المخرج عمرو سلامة: دور الرقابة الفنية عقيم

نشر في 26-10-2015
آخر تحديث 26-10-2015 | 00:01
• حصد أخيراً أهم جوائز المهرجان القومي للسينما
رغم أنه لم يدرس السينما أكاديمياً، وفضل تعلم حرفيتها عبر ممارستها عملياً، فإنه نجح بموهبته في احتلال مكانة مميزة على الخريطة كـ{صانع أفلام}، منذ إطلالته الأولى لما يمتلكه من لغة سينمائية شديدة الخصوصية.
إنه المخرج عمرو سلامة الذي حصد فيلمه {لامؤاخذه} أخيراً جائزة أحسن فيلم وأفضل مخرج من المهرجان القومي للسينما.
عن الفيلم و{القنبلة} التي فجرها عمرو وهو يتسلم جائزته وغيرها من القضايا كان هذا الحوار.
لماذا انتقدت الرقابة فور تسلمك جائزتك، وطالبت بإلغائها؟

رأيي في الرقابة لم ولن يتغير طول الوقت، ودائماً أعلنه بصراحة ووضوح، يجب إلغاء الرقابة تماماً، وتحويل دورها المقيد للإبداع إلى جهاز تصنيف عمري فقط، لأنه لا يجب تحت أية ظروف أن يكون ثمة وسيط بين الفنان وجمهوره.

ببساطة لا بد من رفع الوصاية على الجمهور، فهو المصنف وصاحب الاختيار في ما يشاهده.

ألا تخشى من تعرض أعمالك التالية للمنع والمصادرة؟

تصادم معظم أعمالي  مع الرقابة، وكاد يتعثر كما حدث في {لا مؤاخذة}، حيث اختلفت الرؤى ومن دون أسباب مقنعة، لذا طالبت وسأظل أطالب بضرورة إلغاء وصايتها على الإبداع، لأنها بالفعل تقيده.

أزمة الرقابة في مصر أنها تعمل وسط قانون مطاطي، بمعنى أنها تجعل عملية قبول أو رفض العمل الفني مسألة ذوق شخصي للرقيب بل وحسب أفكاره وأهوائه الشخصية في كثير من الأحيان، لذلك أراها عملية تقييم عقيمة تضر بالعمل الفني أكثر مما تفيده، ولا أرى أي منطق في أن ينصب عشرة أشخاص أنفسهم حكاماً على عمل فني، من دون أن يتخذوا في الاعتبار رأي ونظرة ملايين الجماهير بوصفهم المعنيين بالأمر وبالمناسبة هم الأكثر عدلاً في الحكم على العمل.

يرى البعض أن صداقتك بالمخرج ورئيس الرقابة آنذاك أحمد عواض، هي السبب في إجازة فيلمك، كما أنه من وقف وراء دعم فيلمك في المسابقة، فمار رأيك؟

أحمد عواض زميل، وكانت أول مرة ألقاه وقت تحكيم الرقابة لفيلم {لا مؤاخذة}، ويوم إقامة المهرجان كانت المرة الثالثة التي ألتقي به، ولا أنكر وجود علاقة طيبة تربطنا وبسبب دعمه للفيلم ومساندته أثناء توليه مسؤولية إدارة هذا الجهاز.ولكن أعتبر ما تردد حول أن علاقتي بعواض هي سبب حصول الفيلم على أكثر وأهم جوائز هذه الدورة طعنة في ذمة لجنة التحكيم بالكامل، وهو ما لا أقبله، لأنني فعلاً أثق بالجميع وأحترمهم، إضافة إلى أن {لامؤاخذة} حصد جوائز عدة، أي أن هذه الجائزة ليست الوحيدة فحتى الآن تخطى العشرين جائزة، وتم اختياره في مهرجانات عالمية لا تسمح بالمجاملات.

أشرت في كلمتك أثناء استلامك الجائزة الأخيرة، أنك كنت تخرج لتصوير فيلمك «لامؤاخذة» دون أن تعرف ماذا ستفعل بسبب تعنت الرقابة، فهل هناك مشاهد اضطررت للتخلي عنها بسبب الرقابة؟

أشرت لهذا بالفعل وتصادمت معهم في جولات عديدة، ولكن في النهاية صورت الفيلم كما أردت بالظبط، ومن دون أية تنازلات، وحين قدم للرقابة وافقت عليه، ومن حسن حظي لم يتم حذف أية مشاهد منه.

كيف تختار أفلامك؟ ولماذا دائماً أنت مؤلفها؟ وهل يمكن أن تخرج فيلم ليس من تأليفك؟

أنا أصنع الفيلم الذي ينادي عليَّ، يأتي أولاً في أحلامي ثم تسيطر فكرته على عقلي أثناء يقظتي، لكن ليس بالضرورة أن يكون أنا من أكتبه، فقد أخرجت فعلياً فيلماً ليس من تأليفي، ولكن بشكل عام أفضل كثيراً أن يكون الفيلم الذي أقوم بإخراجه من تأليفي، لأنه بالطبع سيكون لمس شعوري الداخلي، ما ينعكس بالتأكيد على المشاهد التي أصورها والتي أتخيلها في ذهني أولاً.

أثارت تدوينتك على «القضية الفلسطينية» جدلاً واسعاً، ماذا حدث؟ وهل أنت مع تعبير الفنان والمبدع بحرية عن آرائه السياسية والإعلان عنها بشكل واضح للجمهور؟

لا شك في أن لكل شخص مساحته في التعبير بحرية عن ما يدور حوله، ولكن هناك أشخاصا تقرر أن تحتفظ بآرائها لنفسها، وهناك من يجهر بمواقفه تجاه أية قضية، وأنا واحد من هؤلاء، وفخور بذلك، وسأظل أدافع عن حرية التعبير دوما بوصفها أبسط حقوقنا كبشر.

back to top