أوتار عائشة العبدالله
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
وسبب ذكر هذه الأسماء ليس للمقارنة ولكن للتشابه في الطرح، خصوصاً أن الشاعرات الثلاث من منطقة جغرافية واحدة وثقافة خليجية متماثلة.عائشة العبدالله تمتلك ناصية لغتها وهي الأداة الأكثر أهمية في تناول القصيدة، وكتجربة أولى تعتني الشاعرة بمفردتها اعتناء جميلاً، وتمتلك نفَساً شعريا يؤهلها كي تحافظ على وحدة فكرتها وخطها الدرامي الذي تسير عليه مجموعة القصائد، لتقترب مما يمكن أن يكون قصيدة واحدة في ديوان. والمبحث الأهم في قراءة ديوان عائشة هو سبب هذه الوحدانية التي انفصلت بها الشاعرة عن عالمها والتشابك معه مستخدمة سلاح الذاتية لمواجهته. هي في الوطن وروحها تتوق إلى غربة منفى، غربة تحقق لها هذه الوحدةعكس الريح... عكس التيارعكس عقارب الساعة...أسير وقلبي...مثل عابرين لا يبحثان عن وطنبل عن منفى أقل غربة أقل وحشة.هذا الهروب من الواقع، أو أمنية الهروب من المحيط الذي لا تشعر معه الشاعرة بأي نوع من أنواع التماهي والمعايشة هو هروب إلى الداخل وليس بالضرورة رغبة حقيقية في المنفى ببعده المكاني. تكرر مفردات الوحشة والوحدة والمنفى يكاد يكون تعبيراً مباشراً عن حالة القلق التي تعيشها الشاعرة والخواء العاطفي والوجداني والانزواء الاجتماعي عن مجتمع لا تجد ذاتها قريبة منه أومتآلفة معهالعاشرة مساءتعني ذلك الوشاح الذي يلوح به مهاجرمودعا وطنه الوحيد.تجربة عائشة العبدالله التي تتخذ ديوانا وحيدا تتكئ عليه تبدو تجربة أكبر من عمرها وأكثر نضوجاً مما هو متوقع، تأتي لا ينقصها إلا القليل في الجانب الفني والابتعاد عن الغنائية التي تعسف أحيانا المفردات تحت وطأة الحفاظ على الموسيقى على حساب الشعر، وهو ما يتخلص منه الشعر الحديث أو تخلص منه فعلاً. فهناك الكثير من الجمال لو دخلت عليه الموسيقى لأفقدته معناهكل شيء فيك قابل للاتساع إلى آخر مدىلماذا كنت وحدك أيها القلب فتحة الزر الضيقةفي أكمام الحياة؟أوتار عائشة العبدالله