روسيا تدعم الحل السلمي في اليمن كما في سورية.

ذخائر وأسلحة

في هذه الأثناء، ضبطت القوات السعودية في جازان على الحدود اليمنية أسلحة وذخائر متنوعة ما بين "آر بي جي" وقنابل يدوية، قبالة قرية حثيرة السعودية.

وكانت ميليشيات الحوثي وحرس المخلوع صالح تحاول تخطي الحدود للتحصن في قرية حثيرة والقرى القريبة منها.

وفي تطور آخر، قتل القياديان في ميليشيات الحوثي وصالح؛ أبوسيف الصوفي، وصالح صلب على الحدود اليمنية السعودية.

من جهة أخرى، وصل إلى منطقة حيدان بمحافظة صعدة معقل الحوثيين جثامين 16 قتيلا من ميليشيات المتمردة، في حين أقامت القوات الشرعية عرضا عسكريا عند سد مأرب احتفالا بسيطرتها على المنطقة الاستراتيجية.

تبادل أسرى

على صعيد آخر، أفاد موقع "هنا عدن" الموالي لهادي بإتمام المقاومة الجنوبية والميليشيات الحوثية صفقة تبادل أسرى برعاية الوزير نايف البكري محافظ عدن السابق أمس الأول.

وتم التبادل في منطقة يافع العز وعلى جبل العر، وتمثل هذه العملية خطوة مهمة في سبيل إطلاق سراح مئات المعتقلين والمختطفين من عدة مناطق في جبهات القتال في الجنوب. واستهلت بالتوافق على إطلاق الجرحى والمرضى.

«القاعدة» و«داعش»

في سياق منفصل، تبرأ تنظيم "القاعدة" في اليمن من التفجيرات الأخيرة التي طالت عددا من مساجد العاصمة اليمنية صنعاء، والتي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، واعتبر أن تلك التفجيرات لا تراعي حرمة الدماء المعصومة، حيث قتل فيها عدد من أهل السنة، إضافة إلى تأثير التفجيرات على خارج المسجد.

وقال القيادي في التنظيم المتطرف خالد باطرفي ـ خلال تسجيل مصور بث على مواقع جهادية ـ إن "التفجيرات ليست طريقتنا في الجهاد، وهذا ليس منهجنا".

واقتبس باطرفي جزءا من رسائل زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، حذر فيها من تفجير المساجد أو الأماكن القريبة منها لأي سبب كان، كمحاولة اغتيال الجنرال عبدالرشيد دوستم في أحد مساجد باكستان.

عودة البيض

على صعيد آخر، كشف أحمد الربيزي القيادي البارز في "الحراك الجنوبي" مدير مكتب الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض عن عودة متوقعة للأخير إلى عدن خلال الفترة المقبلة، بعد ما يزيد على 21 عاما قضاها الأخير في المنفى عقب مغادرته جنوب اليمن إبان حرب عام 1994 وانتقاله إلى سلطنة عمان ثم مغادرته إلى النمسا في عام 2009.

سوء تغذية

إلى ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس من تعرض 1.7 مليون طفل يمني لخطر سوء التغذية، بسبب سوء الأوضاع في اليمن، والتي تسببت في مصرع 505 أطفال وإصابة 702 آخرين خلال الأشهر الستة الماضية.

(الرياض، عدن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يمن برس)