قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ محمد الخالد، إن الفترة الحالية تشهد تفاقم جريمة الإرهاب وتعدد المنظمات الإرهابية، وتعاظم مصادر تمويلها، من استيلائها على مقدرات بعض الدول، واستغلال عائداتها في تمويل أعمالهم الإجرامية، وقد أدى الانهيار الأمني في بعض البلاد إلى استفحال ظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب وتجارة السلاح والمخدرات وظهور الجرائم المنظمة العابرة للحدود، كل هذه المعطيات تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى اليقظة التامة، ومضاعفة الجهد للتصدي لهذه الآفات، التي تهدد مجتمعاتنا، ولقد خطونا بفضل الله خطوات واسعة في مواجهتها.

Ad

وتابع الخالد، في كلمته التي ألقاها في الحفل الذي أقامته وزارة الداخلية بمناسبة يوم الشرطة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام ذكرى إنشاء مجلس وزاراء الداخلية العرب: ورغم شراسة التنظيمات الإرهابية، وعدم وجود وازع دين أو ضمير لدى أفرادها، فإن ذلك لم يثننا إطلاقا عن نهجنا في الالتزام بالقانون من دون تجاوز، والحفاظ على حقوق الإنسان وصيانة الأعراض وتقاليدنا الاجتماعية، كما أننا لم ننس دورنا في النهوض بمسؤولياتنا نحو تقديم الخدمات التي تناط بنا، على أكمل وجه وبأسلوب سهل وميسور، لجميع المواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد الحبيب.

مكانة متقدمة

وأضاف الوزير: حققت الوزارة مكانة متقدمة في تطبيقات الحكومة الإلكترونية استحقت عليها جائزة أفضل تطبيق، بمعرض ومؤتمر الحكومة الإلكترونية بمجلس التعاون، بمملكة البحرين الشقيقة.

وقال: يسرني أن التقي بكم في هذه المناسبة المتجددة العزيزة على قلوبنا، نستذكر فيها دور رجال الشرطة في أداء رسالتهم النبيلة، في حفظ الأوطان والسهر على أمن المواطنين، ففي الثامن عشر من شهر ديسمبر عام 1972 تلاقت إرادة قادة الشرطة والأمن العرب على بدء مسيرة العمل الأمني المشترك، مشيرا الى أنه مر ما يزيد على 40 عاما على بدء هذه المسيرة الحافلة بالعطاء، والزاخرة بالتعاون والتنسيق، وتحققت خلالها إنجازات عظيمة، وأنشئت أجهزة عديدة في كل المجالات الأمنية، وأصبح التعاون الأمني من أهم ركائز العمل العربي المشترك، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات في سبيل مكافحة الجريمة بصفة عامة، وأعدت خطط مرحلية استراتيجية لمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات، وغيرها من المجالات، ويتم متابعتها وتقييمها سنويا، عند اجتماع البيت العربي الأمني.

وأوضح الخالد، أن هذه الاحتفالية تأتي في ظل ظروف إقليمية وعربية غاية في الصعوبة، إذ يعلم الجميع ما تشهده العديد من الدول العربية من اضطرابات سياسية وصراعات طائفية مقيتة، أدت إلى تدمير مقدَّراتها، وهي بلا شك تؤثر في الحالة الأمنية لجميع الدول المجاورة، ولسنا بمنأى عن اثارها وتداعياتها.

الشرطة والمواطن..

شريكان في الأمن

ولفت إلى أن صيانة الأمن والحفاظ على الاستقرار لا يقعان على عاتق رجال الشرطة وحدهم، إنما المواطن هو صاحب الدور المحوري الفاعل، والشريك الرئيس مع أجهزة الأمن، فهو الحريص على وطنه.

وقال: «إنني في هذا المقام، أثني على الشعور الحاضر في وجدان المواطنين في كل وقت وحين، كما أنني أشد على أيدي أولياء الأمور، للحفاظ على أبنائهم، حتى لا تنال أفكار الإرهابيين منهم، عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، والوزارة ترحب بالتعاون معهم في كل ما يحفظ أبنائنا من الأفكار الهدامة».

