غداة ترجيحات بريطانية وأميركية بتسبب قنبلة في سقوط الطائرة الروسية بشبه جزيرة سيناء، رفضت كل من مصر وروسيا أمس فرضية تفجير تلك الطائرة التي تحطمت السبت الماضي، ما أودى بحياة 224 شخصاً، بينهم 220 روسياً.

Ad

وأكد وزير الطيران المدني المصري حسام كمال، أمس، أن فرضية تفجير الطائرة لا تستند إلى «شواهد أو بيانات»، كما اعتبر الكرملين أن تلك «السيناريوهات المختلفة بخصوص التحطم ليست إلا تكهنات»، في وقت جددت الحكومة البريطانية أمس ترجيحها فرضية وقوف «داعش مصر» وراء إسقاط الطائرة.

في هذه الأثناء، أعلنت أكبر شركة للطيران في أوروبا، «لوفتهانزا» الألمانية، أنها ستلغي جميع رحلاتها المتوجهة إلى سيناء، في حين حذرت وزارة الخارجية الألمانية المسافرين إلى مصر من الذهاب إلى سيناء.

وحذت وزارة الخارجية الفرنسية حذوها.

 وبعدما أعلنت الشركات البريطانية والأيرلندية أمس الأول تعليق رحلاتها من وإلى شرم الشيخ، اعتبر وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن قرار بريطانيا تعليق رحلاتها غير مبرر، داعياً إياها إلى إلغائه فوراً.

في السياق، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في مقر الأخير بالعاصمة لندن، حيث أكد السيسي، في مؤتمر مشترك معه تفهمه للمخاوف البريطانية، واستعداد مصر «للتجاوب أكثر مع أي إجراءات تطمئن الدول التي لها سائحون فيها «، مضيفاً أن بلاده أجرت مراجعة لإجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ قبل عشرة أشهر بناء على طلب بريطانيا.

من جهته، قال كاميرون إن مصر وبريطانيا تعملان معاً لإعادة الرحلات إلى طبيعتها في أقرب وقت، معرباً عن تعاطفه مع المخاوف المصرية حول تأثير الإجراءات البريطانية على قطاع السياحة، لكن القرارات «أخذت في الاعتبار سلامة المواطنين البريطانيين أولاً»، في وقت تحدثت تقارير أمس عن تخطيط الحكومة البريطانية لإجلاء 20 ألفاً من سياحها العالقين في سيناء حالياً.

وقال مصدر رفيع لــ«الجريدة» إن أجهزة سيادية مصرية تسلمت ملف التحقيق في حادث الطائرة، بالتنسيق مع الاستخبارات الروسية والبريطانية، كاشفاً أن الأجهزة بدأت في التحقيق مع 8 من العاملين في مطار شرم الشيخ، الذي انطلقت منه الطائرة، للاستماع إلى أقوالهم حول إجراءات التأمين والتفتيش.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن السلطات المصرية طلبت من نظيرتها الروسية قائمة بأسماء ركاب الطائرة لمقارنتها بقائمة المطار، والكشف عن نشاط هؤلاء الركاب خلال فترة وجودهم في مصر، لاسيما أن تفريغ كاميرات المطار كشفت عن وصول ثلاثة أشخاص إلى محيط الطائرة قبل إقلاعها بـ 90 دقيقة، أحدهم كان يرتدي ما يشبه ملابس مهندسي الطيران، أما الآخران فكانا بملابس مدنية، مبيناً أنه جار تحديد هويتهم ومعرفة سبب وجودهم في محيط الطائرة، وإذا ما كانوا من العاملين بالمطار أم لا.