أعادت قوات التحالف العربي الموجودة باليمن تشغيل قاعدة العند الجوية الواقعة في محافظة لحج جنوب اليمن، وكثفت طائرات التحالف غاراتها على معاقل المتمردين في محافظة تعز، المتاخمة للحج، أمس، في محاولة لتضييق الخناق عليهم لتحريرها بالكامل.

Ad

وتركزت الغارات على مواقع للحوثيين وميليشيات الرئيس السابق علي صالح في منطقة الستين شمالي تعز، والجحملية ومفرق الذاكرة والجوبان في شرقها.

وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من ضربات جوية مماثلة طالت مواقع للمتمردين في حيي الدمغة وثعبات شرقي محافظة تعز، التي لاتزال تشهد قتالا عنيفا بين المتمردين والقوات الشرعية.

واستهدف طيران التحالف تجمعات للمتمردين في تبة السلال، بينما أكدت مصادر أن ضربة جوية للتحالف استهدفت منزل رجل الأعمال هائل سعيد أنعم الذي تتمركز فيه الميليشيات الحوثية والواقع على التبة المطلة على القصر الجمهوري بتعز.

تحركات برية

وبعد يوم من إمداد التحالف للمقاومة الشعبية في تعز بأسلحة عبر الجو، ذكرت مصادر محلية في محافظة تعز أن أولى طلائع قوات التحالف بقيادة السعودية وصلت أمس إلى مشارف مدينة تعز التي تعد ثالث كبرى مدن اليمن.

وأشارت المصادر إلى أن وحدات من الجيش السوداني وصلت إلى مدينة ذباب الساحلية التابعة لمحافظة تعز بجميع تجهيزاتها ومعداتها العسكرية قادمة من محافظة عدن.

وكان قائد اللواء 33 مدرع الموالي للشرعية بتعز، العميد الركن عدنان الحمدي، أشار في وقت سابق إلى أن مهام القوات السودانية قتالية وليست أمنية، وأنها ستشارك في عملية تحرير تعز.

آلية جديدة

سياسيا، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين التزام حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل قاطع بطلب الأمم المتحدة التشاور مجددا مع الحوثيين وصالح، لكنه ربط ذلك بما قال إنها آلية مختلفة عن المشاورات السابقة.

وقال ياسين في تصريحات له إن الحكومة طلبت من الأمم المتحدة تقديم ضمانات دولية لالتزام الحوثيين وصالح بالمشاورات المنتظرة، وأضاف أن الجانب الحكومي اتفق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ على تشكيل لجنة إعداد فنية كي لا يتكرر ما حصل في مؤتمر جنيف الأول من امتناع الحوثيين عن إعلان أسماء أعضاء وفدهم.

في المقابل، عبّر الحوثيون عن موقف متشدد من شأنه القضاء على آمال الذهاب إلى مفاوضات جديدة، إذ تمسك موقفهم بـ"بمبادئ مسقط" التي تضمن قبولا بتنفيذ قرار مجلس الأمن، لكنها تستبعد عودة هادي للبلاد واستمراره بالحكم.

وأرسل فريق المفاوضين الحوثيين الموجودين حاليا في العاصمة العمانية منذ أيام قليلة رسالة إلى المبعوث الدولي، احتج فيها على تجاهله الحديث عن وثيقة "مبادئ مسقط" التي وضعوها مع حزب صالح، ورأوا أن هذه الوثيقة تضمن تطبيق قرار مجلس الأمن، ولكن بما ينسجم مع احترام السيادة اليمنية. وهددوا بوقف النقاش مع ولد الشيخ، وانتقدوا حديثه عن تشكيل لجنة فنية تحضر للمناقشات المقبلة ومكان وموعد إجراء المناقشات، وقالوا إن هذا الأمر لم يتفق عليه بعد.

في سياق آخر، واصلت محال وشركات الصرافة اليمنية في صنعاء إغلاق أبوابها لليوم الثالث على التوالي، أمس، في إضراب غير معلن احتجاجا على ما سمتها "الممارسات القمعية التي تقوم بها ميليشيا الحوثيين الانقلابية تجاههم واقتحام وإغلاق ونهب عدد من محال الصرافة واعتقال العاملين بها كإجراء عقابي ضد الشركات التي لم تلتزم بأوامرهم لضبط أسعار العملة المحلية"، بعد تراجع الريـال اليمني إلى أدنى مستوى له.

(الرياض، عدن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)