Ad

يضم مسجد العارف بالله الشيخ محمد أبو خليل، مؤسس الطريقة الخليلية، عددا من الأضرحة لأبنائه الذين تولوا مشيخة الطريقة. وينتهي نسب الشيخ أبو خليل من جهة أبيه وأمه إلى الحسن والحسين حفيدي النبي (ص).

ولد الشيخ محمد أبوخليل في قرية القضابة شمال الدلتا بمصر، وانتقل مع والده إلى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، واستوطن معه في أحد أحيائها المسمى بكفر النحال، حيث يوجد الآن قبره الشريف بمسجده المسمى باسمه.

نشأ أبوخليل محبا للطاعة وحفظ القرآن الكريم دون أن يتعلم الكتابة والقراءة، وكانت أميته دليلا على ولايته حين كانت تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه، وينطق لسانه بكل عجيب من العلم ومعجز من البيان. وعندما توفي والده احترف تجارة الحبوب، وقد غرست التجارة في نفسه منذ البداية التوكل الحق على الله سبحانه وتعالى.

وأقبل أبوخليل على عبادة ربه بصدق وعزم، فبايع أحد أتباع الإمام العارف بالله سيدي علي البيومي على عبادة الله وتقواه، فجد واجتهد في عبادة ربه، وصار هذا الشيخ بعد ذلك من أتباع أبي خليل.

اعتزل أبوخليل الدنيا مدة سبع سنوات، وكان ذلك في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، ثم بدأ نشاطه الدعوي من خلال عقد ندوات علمية وحضرات دينية لوعظ الناس، فأقبل عليه الناس من كل حدب ينسلون، يهرعون إليه من كل صوب، وكان يذكر في هذه المجالس الدينية اسم الله كثيرا قياما وقعودا، وتتلى فيها آيات الله والحكمة.

كما وفد لهذا الولي الأمي جموع العلماء يحاجونه، وأقبل عليه المعترضون يجادلونه ويحاورونه، فما ضاق أبوخليل بشيء من ذلك ولا عجز عنه، لكنه أفسح صدره لكل في مجاله مجيبا بذات اللغة التي يصاغ بها السؤال، عربية أو إنكليزية أو فرنسية، بل إنه كان يأمر أحد أتباعه، وقد يكون أميا فيجيب عن السؤال إجابة العالم المتمكن من علمه.

ولا عجب أن يكون للشيخ أبوخليل مدرسة سامقة في التصوف الإسلامي، تخرج فيها دعاة إلى الحق لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، متفرقين في شتى الجهات هادين ومصلحين.

وفي عصر يوم (الاثنين) ١١ شوال ١٣٣٨هـ، الموافق ٢٩ يونيو ١٩٢٠م، توفي رضي الله عنه، وتحتفل الطرق الصوفية بمولده في الأسبوع الأول من شهر رجب من كل عام.