تعديل المناهج أم الفلسفة التعليمية؟

نشر في 30-09-2015
آخر تحديث 30-09-2015 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع • هل نحن بحاجة إلى إصلاح المناهج أم الأساليب التعليمية؟

رغم خضوع التعليم لظواهر وآليات متجددة للإصلاح والتغيير فإن أهواء باحثي العملية التعليمية وأفكارهم تتجه باتجاهات مختلفة، فترى البعض يطالب بالتحول إلى التكنولوجيا ويراها أساسا للإصلاح، وأبرز من كتب في هذا المجال الباحثان كاتز وجودن، حيث أصدرا كتاباً بعنوان «السباق بين التعليم والتكنولوجيا»

The Race Between Education And Technology أشارا من خلاله إلى أهمية مزج التكنولوجيا بالعملية التعليمية، وما لذلك من أثر في رفع قيمة الاستثمار بالعنصر البشري، وتطرق الكاتبان أيضا إلى موضوع تكنولوجيا التعليم العالي وظاهرة انتشار الجامعات الإلكترونية، والحاجة للتشريعات والقوانين اللازمة لتنظيم عمليات التعليم الإلكتروني، وفي الاتجاه الآخر لتحديد الإصلاح في العملية التعليمية، فيرى أن الوقت مناسب للعودة إلى التعليم التقليدي الذي يتسم بالطابع التربوي والإرشادي للمعلم والمسمى Old Education Models والذي يتيح المجال لإبراز الصفات القيادية للمدرس والتواصل الاجتماعي المباشر.

وما بين التقليدي والتقني تأتي مقالة كريسي لونغ بمجلة كينيدي سكول ريفيو، وهي المجلة الطلابية لجامعة هارفارد لتستعرض وبشكل نقدي جميل الأساليب التعليمية، ومعاناة الشباب في الحصول على الوظائف، وتتساءل عن أثر مقررات الدراسات العليا التي تمنح «أونلاين» على الفرص الوظيفية، والحاجة إلى توجيه المقررات الممنوحة طبقا لحاجة سوق العمل.

• ظاهرة تتكرر سنويا وتستحق المتابعة، وهي شعور الطلبة المستجدين بالجامعة بالحيرة في اختيار التخصص الدراسي، فتجد البعض يختار التخصص الذي يتماشى مع رغبة الوالد، والذي حدد رغبته طبقا للكادر والإغراء الحكومي «المادي» لدخول كليات الهندسة والبترول، الأمر الذي حفز الجامعات الخاصة لفتح أقسام الهندسة والبترول في ظل غياب معايير تحدد القيمة النوعية للطلبة.

أما الجزء الآخر من الطلبة فيتخذ القرار بناء على الهواية، فتجد من لديه هواية العمل الإعلامي يتقدم لقسم الإعلام معتقداً أنه سيمارس العمل الإعلامي منذ اليوم الأول، وما إن يغوص بالمقررات العلمية حتى ينسحب وينتقل إلى تخصص آخر، ناهيك عن الطلبة الذين اختاروا بعد شغل المقعد الدراسي لمدة أربع سنوات (على حساب الدولة) أن يتجهوا إلى مدارس الطهي أو اليوغا والرياضة البدنية للعمل كمدربين وطهاة.

قد يكون السبب الطالب نفسه ومزاجه المتقلب، لكن الأمر لا يعفينا من المسؤولية، فنحن بحاجة إلى تطوير الإرشاد العلمي وتحويله إلى العمل الاستشاري الموجه إلى أبنائنا الطلبة، وإسناد الأمر إلى القطاع الخاص لتقديم الخدمات الاستشارية الطلابية.

• خلاصة الأمر: المطلوب هو الخروج من الإطار الضيق والخاص بتغيير المناهج إلى الصورة الشاملة والخاصة بتغيير الفلسفة التعليمية، والحرص على أن تصبح أهداف مؤسساتنا التعليمية مصدراً للإشعاع العلمي محليا وإقليميا وعالميا أيضا، ولا مانع من تعديل المناهج على أن تصبح أكثر شبها ببيئة العمل.

back to top