ليالي الكويت

نشر في 18-10-2015
آخر تحديث 18-10-2015 | 00:01
 مظفّر عبدالله نجاح برنامج «التوك شو» (ليالي الكويت) أمامه الكثير، وربما كانت حلقاته الأولى تجربة للعاملين فيه، نتمنى نجاحه حتى يستفيد المواطن والمقيم من التكاليف البشرية والمادية الباهظة لتشغيل تلفزيون الدولة.

أول العمود:

أظن أن بعض الوزراء غير مطلعين على الاتفاقيات التي توقع عليها الدولة وتصريحاتهم تؤكد ذلك، فاتفاقية مكافحة كل أشكال التمييز العنصري تتناقض مع فكرة تخصيص مستشفى جابر للكويتيين التي أكدها وزير الصحة.

***

في المشهد الإعلامي المرئي الكويتي يقف برنامج "ليالي الكويت" الذي بدأ بثه في أكتوبر الجاري على رأس التطورات النوعية الإعلامية كبرنامج "توك شو" في تلفزيون الكويت الذي فر مشاهدوه منذ أن طلت فضائية عربية صاخبة بداية عقد التسعينيات، وبعد الترخيص للقنوات المحلية بعد إقرار قانون المرئي والمسموع عام 2007.

تلفزيون الكويت وتحديداً قناته الأولى ظل بعيداً ولا يزال عن البريق والتشويق والمادة الغنية، ودفع ثمن قانون المرئي والمسموع بترخيصه للقنوات الخاصة التي جذبت شريحة واسعة من المشاهدين كقناتي "الوطن" و"الراي".

برنامج "ليالي الكويت" أعاد شيئاً من الأمل للجهاز الحكومي بثوب شبابي محبب، وهي فكرة ليست بجديدة، وهنا التحدي، إذ استفاد من غياب برنامج "تو الليل" بعد إغلاق قناة "الوطن" وهي فرصة مجانية لإثبات الوجود.

ليست هناك من حجة لتأخر التلفزيون الرسمي الذي بدأ بثه في 15 نوفمبر 1961 من حي شرق وبشبرات متواضعة عن تطوير الرسالة الإعلامية، فالميزانية متوافرة والإمكانات البشرية والفنية موجودة، وأمامنا الكثير من القضايا والمشكلات التي نعانيها في البلد، والتي يمكن معالجتها إعلامياً، كما أن تحدي الحفاظ على الكوادر الإعلامية يجب أن يكون محل درس في ظل تنافس القنوات المحلية، فالهجرة الكبيرة لإعلاميي قناة الوطن التي أغلقت بحكم قانوني إلى تلفزيون الكويت بدت مفيدة له، لكن دوام الحال من المحال، فالإعلامي سلعة في سوق يتم تداولها لمن يدفع أكثر! وتلفزيون الدولة ليس بمأمن من ظهور قنوات كويتية جديدة في ظل الاستقطاب السياسي المحلي.

نجاح "ليالي الكويت" أمامه الكثير، وربما كانت حلقاته الأولى تجربة للعاملين فيه، ونتمنى أن يكون ناجحا حتى يستفيد المواطن والمقيم من التكاليف البشرية والمادية الباهظة لتشغيل تلفزيون الدولة.

بحسب المعلومات أن البرنامج مقدم على استضافة شخصيات مهمة ومتنوعة وترتيب لفقرات شبابية طموحة، ولأن فترة البث مسائية تليها نوم جيش موظفي الدولة، فمن المستحسن عدم استضافة سياسيين يبيعون الوهم على الناس "تالي الليل"، ويتسببون في أحلام مزعجة لهم، ونؤكد أن بين سكان الكويت أكثر من 2 مليون وافد لأكثر من 100 جنسية، وواجب البرنامج تعريفنا بهمومهم واهتماماتهم حتى نغير النظرة السائدة منا تجاههم، وعنوانها "جاؤوا ليخدمونا"!

ختاما نأمل أن تصيب عدوى "ليالي الكويت" باقي برامج التلفزيون، وألا يبقى كفندق راق وسط حي فقير، خصوصا نشرات الأخبار والرسائل الإعلامية القصيرة الغائبة عن مشاكل الناس كالمخدرات والرشوة والمرور وغيرها، فبضع ثوانٍ من البث لدعاية قد تغني عن برنامج بأكمله.

تحية لوزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود لدعمه البرنامج ولمخرجه الشاب سعود الرمح، وتمنياتنا لطاقمه الواعد بليالٍ جميلة.

back to top