«الشيخ مسكين» تترنح... وروسيا قتلت 2300 ثلثهم مدنيون

● اعتقال عضوين بهيئة التفاوض
● موسكو تستهدف المدنيين
● تصفية فرنسي على علاقة بهجمات باريس

نشر في 31-12-2015
آخر تحديث 31-12-2015 | 00:05
No Image Caption
غداة سيطرتها على اللواء 82 بريف درعا، وصلت قوات الرئيس بشار الأسد إلى مشارف مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية مدعومة بأعنف حملة قصف جوي على الجنوب حتى الآن ينفذها سلاح الجو الروسي، وأسفرت منذ انطلاقها قبل 3 أشهر عن مقتل 2300 شخص ثلثهم من المدنيين.
شقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد طريقها إلى وسط مدينة الشيخ مسكين بريف درعا بعد انتزاعها اللواء 82 من كتائب المعارضة، في إطار حملة واسعة بدأتها مدعومة على الأرض بميليشيا "حزب الله" اللبناني وجواً بغطاء كثيف من سلاح الجو الروسي، الذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتله أكثر من 2300 شخص، واتهمته واشنطن بتنفيذ عمليات عشوائية ضد المدنيين والبنى التحتية في سورية.

وفي هجوم أكدت عناصر بالمعارضة المسلحة أنه كان مدعوماً بأعنف حملة قصف جوي روسي في الجنوب حتى الآن، أفاد الجيش النظامي بأن قواته دخلت الشيخ مسكين، الواقعة على طريق إمداد رئيسي من دمشق إلى درعا، موضحاً أنها تمركزت في الساحة الرئيسية وسيطرت على الأحياء الشرقية والشمالية بالمدينة.

في هذه الأثناء، وثق المرصد، أمس، مقتل 2371 مدنياً ومقاتلاً منذ 30 سبتمبر حتى فجر، أمس، جراء آلاف الضربات الجوية منذ بدء موسكو حملتها المساندة لقوات النظام، مشيراً إلى القتلى يتوزعون بين 792 مدنياً سورياً، ضمنهم 180 طفلاً و116 سيدة، إضافة إلى 1579 مقاتلاً، بينهم 655 من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و924 من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وبينها "جبهة النصرة" والحزب "الإسلامي التركستاني".

هجوم متزامن

إلى ذلك، شنّت واشنطن والرياض، أمس الأول، هجوماً متزامناً على موسكو واعتبرتا غاراتها العشوائية وتصفية قادة الفصائل المعتدلة ضربة لعملية السلام، الجاري التنسيق لانعقادها في جنيف آخر يناير المقبل.

وبعد تمام الأسبوع من مقتل قائد "جيش الاسلام" زهران علوش في غوطة دمشق في هجوم أعلنت الحكومة السورية مسؤوليتها عنه وأسندته المعارضة للروس، اتهمت واشنطن موسكو بقتل "مئات المدنيين" في غارات "عشوائية شملت مسعفين، وأصابت مراكز طبية ومدارس وأسواقاً تجارية".

ووفق المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، وإضافة إلى القتلى فإن أكثر من 130 ألف سوري اضطروا إلى الفرار من منازلهم بين مطلع أكتوبر ومنتصف نوفمبر الماضيين، بسبب الغارات الروسية.

تصفية علوش

وأشار تونر إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب لنظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال مكالمة هاتفية الاثنين، عن بواعث قلق الولايات المتحدة من "الهجمات العشوائية على بنى تحتية ومراكز طبية ومدنيين"، كما عبر عن أسفه لمقتل قائد "جيش الإسلام"، الذي كان مستعداً للمشاركة في مفاوضات السلام، آملاً "ألا يرسل هذا الأمر رسالة تحبط عزيمة باقي أعضاء المعارضة".

تفكير الروس

وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء أمس الأول، أن "محاولة اغتيال زعامات تحارب داعش لا يخدم العملية السلمية في سورية والوصول إلى حل سياسي في سورية".

وقال الجبير، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الرياض، "لا أعرف ما يدور في أذهان الروس"، الذين اتهمتهم قيادة "جيش الإسلام"، باستهداف مبنى كان يجتمع فيه علوش ومساعدوه في معقله بالغوطة الشرقية بعشرة صواريخ فراغية.

تنحي الأسد

وبينما أعاد الجبير تكرار مطلب تنحي الأسد، اعتقلت سلطات دمشق عضوي هيئة التنسيق الوطنية أحمد العسراوي ومنير بيطار عند الحدود مع لبنان، أثناء توجههما إلى الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن اجتماع الرياض، وتم اقتيادهما إلى جهة مجهولة.

واعتبر الهيئة، التي تعد أبرز مكونات معارضة الداخل المقبولة من النظام، اعتقالهما "إجراء غير الطبيعي ممن يريد الحل السياسي" مطالبة "بالإفراج الفوري عنهما".

اعتداءات باريس

وفي تطور لافت، قتل الفرنسي شرف المؤذن المقاتل في تنظيم "داعش" وعلى "علاقة مباشرة" بالجهادي البلجيكي عبدالحميد أباعود في ضربات أميركية في سورية أكد الناطق باسم الائتلاف الدولي الكولونيل ستيف وارين، أمس الأول، أنها قضت أيضاً على عشرة آخرين من قادة التنظيم الجهادي. وكشف وارين أن المؤذن، المولود في 15 أكتوبر 1989 لأبوين مغربيين في بوندي شمال شرق باريس، "كان يعد لهجمات أخرى في الغرب"، مشيراً إلى أن مقاتلاً آخر كان "مرتبطاً بالشبكة المسؤولة عن اعتداءات باريس ويدعى عبدالقادر حكيم وهو مدرب واختصاصي في تزوير الوثائق، قتل في 26 ديسمبر بعد يومين من المؤذن.

والمؤذن، الذي قتل عشية عيدد الميلاد، توجه إلى سورية في أغسطس 2013 حين وجهت غليه التهمة في فرنسا، لكنه ترك حراً تحت المراقبة القضائية بحسب مصدر من جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسي.

سد تشرين

في غضون ذلك، غمرت مياه نهر الفرات مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وعدد من القرى على جانبي النهر، حول البحيرة الاصطناعية خلف سد تشرين، الذي سيطرت عليه "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أميركياً قبل أيام، بعد انسحاب "داعش"، مما أجبر الآلاف من الأهالي في منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، على ترك منازلهم.

وبثت قناة كردية جولة مع "سورية الديمقراطية" داخل جسم السد، وأظهرت وجود خمسة موظفين فقط يعملون بداخله أوضحوا أنهم لم يغادروا السد رغم تعاقب الكثير من الجهات عليه، ومنها النظام والجيش الحر ثم "داعش" وأخيراً قوات الحماية الكردية.

back to top