الراعي: نكرر التمييز بين مبادرة انتخاب الرئيس والاسم المطروح
هنَّأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس رأس السنة في كنيسة السيدة الصرح البطريركي في بكركي، اللبنانيين بحلول السنة الجديدة، قائلاً: «يطيب لي أن أقدم، باسم الأسرة البطريركية، لكم ولجميع اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، ولأبناء كنيستنا الموجودين في بلدان الشرق الأوسط والقارات الخمس، أطيب التهاني والتمنيات بالسنة الجديدة 2016، راجين أن تكون ملأى بالخير والنعم والسلام».وأكد الراعي، أن «فقدان السلام اليوم، الظاهر في الحروب والنزاعات والاستبداد والظلم وقهر المواطنين وإفقارهم وسلب حقوقهم، إنما سببه اللامبالاة بالله. هذه اللامبالاة بلغت عندنا في لبنان لامبالاة سافرة من الجماعة السياسية بالدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وحياتها الاقتصادية، وبشعبها وحقوقه ومصيره، وبشبابه ومستقبلهم على أرض الوطن ومصيرهم».
وأضاف: «إن ذروة هذه اللامبالاة القتالة، هي عناد الكتل السياسية والنيابية في الإحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو المحرك الوحيد والأساسي للمؤسستين الدستوريتين: المجلس النيابي كسلطة للتشريع والمساءلة والمحاسبة، والحكومة كسلطة للإجراء والتنفيذ. ومن المؤسف حقا، أن يمر شهر على إعلان المبادرة العملية الجدية المدعومة دوليا بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، من دون مقاربتها جديا من قبل هذه الكتل. إننا نعود ونكرر التمييز بين مبادرة انتخاب الرئيس والاسم المطروح».وأوضح: «المقاربة تقتضي أولا الالتزام بانتخاب الرئيس، وثانيا التشاور بشأن الاسم الذي يحظى بالأغلبية المطلوبة في الدستور كمرشح للرئاسة. ومن الأفضل والأسلم ديمقراطيا الوصول إلى الجلسات الانتخابية بمرشحين، كما تصنع الدول الراقية». وتابع الراعي: «هذه اللامبالاة بانتخاب رأس لجسم الوطن تنبسط إلى لامبالاة بالحياة الاقتصادية، التي من شأنها أن توفر للشعب إمكانية العيش بكرامة، ولقواه الحية فرص العمل اللازمة».إلى ذلك، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن «الكيان الصهيوني يعيش حالة خوف ورعب من قدرة حزب الله المتزايدة»، لافتاً إلى أن «اغتيال الشهيد سمير القنطار يأتي في سياق محاولة الجانب الإسرائيلي لإيجاد قواعد جديدة للاشتباك، للإيحاء بأن القتل في سورية يمكن ان يمر من دون رد».وقال قاسم في حديث صحافي، أمس: «لو كان للكيان الصهيوني جرأة أو ثقة بإمكانية تحقيق انجاز ما، لخاض حرباً جديدة في لبنان بعد سنة 2006، وكما يلاحظ الجميع لم يقدم الكيان الصهيوني منذ عام 2006 وحتى الآن على اغتيال مباشر لكادر أو شخص من «حزب الله» في لبنان، لانه يعلم ان هذا امر يمكن ان يفجر الساحة، ويسبب تعقيدات وتطورات قد لا تكون بالحسبان».أما بالنسبة لمستقبل التطورات في سورية والعراق، نظراً لهزائم «داعش» واعتراف زعيمها بذلك، أكد أن «داعش تلقى ضربة قاسية في العراق وسورية ولبنان، ففي العراق تحرر قسم كبير من الارض التي احتلها، وخلال فترة زمنية قصيرة حُوصر «داعش» في مناطق الموصل والأنبار، وفي سورية هناك إنجازات متلاحقة تحصل، وفي لبنان قطع دابر هؤلاء بنسبة كبيرة جداً، خصوصاً عندما حررت المقاومة، بالتعاون مع الجيش السوري، القرى السورية المتاخمة للبنان في منطقة القلمون».