الحب: «هارموني» روحين!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
الحب من وجهة نظري هو: "هارموني" روحين.هذا هو الحب بشديد الاختصار، ولكي يعي الذين يجهلون معنى هاتين الكلمتين أقول بشيء من التفصيل، إن "الهارموني" بالتعريف الموسيقي جملة موسيقية تعزفها نغمتان من درجتين مختلفتين في السلّم الموسيقي، إلا أن هاتين الدرجتين لابدّ أن تكونا منتقاتين وإلا أصبح اللحن نشازاً حتى وإن عزفتا ذات الجملة الموسيقية. هذا هو بالضبط ما يحدث في الحب السليم، لن يتشكّل الهارموني العاطفي إذا أحب شخصٌ شخصاً آخر يشبهه، إلاّ أن هذا الاختلاف له ضوابط أيضاً حتى لا يصبح لحن الحب نشازاً.ففي الهارموني الموسيقي إذا كنت تعزف جملة لحنية ما من درجة "الدو" مثلاً... يمكنك إنشاد نفس الجملة بنفس اللحن، ولكن من طبقة "المي" أو "الصول"، فإذا عزفت نفس الجملة ولكن من طبقة "الري" أو "الفا" مثلاً أصبح اللحن نشازاً يؤذي السامعين.لا يكون الحب حبّا سليماً إلاّ بهذا التشكّل الهارموني بين روحين، روحان مختلفتان تعزفان ذات النغمة دون نشاز، فلماذا إذن نختار النغم النشاز الذي يؤذي أرواحنا؟! قد يقول قائل تلك الجملة الشماعة التي نداري بها عورة أمراضنا العاطفية: ولكننا لا نختار من نحب!أقول نعم قد يكون الحب قدراً ولكن الأحباب ليسوا كذلك، فإذا قُدّر لنا أن نختار أحبّة يعزفون النشاز، فعلينا أن نوقف هذا النشاز ما استطعنا، وإذا لم نستطع فيجب ألاّ نشتكي إذا ما اخترنا الصمم لمسامع أرواحنا، والأكثر من ذلك علينا أن نتيقن أن هذا النشاز الذي يؤذي أرواحنا ليس حبّاً، فالحب هو:"هارموني" روحين يُطرب عازفيه قبل السامعين.