في المرمى : إلى متى؟
لا أدري إلى متى سنكرر جملة «كتبنا من قبل» أو «قلنا قبل ذلك»؟ ولا أدري إلى متى سنظل نطالب بقرار حاسم تجاه من يتسبب في المصائب التي تنهال على رياضتنا المحلية؟ورغم ذلك سنظل نكرر الطلب والسؤال، لأننا نؤمن عكس غيرنا بأننا في دولة مؤسسات تحكمها قوانين، حتى لو تأخر تطبيقها أو عرقلت إلا أنها ستبقى هي الملاذ والفيصل رغم أنف من يريد التخلص منها أو لا يريدها حتى يعيث بالأوضاع وفق ما يشتهي.
لقد كنا ومازلنا وفي كل مرة نشير فيها إلى المتسبب بما يحدث للرياضة والرياضيين من «بلاوي» نتهم بالتحامل والشخصانية بالتعامل، ونتعرض للكثير من هجوم بياعة القلم ومرتزقة الصحافة والإعلام والشتم والسب والتشكيك من الفداوية والصبيان، لكن في هذه المرة أتمنى أن يشعروا بالخجل ويستحوا قليلا، مع شكي أنهم «يعرفون الخجل أو المستحى»، لأن من كشف عن المتسبب وعرَّفه هو جهات رسمية في الدولة، ولعل بيانات الهيئة العامة للشباب والرياضة منذ انتهاء اجتماع لوزان وعودة الوفد الرسمي، وتحميلها المسؤولية في الأحداث التي تعصف بالرياضة إلى اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحاد الكويتي لكرة القدم، ورئيسهما الشيخ طلال الفهد، وبعض الأشخاص الذين يتقلدون المناصب الدولية، وهم معروفون، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الفهد الشقيق الأكبر لسعادة الرئيس، والذي لا يستطيع أحد أن «يشك خيط إبرة بدون شوره»، خير دليل على ما نقول.فالوفد الذي سافر إلى لوزان، واجتمع بمسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، تعرف على مصدر المعلومات المغلوطة، كما شاهد أعضاؤه وبأم أعينهم وسمعوا بآذانهم الأشخاص الذين تسببوا في التهديدات الدولية، وما آلت إليه الأوضاع الرياضية اليوم، لذلك أظن أن وقت الدفاع المستميت قد ولى إلا «للي غاسل وجهه... ولن أكمل احتراماً للقارئ».أعود لأقول من جديد إلى متى؟ وأنا قولا وفعلا لا أدري لكني سأستمر أتساءل، وهذه المرة إلى متى سيظل رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ الدكتور طلال الفهد يستخف بعقولنا «ويستعبطنا»؟فالمشهد يكون مملاً حينما يستشعر الجمهور بأن مؤديه فاشل في التمثيل، ورغم ذلك يصر على الاستمرار في التمثيل دون قدرة على إقناع المشاهدين، وكأن هؤلاء لا يكفيهم السيناريو المكشوف والحبكة الدرامية السخيفة حتى يتكبدوا عناء متابعة أداء ممثل أفضل مواصفاته أنه «شيخ يلبس بشت». فالشيخ الدكتور حاول يائساً أن يظهر لنا بصورة المتفاجئ من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي ينخر به الفساد، بتعليق النشاط، والحريص على مصلحة الرياضة بعدم نيته الشكوى حتى لو تم حل اتحاد وقبوله ما تتفق عليه الأندية، ونسي أن يقول لنا ما الدور الذي قام به ومن معه منذ لحظة تعديل القوانين حتى وصول قرار جماعة اتحاد «الفساد».يقول وليام شكسبير «الأحمق يظن نفسه حكيماً، لكن الرجل الحكيم يعرف أنه أحمق»، لذلك من الأفضل لنا وللشيخ طلال أن يحاول أن يتنازل لمرة واحدة من عليائه ويحترم عقولنا.بنلتيلمرة أخرى نعيد الاستفسار ولو كان للمرة «الألف مليون» إلى متى؟ وماذا لو كان المتسبب من غير أبناء الأسرة الحاكمة، يعني «مو شيخ»، فهل سيتم السكوت عليه طوال هذه المدة؟ وهل سيتم التغاضي عما يفعله بالشكل الذي يضر في المحصلة النهائية بمصالح الدولة ومستقبل أجيالها وشبابها؟ «ولا لأنه شيخ وأخوه شيخ ولد شيخ ولد شيخ؟».