وثمَّن الوزير دور مؤسسات المجتمع المدني، لنهوضها بمسؤولياتها في مكافحة المخدرات ومحاربة الفكر الضال، فالانتصار على الإرهاب يبدأ من الانتصار في المعركة الفكرية، ودحض عقيدة هؤلاء المتطرفين وإبراز فسادها، وتوضيح الدين الصحيح لأبنائنا وشبابنا، ولا نتركهم لتلقي الأفكار من وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعد الوسيلة الأولى حاليا للجماعات الإرهابية للتغرير بشبابنا.

جسد واحد

وذكر الخالد: «جميعا اخترنا العيش كنسيج واحد، وليس بيننا أي مكان لأصحاب النعرات الطائفية ودعاة الفرقة، وسنبقى جسدا واحدا، لا يفرقنا حاقد او كاره او راغب في توظيف مذهب ما لاغراض سياسية.

ووجَّه حديثه إلى الطلاب والطالبات، مؤكدا لهم أن قدرهم ان يكونوا دائما في الصف الأول، للذود عن هذا الوطن، وأن يواجهوا بصدورهم الاخطار.

وأضاف: «نذرتم النفس لحماية الوطن والمواطنين، وأراد الله أن يكون عام 2015 شاهدا على يقظتكم في كشف الجرائم الصعبة والضربات الاستباقية للعمليات الإرهابية، وحماية البلاد من الهجمة الشرسة لمهربي المخدرات، وكشف كميات الأسلحة، التي لا يعلم إلا الله مدى ما كانت ستسببه للوطن من أضرار».

واختتم الخالد كلمته، معربا عن شكره وتقديره لجميع منتسبي وزارة الداخلية بالكويت، على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم، على ما يبذلونه من تضحيات وجهود جبارة، للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وبتعاون وثيق مع رجال جيشنا البواسل والحرس الوطني ورجال الإطفاء، ولا يفوتنا تقديرهم والثناء عليهم.

كما وجَّه شكره لجميع أجهزة الأمن العربية، على ما يظهرونه من تعاون وتنسيق، و»أستغل هذه المناسبة الكريمة، بأننا جميعاً نعاهد صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، بأن نظل أوفياء للعهد، ونكون دائماً وأبداً العيون الساهرة لحفظ الأمن والأمان واحترام دولة القانون».

اعتزاز بثقة الأمير

من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد في كلمته، التي ألقاها، بمناسبة الاحتفال: «نرفع للقيادة السياسية العليا تحية حب وتقدير وولاء، بهذه المناسبة، التي تحتفل بها الكويت مع الدول العربية

في 18 ديسمبر من كل عام».

وأضاف: «إنه يوم نقف فيه بكل الفخر، لنعرب عن اعتزازنا بالثقة الغالية، والمساندة اللامحدودة لرجال وأجهزة الأمن من صاحب السمو أمير البلاد».

وقال الفهد: «نعي تماما معاني وأبعاد وأهداف توجيهات سموه، كما يفهمها كل مواطن غيور على المصالح العليا لأمن البلاد، من أنه لا أحد فوق القانون، أيا كان شخصه او منصبه، وأن تطبيق القانون على الجميع، من دون تفرقة أو محاباة، وأن أمن الوطن وسلامة المواطنين هدف اسمى لا تعلوه مصلحة أو غاية أخرى».

وأشار إلى أن وزارة الداخلية استطاعت بفضل تماسك وصلابة جبهتنا الداخلية، توجيه ضربات استباقية موجعة ومتلاحقة لخلايا وشبكات الارهاب وضبط عناصرها وترسانة اسلحتها، وكشف مخططها الاجرامي، وهو الامر ذاته مع عصابات تهريب المخدرات، وكذلك جرائم العنف، بأشكاله وانماطه المختلفة، الذي يظل هاجسا لدى المواطن والمقيم، وكذلك للجهود والانجازات الامنية والمرورية الاخرى، التي برهن رجال الامن على التصدي لها ومواجهتها.

