عام على العدوان الاسرائيلي على "قطاع غزة"

نشر في 08-07-2015 | 16:08
آخر تحديث 08-07-2015 | 16:08
No Image Caption
شنت اسرائيل قبل عام بالضبط حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت لخمسين يوما، وحتى الان لم يتم حل اي من المشاكل التي ادت الى اندلاع المواجهة.

وفي منتصف ليل السابع الى الثامن من تموز/يوليو شن الجيش الاسرائيلي رسميا عملية اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" بهدف وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة وهدم الانفاق التي تستخدمها الجماعات الفلسطينية المسلحة.

وجاء ذلك بعد اسابيع من التوتر اثر مقتل ثلاثة شبان اسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة اعقبه حرق فتى فلسطيني من القدس الشرقية المحتلة وهو على قيد الحياة.

وانتهت العملية العسكرية الاسرائيلية، الثالثة في غضون ست سنوات، بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في 26 من اب/اغسطس.

واستمرت الحرب لخمسين يوما وكانت الاطول والاكثر دموية ودمارا بين الحروب الثلاث على القطاع حيث اسفرت عن مقتل اكثر من 2200 فلسطيني، 550 منهم من الاطفال، واصابة اكثر من 10 الاف فلسطيني، بينما قتل 73 شخصا في الجانب الاسرائيلي، 67 منهم جنود.

وستبدأ حركة حماس في قطاع غزة مساء الاربعاء في احياء ذكرى الحرب.

وبعد سنة على الحرب، يؤكد روبرت تيرنر مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في قطاع غزة لوكالة فرانس برس ان اندلاع حرب اخرى قد يكون امر "لا مفر منه"، موضحا انه "من خلال عدم معالجة المشاكل الرئيسية فاننا نقوم باعادة العد التنازلي لبدء الجولة الجديدة من العنف".

واحد اهم المشاكل في قطاع غزة هو الحصار الاسرائيلي المفروض منذ تسعة اعوام والذي ادى تقريبا الى وقف كافة الصادرات من قطاع غزة.

ويمنع الحصار دخول كافة مواد البناء تقريبا الى القطاع-خوفا من ان تقوم الجماعات المسلحة الفلسطينية من استخدامها لتعزيز ترسانتها-مما ادى الى تعثر عملية اعادة الاعمار.

ودمر 18 الف منزل بشكل كلي او جزئي وما زال 100 الف فلسطيني بلا مأوى ويقيمون مع اقاربهم او في منازل مؤقتة بعد ان اغلقت الامم المتحدة مراكز الايواء قبل فترة قصيرة. ولم تبدأ عملية اعادة اعمار المنازل والمنشات المدمرة كليا حتى الان.

ويجمع الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان على ان هذا النزاع ترك اثارا لا يمكن انكارها على سكان غزة الذين يقل عمر قرابة نصفهم عن 14 عاما.

وقال تيرنر"علينا الا ننسى ان طفلا في السابعة من العمر بالكاد انتقل الى الصف الاول قد عايش ثلاثة حروب حتى الان".

وتقول الامم المتحدة انه بعد الحرب، هناك نحو 400 الف طفل بحاجة الى متابعة نفسية.

ووقف محمد الظاظا (19 عاما) يشير الى منطقة مقفرة في حي الشجاعية، احد الاحياء الاكثر تضررا في الحرب الاسرائيلية، موضحا ان هذا موقع منزل عائلته الذي كان مؤلفا من اربع طوابق واصبح كومة من الركام وتمت ازالته.

ويعيش الشاب حاليا مع عائلته في شقة قاموا باستئجارها بسعر مرتفع ويقول "كل هذا من جيبنا، لاننا لم نتلق اي مساعدة".

ويشير الشاب الذي يدرس التمريض انه يعيش "كل يوم بيومه" موضحا انه لا يملك خططا للمستقبل لانه "لا يوجد مستقبل" في غزة.

ومع ازدياد الاحباط والغضب، وانتشار الجهاديين في سيناء المجاورة، فان حماس تواجه خطرا جديدا يتمثل في الجماعات السلفية المتشددة التي تبنت اطلاق صواريخ على الدولة العبرية.

وبعد عام على الحرب التي اعلنت فيها حركة حماس "انتصارها"، فان 35% من الفلسطينيين فقط-في الضفة الغربية وقطاع غزة-اعربوا عن رضاهم على المكاسب في هذه الحرب. وكان الفلسطينيون طالبوا خلال مفاوضات وقف اطلاق النار بالحصول على ميناء وتجديد مطار غزة وانهاء الحصار الاسرائيلي ولم يحصلوا على اي من هذه المطالب.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر الاثنين خلال حفل لاحياء ذكرى الجنود القتلى "اولئك الذين يحاولون مهاجمة شعبنا، سيدفعون الثمن بدمائهم".

وهناك حديث عن اتصالات غير مباشرة بين حماس واسرائيل بهدف التوصل الى هدنة طويلة الامد بين الطرفين.

وبحسب تيرنر فانه قبل الحرب، كان "ثلثا السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية وهناك 40% من العاطلين عن العمل. وبعد مرور عام لم يتغير اي شيء" موضحا ان الامور تتجه نحو الاسوأ.

واضاف "خسائر الحرب اسفرت عن المزيد من الاحتياجات".

وتابع "بالنسبة لاعادة اعمار المنازل، لدينا المال لبناء 200 منزل ... لكن علينا ان نبني نحو 7000 منزل".

back to top