آمال «عالية» والقطاع الخاص
الحديث عن بناء الكفاءات في الواقع ما هو إلا حلم، فالفساد الإداري قتل طموح الكفاءات، وما أمامهم إلا الرضوخ والاستسلام للواقع المرير من التهميش، وإلى ذلك الوقت ما علينا إلا انتظار مجلس الوزراء ومجلس الأمة لإيجاد تشريعات يمكن تطبيقها وقياسها ومراقبتها تضمن الحقوق وتراعي مبدأ النزاهة.
"عالية" موظفة مشحونة بالطاقة والعطاء، بدأت حياتها بالعمل في القطاع الخاص في أحد البنوك، وتدرجت في عملها حتى أصبحت مديرة لأحد الفروع، لكن الغريب وبعد كل هذا العطاء من الجهد والإخلاص على مدار خمسة عشر عاماً كان جزاؤها الفصل من العمل الذي أحبت.عالية اليوم تبحث عن وظيفة بالحكومة وكأنها تبدأ من الصفر، بعد أن ذهبت أحلامها أدراج الرياح في حقها بالوصول إلى المنصب الذي تستحقه، لكنها ومع ذلك لم تنكسر عزيمتها وإصرارها رغم معرفتها بأن المشي إلى الأمام وبمركب التفاني بالعمل لوحده لم يعد بإمكانه حملها إلى الضفة الأخرى من النجاح، فيا ترى كم من عالية وأحمد ويوسف ضاع حلمهم!حالة عالية تدعونا إلى دق ناقوس الخطر، فكم من حلم للمجتهدين والمخلصين ضاع بجرة قلم بعد أن تفشت الواسطة والمحسوبية في مفاصل مؤسسات الدولة بقطاعيها العام والخاص، ولم يعد بالإمكان تدارك تلك الآفة، وهذا المستنقع الذي أضحى أكبر معوق للعطاء.الحديث عن بناء الكفاءات في الواقع ما هو إلا حلم، فالفساد الإداري قتل طموح الكفاءات، وما أمامهم إلا الرضوخ والاستسلام للواقع المرير من التهميش، وإلى ذلك الوقت ما علينا إلا انتظار مجلس الوزراء ومجلس الأمة لإيجاد تشريعات يمكن تطبيقها وقياسها ومراقبتها تضمن الحقوق وتراعي مبدأ النزاهة. # قاعده_تمشي_عليها_بتويترهذا الهاشتاق شد انتباهي، وبدأت أتصفح ما فيه من مداخلات، والغريب أن المغردين أجمعوا على قاعدة استخدام هذه الوسيلة لتحاكي المثاليات في تبادل الآراء، وقد يكون أحد المغردين عبّر واختصر جميع الآراء حوله "لا للنقاشات العقيمة والابتعاد عن منشن فيه قذف وسب، والابتعاد عن منشن فيه تطاول على الأعراض والطائفية والعنصرية".هذا الذوق في استخدام وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" لا أراه حاضراً، وقد يكون أبعد ما يكون عن الواقع بعد أن صار النخب، ومن لهم باع طويل في عالم السياسة، يبحثون عن فضاء الشهرة والوجود بطريقة تضر بالمجتمع.لست ضد الحريات المسؤولة لكن الغريب أن يكون "تويتر" مصدراً للمعلومة الكاذبة والأفكار السامة، حتى وصلت الثقافة إلى أدنى مستوياتها الأخلاقية، وبلا إضافة ذات قيمة يمكن للمتابع الاستفادة منها، وإلى أن يتغير الذوق العام نقول الله يعينا على هذه النوعية من البشر.قد أبدو متشائماً من الوضع العام، لكني أومن بأن مجتمعنا فيه الكثير من العقلاء الذين تجدهم في المواقف التي تحتاجها الكويت، والشواهد على دورهم متعددة، والسواد الأعظم من المواطنين لا يرضى بالأصوات النشاز التي مهما ارتفع صوتها فمصيرها مصير أنكر الأصوات.ودمتم سالمين.