حددت وزارة الأشغال العامة موعد 28 الجاري لتقديم الشركات المتنافسة على إعادة تأهيل وإصلاح وإعمار مسجد الإمام الصادق عروضها الفنية والمالية، لاختيار العرض الأفضل لإعادة المسجد إلى حالته الأولى قبل التفجير الإجرامي الذي وقع فيه.

Ad

وقال الوكيل المساعد لقطاع الصيانة في «الأشغال» المهندس محمد بن نخي: التقينا صباح أمس 5 شركات من 8 تمت دعوتها إلى اجتماع تمهيدي وزيارة ميدانية للمسجد لحصر الأضرار التي وقعت به، وتجولنا في المصلى الرئيسي وفي الممر، ومصلى النساء، وصحن المسجد والسرداب.

وتابع: تم استعراض التلفيات في المرافق المختلفة للمسجد وتوضيح وجهة نظر الوزارة وإدارة المسجد بشأن عملية الترميم وأخذت الشركة فكرة أولية عن الأضرار التي أصابت المسجد من جراء التفجير الآثم، وتبين لنا أن هناك أضرارا قابلة للإصلاح، وأضرار أخرى لابد من إزالة ما كانت عليه تماما وإعادة الإصلاح من البداية.

وقال: تم الاتفاق على بقاء بعض آثار الانفجار الموجودة باثنين من الأعمدة الخرسانية كما هي، لتظل شاهدا على الحادث الأليم على مر العصور كنوع من التخليد للشهداء، وكذلك صيانة الثريات المختلفة وعدم استبدالها، نظرا لطبيعتها التاريخية.

ولفت إلى أن هناك أضرارا أصابت الديكورات والكهرباء والميكانيك والتكييف، موضحا أن الوزارة ستفتح خلال الفترة القادمة، وحتى موعد تقديم العطاءات، أبواب المسجد أمام الشركات والفرق التابعة لها لأخذ المقاييس للأضرار والمشكلات المختلفة في المسجد، من أجل حصرها ومن ثم تقديم عروضها لإعادة تأهيله.

وفي ما يخص المحراب أشار إلى أنه جرى الاتفاق على ترميمه مع المحافظة على طبيعته التاريخية، وترك بعض العلامات التي خلفتها الشظايا المتناثرة فيه كشاهد على الحادث، مع تركيب كاميرات مراقبة في مداخل المسجد المختلفة وبداخله، وكذلك نظام إطفاء، نظرا لعدم وجوده مسبقا مع صبغ المكتبة واستبدال كل السجاد.

وأوضح أنه تم تزويد كل شركة بنسخة «سي دي» ومخطط البلدية للموقع بكامله لاستخدامه، مشيرا إلى أن مدة المناقصة ستكون 6 أشهر من تاريخ بدء مباشرة العمل، والتكلفة ستتحملها الدولة ممثلة في وزارة المالية.

ولفت إلى أن الوزارة أجرت خلال الأيام الماضية بالتعاون مع القطاع الخاص دراسة خاصة بالمناقصة، لكنها تنتظر ما ستتضمنه عروض الشركات الـ8 التي طالبها بتسجيل جميع الملاحظات وموافاة الوزارة بها كتابيا.

وفي حين اعترض ممثلو أغلب الشركات على المدة التي يجب تقديم العطاءات خلالها، مؤكدين أنها قصيرة للغاية، جاء رد بن نخى بأن المناقصة لها ظروف خاصة فرضت ذلك، إلا أنه طالب الجميع بمخاطبة الوزارة رسميا بشأن هذا الأمر، ليتم بناء على ذلك اتخاذ الإجراء اللازم.

وأشار إلى أن دراسة الوزارة أوضحت أنه يمكن الانتهاء من أعمال إعادة الترميم خلال 6 أشهر فقط، حال العمل بنظام الورديتين، ورد ممثلو الشركات بالتأكيد على أن مدة الأشهر الـ6 كافية، لكن الاعتراض على مدة تقديم العطاءات فقط.

وقال بن نخي في كلمة له خلال اللقاء مع الشركات: «نجتمع اليوم في بيت من بيوت الله التي أمر سبحانه وتعالى أن تعمر ويذكر فيها اسمه، نجتمع في هذا المكان الطاهر الطيب المبارك، مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر لإعادة إعمار المسجد».

وتابع: «نؤكد من خلال هذا اللقاء أن يد الإعمار أقوى من يد الغدر والحقد والجهل، ولا يسعنا في هذا المكان إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى سبحانه كي يتقبل شهداءنا الأبرار في أعلى عليين، وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين».

وأضاف: «كانوا يحسبوننا أشتاتا، ولكنهم فوجئوا بأن الشعب الكويتي بأطيافه المختلفة شعب واحد تحت قيادة ورعاية والدنا أمير الإنسانية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، الذي كانت أوامره وتوجيهاته السامية بسرعة إعمار هذا المسجد العامر بذكر الله، وأعقبت تلك التوجيهات صدور قرار مجلس الوزراء بسرعة البدء في إعادة الإعمار، حيث وجه وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء باستدراج عدة عروض من الشركات واختيار أفضلها للبدء في إعادة الإعمار».