أوباما وبوتين التقيا للبحث عن حلول في سورية.. والخلافات قائمة

نشر في 29-09-2015 | 11:06
آخر تحديث 29-09-2015 | 11:06
No Image Caption
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين الأثنين في الأمم المتحدة بحثاً عن حلول في مواجهة الفوضى في سورية لكنهما لم يحققا أي اختراق خصوصاً حول دور الرئيس بشار الأسد.

وكان أوباما وصف الرئيس السوري في خطاب في الجمعية العام للأمم المتحدة بأنه "مستبد يقتل الأطفال"، بينما رأى بوتين من على المنبر نفسه أن العالم يجب أن يدعم الأسد ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ودعا الرئيس الروسي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاتحاد لمكافحة التنظيم الجهادي وأكد على أنه ينوي زيادة الدعم لقوات الأسد ولم يستبعد توجيه ضربات جوية.

وكان الرئيسان الروسي والأميركي تبادلا رفع الأنخاب وتصافحا على غداء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لكن لا شيء يخفي الهوة بين مواقفهما.

واللقاء بين بوتين وأوباما استمر نحو تسعين دقيقة، ووصفه الرئيس الروسي "بالبناء والجدي" بينما قال مسؤول أميركي كبير أن الاجتماع اتسم "بالجدية".

وعبّر بوتين عن ارتياحه لأن أوباما أقر بدور لروسيا في الجدل، وقال "برأيي هناك قاعدة للعمل معاً على القضايا المشتركة".

وأكد الرجلان ضرورة عملية انتقالية سياسية في سورية، إلا أن المسؤول الأميركي قال إنهما "مختلفان بشكل جوهري" على دور الأسد.

وأضاف المسؤول نفسه "أعتقد أن الروس يدركون بالتأكيد أهمية وجود حل سياسي في سورية وعملية تسعى إلى حل سياسي"، وأضاف "هناك خلاف حول نتيجة هذه العملية".

وقال الرئيس الروسي في خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشر سنوات أن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجهاً لوجه سيكون خطأً فادحاً"، وأضاف "علينا أن نعترف أن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعلياً الدولة الإسلامية".

ولمواجهة الجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية، دعا بوتين على منبر الأمم المتحدة إلى تشكيل "تحالف واسع لمكافحة الإرهاب"يشبه ذاك الذي شكل "ضد هتلر" خلال الحرب العالمية الثانية.

واقترحت روسيا في مجلس الأمن الدولي الأثنين قراراً يدعم تحالفاً سياسياً وعسكرياً، وقال السفير الروسي في اللأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين أن هذا التحالف يُفترض أن يشمل ايران والنظام السوري أيضاً.

ويؤكد البيت الأبيض الذي فاجأه التحرك الدبلوماسي الروسي على أن الامتناع عن محاولة استخدام ورقة الحوار مع فلاديمير بوتين سيكون أمراً غير مسؤول.

وتعقيباً على تصريحات بوتين، تحدث أوباما عن "إرادة مشتركة" في ايجاد حلول في مواجهة الحرب في سورية التي أدت إلى أزمة هجرة غير مسبوقة، لكنه أشار إلى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة.

وقال الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سورية وايران لتسوية النزاع"، وبدلاً من مهاجمة التطرف الجهادي، حمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".

لكن بوتين قال أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق نتيجة للفوضى التي عمت بعد اسقاط الرئيس العراقي صدام حسين والزعيم الليبي معمر القذافي.

وحمل بوتين على الغرب معتبراً إنه بدا بعد انتهاء الحرب الباردة "مركز هيمنة" على العالم وفرض نفسه لتسوية نزاعات بالقوة، وقال إن هذه القوة أدت إلى "ظهور مناطق فوضى في الشرق الأوسط ينتشر فيها المتطرفون والإرهابيون".

ورأى أن الضربات التي يوجهها التحالف الدولي في سورية غير شرعية لأنها لم تتم بطلب سورية ولا بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي يجيزها.

إلا أن بوتين لم ينف في مؤتمر صحافي عقد لاحقاً إمكانية توجيه ضربات روسية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية إذا توفرت قاعدة شرعية للمشاركة.

وقال بوتين "نفكر في زيادة المساعدة للجيش السوري"، وأضاف "لا نستبعد أي شيء، لكن إذا قررنا التحرك فسيتم ذلك في اطار الاحترام الكامل لمعايير القانون الدولي".

وبدت بعض الدول الأوروبية أكثر ليونة حيال دور الأسد مشيرة إلى إمكانية بقائه خلال المرحلة الانتقالية، إلا أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدا أقرب إلى موقف أوباما.

وصرّح هولاند أن "روسيا وايران تقولان إنهما تريدان المشاركة في حل"، وأضاف "لذلك علينا العمل مع هاتين الدولتين لنوضح لهما أن الطريق إلى الحل لا يمر عبر بشار الأسد".

وتابع الرئيس الفرنسي "لا يمكن أن نجعل الضحايا والجزار يعملون معاً"، مؤكداً على أن "الأسد هو أصل المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءاً من الحل".

أما أوباما فأكد في خطابه على أنه يجب طي صفحة الأسد، وقال "بعد كل هذه الدماء التي نزفت والمجازر لا يمكن أن تكون هناك عودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب".

وفي تلميح واضح إلى موسكو، دان أوباما المنطق الذي يقضي بدعم "طاغية يقتل أطفالاً أبرياء" تحت ذريعة أن البديل "سيكون اسوأ".

وهاجم بوتين نظيريه الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اللذين يدعوان باستمرار إلى رحيل الرئيس السوري.

وقال في المؤتمر الصحافي في نيويورك الذي عقد بعد المحادثات مع أوباما "أكن احتراماً كبيراً لنظيري الأميركي والفرنسي لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى".

وتعمل واشنطن ونحو ستين دولة أوروبية وعربية منذ سنة في اطار تحالف عسكري يوجه ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق، لكن كل هذه العمليات لم تمنع المنظمة الجهادية من تعزيز مواقعها ولم تؤثر على قدرتها على التجنيد.

وخلال لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني تفاهمهما خصوصاً بشأن الشرق الأوسط.

وقال روحاني الذي ألقى أول خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توقيع الاتفاق النووي أن "العلاقات بين ايران وروسيا تحسنت وتعززت في السنتين الأخيرتين".

back to top