أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تمد يدها للتعاون مع دول المنطقة، مضيفا أنه «لتحقيق أهداف مشتركة يجب أن تتوافر إرادة مشتركة، وأنا على قناعة بأن لدى الكويت الرغبة في التعاون، وأتمنى أن تكون جميع دول المنطقة كذلك».

Ad

استقبل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ووزير خارجية إيران د. محمد ظريف والوفد المرافق، وذلك بمناسبة زيارته للبلاد.

حضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الأميري بالإنابة المستشار محمد شرار.

مباحثات ثنائية

وعقد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الإيراني في الديوان العام لوزارة الخارجية تناولت كل القضايا محل الاهتمام المشترك والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما فيها نتائج الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة (5+1) مع إيران بشأن برنامجها النووي ومناقشة أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين.

وحضر جلسة المباحثات وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير جمال الغانم، وسفير دولة الكويت لدى إيران مجدي الظفيري، ومدير إدارة المراسم السفير ضاري العجران، ومدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالإنابة، السفير صالح اللوغاني.

وحضر من الجانب الإيراني مساعد الوزير في الشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، وسفير إيران لدى دولة الكويت السفير رضا عنايتي، وأعضاء الوفد المرافق.

وأقام الخالد مأدبة غداء على شرف وزير خارجية إيران والوفد المرافق له بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد، حضرها كبار مسؤولي وزارة الخارجية وأعضاء الوفد الإيراني المرافق وسفيرا البلدين.

مؤتمر صحافي

وأكد وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، عقب استقبال سمو الأمير له، والمباحثات مع الخالد، أن زيارة الكويت كأول محطة في جولة إقليمية بعد الاتفاق النووي مع المجموعة الدولية (5+1) تأتي لوجود إرادة مشتركة بين البلدين للتعاون والوصول إلى الأهداف والمصالح المشتركة.

وقال: «اخترنا الكويت لإعلان نوايا الجمهورية الاسلامية الإيرانية ومبادئها الثابتة وسياستها الخارجية، وهي تمتين علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة».

وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية تعتقد بجدية ان هناك مصالح مشتركة، وتحديات وأخطارا مشتركة، ولابد لنا أن نستفيد من هذه المصالح بالتعاون في ما بيننا للمزيد من التنمية ومواجهة الأخطار والتحديات»، موضحا أن «ما يربط ايران بدول المنطقة دين مشترك وتاريخ مشترك وثقافة مشتركة، وهي أوسع من الأشياء التي يمكن ان تفرقنا».

وتابع أن «إيران تمد يدها للتعاون مع دول المنطقة»، مضيفا: «لتحقيق اهداف مشتركة لابد أن تتوافر إرادة مشتركة، وأنا على قناعة بأن لدى الكويت الرغبة في التعاون، وأتمنى أن تكون جميع دول المنطقة كذلك».

مراقبة نووية

وعن المراقبة والإشراف الدولي على المواقع النووية الإيرانية وطبيعة الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، لاسيما تفتيش المواقع العسكرية، قال ظريف: «ان هذه المسألة تم تحديدها في الوثائق الدولية، واتفاق فيينا يبرهن أن التفتيش لا يدخل فيه المجال العسكري».

وأفاد بأن الهدف من التفتيش هو الوصول للاطمئنان، وبناء الثقة بأن البرنامج النووي الإيراني «سلمي، وليس هناك أي نشاط عسكري في البرنامج، وهي الحقيقة التي أوضحت مرات عديدة، ولم يكن في منظور الجمهورية الإسلامية سابقا أو الآن شيء اسمه إنتاج السلاح النووي، كما أن الاتفاق مع الدول الكبرى بشأن البرنامج النووي ليس معناه ان يوفر الارضية لإنتاج السلاح النووي.

التدخلات الخارجية

وعن الاتهامات الأخيرة من مملكة البحرين بشأن التدخلات الإيرانية والقبض على مجموعة هربت متفجرات عن طريق إيران بحراً، قال ظريف «إنها اتهامات واهية وتأتي للحيلولة دون تعاون دول المنطقة مع إيران».

وعن التدخلات الإيرانية في معظم دول المنطقة، قال ظريف إن بلاده تقف الى جانب شعوب المنطقة، واعتبر أنه لا يمكن لأي دولة أن تستفيد من حالة الفوضى، كما لا يمكن لأحد من دول المنطقة أن يلغي دور الآخر، ولا تسويات من دون حضور أعضاء هذه المنطقة، موضحا أن رسالة إيران لدول المنطقة هي التعاون لمواجهة التحديات المشتركة.

ورأى أن المنطقة برمتها تحتاج إلى رؤية جديدة ومستقبلية، وأنه بغضّ النظر عن بعض السياسات الخاطئة لبعض الجيران في دعم صدام حسين في السابق، فإن إيران مستعدة وبرحابة صدر للتعاون مع كل دول الجوار.

وعن الوضع اليمني، رأى الوزير الإيراني أن طهران تريد أن تكون الحكومة، في اليمن أو غيره، قائمة على رأي الشعب وعدم فرض إرادة الأجانب، مضيفا أن بلاده طرحت منذ اليوم الأول للأزمة مشروعا من أربعة بنود هي «وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتبني الحوار بين اليمنيين دون تدخل الأجانب، وإيجاد حكومة شاملة وعلاقات جيدة مع الجميع، لكن مع الأسف هناك بعض الجيران لا ينظرون إلى اليمن بهذه النظرة».

لا تغيير

وعن تغير السياسة الإيرانية تجاه دول المنطقة، أوضح ظريف أن إيران ليست بحاجة إلى تغيير سياستها، بل إن بعض دول المنطقة هي التي تحتاج الى تغيير السياسات، مضيفا أن إيران دوما تنادي بالتعاون مع دول الجوار.

وعما يمكن أن تبادر به إيران لتخفيف حدة التوترات التي يشهدها الإقليم في عدة مناطق، أوضح أن بلاده تقف الى جانب الشعوب ضد المسائل التي تهددها، ولاسيما التطرف والإرهاب والطائفية، معربا عن اعتقاده بأن هذه المشكلات والقضايا «ليست مفيدة وليست في مصلحة أي من دول المنطقة».

وفي رده على سؤال حول تقارب أميركي - إيراني محتمل بعد هذا الاتفاق أوضح ظريف أن الهدف من المباحثات هو تسوية القضية النووية، «وأننا نرصد تعامل المسؤولين الأميركيين في هذا الصدد، ولاسيما أن الولايات المتحدة لم تستفد سابقا من ممارسة منطق القوة والتهديد باستخدامها»، مبينا أن الوضع الحالي يمثل «فرصة استثنائية لتبديل هذا الوضع وتغييره».