بدأت إسرائيل، أخيراً، بتسخين جبهة غزة، استعداداً على ما يبدو لجولة القتال والمواجهة المقبلة مع المنظمات الفلسطينية المسلحة، أبرزها كتائب القسّام الجناح المسلح لحركة "حماس"، إذ بدأت كرة اللهب تأخذ الشكل السريع، والمعطيات التي تطفو على الساحة تخبر بذلك، خصوصاً أن مدن الضفة مازالت تغلي تحت النار في ظل التصدي وعمليات الطعن والاقتحامات المستمرة، وإطلاق الصواريخ بشكل متقطع من غزة والرد الإسرائيلي بشكل الفوري عليها.

Ad

وبينما أشارت إسرائيل، إلى ما وصفته بـ"العدو" رقم واحد، وهو القيادي في "حماس" يحيى السنوار، والذي أصبح الرجل الأقوى في الحركة بالقطاع، كشفت النقاب عن نجاة قوة لها من انفجار سلسلة عبوات ناسفة بحقل ألغام أعدته حركة حماس على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة قبل يومين.

وبحسب إسرائيل، يمتلك السنوار نفوذاً وتأثيراً لا مثيل له داخل الذراع العسكرية لـ"حماس"، كما أنه من المؤسسين الأوائل للذراع، علاوة على ذلك، يعد السنوار من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى في الحركة، حيث فاق في ذلك إسماعيل هنية، وبعد خروجه من السجون الإسرائيلية أصبح، بشكل سريع جداً، العدو رقم واحد لإسرائيل.

وتقول إسرائيل، إن تعليمات وصلت من قيادة "حماس" في غزة والخارج لخلايا تابعة للحركة في الضفة الغربية تطالبهم بتنفيذ عمليات تفجيرية، ما سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين.

وقتلت إسرائيل قرابة 129 فلسطينياً، بينهم 26 طفلاً و6 سيدات منذ مطلع أكتوبر الماضي، إذ تشهد الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة مواجهات للشهر الثالث على التوالي بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.

ويخشى الفلسطينيون في قطاع غزة، شن إسرائيل حرباً جديدة على الشريط الساحلي الصغير، والذي لم يتعاف بعد من الحروب الـ3 التي أنهكته خلال السنوات الست الماضية، ودمرت خلالها آلاف المساكن والمقار والمؤسسات والمساجد إلى جانب البنى التحتية المتهالكة.

وأشعلت "حماس"، أخيراً الحرب النفسية مع إسرائيل بفيديوهات "كليبات" عبرية، والتي كانت قد بدأت ترسخ لها منذ عملية "الجرف الصامد" العام الماضي، حين استغلت اللغة العبرية كأساس في توجيه رسائلها لزعزعة الأمن الإسرائيلي خلال تلك الحرب، والتي تركت بدورها أصداء كبيرة.

ودق الفيديو الأخير تحت اسم "الانتفاضة انطلقت"، والذي اعتمد على ألحان أغنية إسرائيلية، على وتر ترسيخ فكرة تعميق الخوف لدى الإسرائيليين من المقاومين عموماً، ومن عناصر كتائب القسّام خصوصا، حيث ورد فيه أن "حماس جاءت لإبادة الصهاينة بالصواريخ والسيوف، وتعتبر نفسها جند الله، مثلما تقول كلمات الأغنية".