أعمال جليلة

من جانبه، قال المدير العام للإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني العميد عادل الحشاش، في تقديمه لوكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد، لالقاء كلمة في الافتتاح،: «تحتفل وزارة الداخلية بالكويت بيوم الشرطة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تقديرا واعتزازا بجهود رجال وأجهزة الأمن في مكافحة الجريمة، وضبط مرتكبيها، وما يقدمه هؤلاء الرجال من أعمال جليلة وخدمات امنية عديدة، حفاظا على أرواح المواطنين، ودرءاً للأخطار التي تهدد أمنهم وسلامتهم».

مشهد تمثيلي وأغنية للزهرات

كان هناك عرض عيني بعنوان «رسالة شعب لرجال الأمن»، في مشهد يعبِّر عن تلاحم المواطنين مع الشرطة، تقديرا لجهودهم، وما يقدمونه من مهام وواجبات هدفها حماية أمن الوطن وأمان المواطنين وسلامتهم والحفاظ على ممتلكاتهم والمصالح العليا للبلاد.

كما حظيت الفقرة الغنائية للأشبال وزهرات وزارة التربية بتقدير وثناء الوزير الخالد والحضور، لحُسن الأداء وروعة الكلمات، التي جاءت معبرة عن مدى حبهم وتقديرهم لرجال الشرطة.

وفي فيلم وثائقي، تحت عنوان «رجال وإنجازات»، تناول الكثير من الإنجازات والمشاريع التنموية الطموحة لعام 2014 – 2015، التي جاءت مواكبة لمتطلبات وزير الداخلية، بضرورة تطوير البنية التحتية والهياكل التنظيمية وإقامة صروح إنشائية ومعمارية على أعلى المستويات العالمية.

كلمات خالدة بتوجيهات سامية

عرض فيلم توثيقي بعنوان «كلمات خالدة بتوجيهات سامية»، نستذكر فيه بكل الفخر والاعتزاز المآثر والمواقف الإنسانية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، والكويت تحتفل بذكرى مرور 10 سنوات على تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد، ومنذ ذلك التاريخ لم يغب الجانب الأمني عن بال سموه، أطال الله في عمره وأدام عليه الصحة ومتعة بالعافية، ليواصل مسيرة الخير والعطاء التي يحتفظ فيها سموه لرجال الأمن بمكانة خاصة، مشيدا في جميع خطابات النطق السامي وتصريحاته في كل المناسبات بهم، واثقا بحسن أدائهم وعطائهم.

لقاء تنويري أبوي بين الوزير والطلبة

عقد وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد لقاء أبويا وتنويريا مع ابنائه طلبة الجامعات والمعاهد ومدارس وزارة التربية بحضور وكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد والوكلاء المساعدين لمختلف القطاعات الامنية، وكذلك اعضاء الهيئتين التعليمية والتدريبية للجهات التعليمية.

وخلال اللقاء دار حوار تحت شعار «الأمن مسؤولية الجميع»، بدأ فيه الخالد حديثه مطمئنا الطلبة عن الوضع في الكويت، ومبينا أنه ليس بالخطورة الشديدة لكنه يتطلب الحذر والانتباه والاتحاد من أجل أمن البلد.

وأضاف أن «الداخلية» تحارب الإرهابيين، وتكافح المخدرات بتكاتف المجتمع المدني، ناصحا الطلبة بعدم الاتجاه للمخدرات واستخدام النت في غير الغرض المخصص له، محذرا إياهم من خطورة الانحراف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والانسياق وراء دعوات العنف.

وعن آفة الفراغ التي يعانيها الطلبة، قال الوزير إن مجلس الوزراء أكد اهتمامه بهذا الأمر لإيجاد الحلول المناسبة لمكافحته، موجها أعضاء هيئة التدريس بضرورة التأكيد على نشر القيم والفكر الصحيح وأن يكونوا دائماً إخوة وأباء للطلبة.

وعلى هامش اللقاء، شاهد الخالد والفهد والحضور من رجال الجيش والحرس الوطني والاطفاء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة معرض الصور الامنية التي تناول جانبا من أحدث المنشآت والمعدات والآليات والدوريات الامنية، إضافة للأنشطة والعمليات الأمنية والتدريب الذي يخضع له جميع منتسبي الشرطة من العسكريين.