«الوسطية»... ومطار الكويت!
عيدكم مبارك... انقضى الشهر الفضيل بأيامه المشهودة وبركاته وأفضاله وعبره مرة أخرى من حياتنا، ونحن نتطلع جميعاً إلى أن يعيده المولى عز وجل على الوطن والشعب الكويتي الكريم بكل خير، وعلى العرب والمسلمين بحال أفضل، ونهاية للحال المتردية والمذابح والقتال والتشريد الذي يقوم به أبناؤهما بأيديهم ضد بعضهم البعض.مر "رمضان" هذا العام على الكويتيين بتجربة قاسية ومريرة تمثلت في جريمة الاعتداء على مسجد الإمام الصادق الإرهابية التي حصدت أرواحاً عزيزة علينا، نتضرع للمولى عز وجل أن يرحمها بواسع رحمته، ويسكنها جميعاً جناته. وقد بينت الحادثة، مرة أخرى، معدن الكويتيين الأصيل والمتلاحم قيادة وشعباً، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الجريمة كشفت أيضاً أن هناك خلايا إرهابية في البلد متشبعة بفكر التطرف والتكفير.
المخيب للآمال أن الحكومة عادت إلى الحلول السطحية نفسها، والتفكير الأمني البحت بعيداً عن المعالجة الشاملة، وإحياء مشاريع قديمة ومجربة غير مجدية، ومجدداً ستطرح الدولة مشروع "الوسطية" الذي لم يحقق أي نجاح يذكر منذ 2001، بينما تستعد قوى سياسية أصولية تسببت في ما نحن فيه للعودة بقوة إلى الحياة السياسية.وتتوالى تصريحات المسؤولين الخليجيين من كل جهة، لتؤكد أن المناهج التربوية بريئة من التطرف، وغياب الإصلاح ومحاربة الفساد وتعزيز الديمقراطية لا تدفع إلى التطرف، وما يحدث في كليات الشريعة بالخليج لا صلة له بالأصولية المتوحشة التي نراها في دولة الخلافة المزعومة، وأيضاً إغلاق المجتمعات ومحاربة الفنون والإبداع لا علاقة له بانتشار التطرف، كما أن غياب العدالة في توزيع الثروة وتكافؤ الفرص للشباب الخليجي لا صلة لهما كذلك بانتشار فكر الدواعش!فإذا كان كل ذلك لا علاقة له بالتطرف... فهل أبناؤنا الخليجيون الذين يشكلون عصب "داعش" في سورية والعراق، ويلبسون الأحزمة الناسفة في السعودية والكويت والدعاة الذين أشبعوهم بهذا الفكر كانوا على كوكب آخر وانتقلوا أخيراً إلى عالمنا؟!... لذا فإن الحديث عن مشاريع مواجهة التطرف وفكره في دول الخليج لا يمكن أن يبدأ ويكون جدياً إلا بعد أن تعترف الحكومات الخليجية بأسبابه كاملة، ومن دون ذلك فإن مشاريع "الوسطية" أو أي مشاريع دعائية لمواجهة الإرهاب ستتحول إلى "بيزنس" لمكاتب الدعاية والإعلان وأرباح للفنادق لحجز صالاتها للاجتماعات والمؤتمرات، وبدلات مالية للموظفين الكبار والدعاة. ***نتوجه إلى حكومة الكويت ومسؤوليها بسؤال بسيط يسأله كل مواطن ومقيم، وهو: متى سينتهي عقابنا كلما قررنا السفر واستخدام مرفق مطار الكويت؟فعلى مدار السنة، وفي كل عام تنتشر الصور عن المعاناة والزحام والمشكلات في الدخول إلى المطار للسفر، وكذلك عند العودة، ووزارات الدولة المسؤولة عن المشاريع الكبرى عاجزة منذ 2004 عن الشروع في إنشاء المطار الجديد، كما هي أيضاً في مشروع مترو الكويت وتطوير الجزر... إلخ!فما ذنب ما يقارب 4 ملايين كويتي ومقيم في أن يعيشوا هذه المعاناة في صالات ضيقة ومظهر عام متردٍ للمطار، زاده هذا العام العامل الأمني سوءاً، فشرعت وزارة الداخلية في نصب حواجز التفتيش على الطرق المؤدية لتضاعف معاناة المسافرين، وهو إجراء لا شبيه له، فمعظم مطارات أميركا وأوروبا معرضة لعمليات إرهابية، ويستخدمون وسائل إلكترونية لرصد الطرق المؤدية إلى المطارات من دون حواجز تفتيش.المهم... إلى متى ستستمر يا حكومتنا هذه المعاناة؟