لم تحظ فوة "مدينة القباب البيضاء" أو "مدينة المساجد"، التي تقع على بعد 181 كيلومترا من شمال شرق القاهرة، بعناية الباحثين في التاريخ الحضاري والإسلامي على الرغم من المكانة التي حظيت بها، منذ كانت عاصمة الإقليم السابع في مصر الفرعونية، وفي العصر المملوكي تبوأت مكانة رفيعة لأنها محطة التجارة الرئيسية آنذاك، غير أنها تعتبر ثالث أهم مدن الآثار في مصر بعد القاهرة ورشيد، وتصنَّف في المركز الرابع على مستوى العالم بين مدن الآثار.
وتحتوي "فوة" ما يقرب من 365 مسجدا أثريا وعددا من القباب والمزارات، ولكنها لم تحظ بالوضع على خريطة مصر السياحية في الوقت الحالي، فكما أطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة، أطلق على مدينة "فوة" مدينة المساجد.من جانبه، قال أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة الدكتور مختار الكسباني إن عملية السياحة ترتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة المحيطة، والطرق المؤدية إلى مدينة فوة لا تصلح لنقل السياح إليها.وأضاف الكسباني: "يجب أن يتم الانتقال إلى المدينة في رحلات نهرية منتظمة، كشكل من أشكال التطوير السياحي والعمل على ازدهار الآثار في مدينة فوة السياحية، إضافة إلى أن التطوير السياحي يجب أن يأتي من فكر تنموي يقوم به محافظ كفر الشيخ، باستخدام آليات المحافظة لاستقبال السياح".أستاذة التاريخ بكلية الآداب جامعة حلوان الدكتورة زبيدة عطا قالت: "إن مصر تحتاج للتسويق السياحي من خلال السفارات المصرية في الخارج، لأننا بحاجة إلى إنفاق مالي باذخ على قطاع السياحة".أما الدكتور رأفت التلمساني فأكد أن "فوة" ليست المدينة الوحيدة الغنية بالآثار غير المستغلة في مصر، ولكن يوجد العديد من المدن السياحية والأثرية التي تعاني الإهمال وأضاف: "يجب التشديد على وزارة السياحة في وضع هذه المدينة وغيرها على الخريطة السياحية لمصر وتوفير المناخ المناسب لانتعاش السياحة حتى يزيد الدخل القومي المصري".
توابل - مسك و عنبر
«فوة» تحلم بموقع على خريطة السياحة المصرية
24-09-2015