تسعى القاهرة إلى حشد تأييد دولي لدعم ترشحها لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، للمرة السادسة في تاريخها، في وقت يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً جولة آسيوية تشمل الصين وسنغافورة وإندونيسيا، بعدما وصل إلى القاهرة عقب انتهاء زيارته لروسيا الاتحادية أمس الأول.

Ad

بدأت القاهرة أمس مساعي حثيثة لحشد تأييد دولي من أجل الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن عن دول شمال إفريقيا. وتسعى مصر إلى الحصول على العضوية لسنة 2016- 2017، للمرة السادسة في تاريخها، بتأييد دولي واسع يعطي دفعة للنظام السياسي القائم على شرعية "ثورة 30 يونيو 2013" التي أطاحت جماعة "الإخوان".

ومن المقرر أن ينعقد ملتقى لدعم ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن في القاهرة اليوم، بمشاركة عدد من مندوبي الدول في الأمم المتحدة، الذين بدأوا زيارتها أمس.

وقال مصدر دبلوماسي إن الملتقى يأتي في إطار الجهود المصرية للانضمام إلى عضوية مجلس الأمن، وسيتم خلال الملتقى عرض التوجهات المصرية ورؤيتها تجاه القضايا الدولية.

وكشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن "القاهرة أعدت ملفاً بكامل تحركاتها الدبلوماسية على مستوى العالم مع التركيز على دور مصر الإقليمي، في حل عدد من الأزمات الراهنة خصوصاً الأزمتين الفلسطينية واليمنية، إضافة إلى عرض رؤية القاهرة لحل الأزمات السورية والعراقية والليبية وملف مكافحة الإرهاب، للتأكيد على ثقل مصر السياسي في المنطقة كمسوغ منطقي لحصول مصر على المقعد غير الدائم".

مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، قال لـ"الجريدة"، إن "طريق القاهرة إلى عضوية مجلس الأمن لن تواجهه أي صعوبات كبيرة، فهناك عدم ممانعة دولية وإقليمية لتولي مصر هذا المقعد، خصوصاً أن دول القارة الإفريقية تدعم ترشحها، لكن مصر تهدف إلى أن تحظى بما يشبه الإجماع داخل جلسة التصويت الأممية، بما يعطي رسالة عن ثقة دولية في النظام المصري، فالقاهرة لا تريد أن تحصل على 90 صوتاً الكافية لحصولها على المقعد فقط، بل تريد غالبية الأصوات بما فيها أصوات الدول الكبرى".

حماية الجيش    

إلى ذلك، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة مساء أمس الأول، بعد اختتام زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفقا على إنشاء محطة نووية بخبرة روسية في مصر لإنتاج الطاقة الكهربائية، فضلاً عن إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس، وقبل أن يغادر السيسي الأراضي الروسية، زار المركز الوطني للتنسيق التابع لوزارة الدفاع الروسية، أمس الأول.

وقال السيسي إن خطر الإرهاب لا يهدد الشرق الأوسط فحسب وإنما يمثل تهديداً للعالم أجمع، مضيفاً أن الرئيس الروسي يدرك جيداً المخاطر المتواجدة في الشرق الأوسط.

وأشار السيسي في تصريحات للتلفزيون الروسي، إلى إن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في شتى المجالات، لافتا إلى أن القاهرة تدرس استخدام الروبل الروسي في قطاع السياحة لتجنب المشاكل التي تظهر الآن مع الدولار الأميركي.

وشدد السيسي على أن البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط تتعرض إلى إشكاليات كبيرة ومخاطر وتهديات لدول المنطقة بما فيها مصر.

ودعا السيسي من موسكو إلى تبني استراتيجية عالمية من أجل التعامل مع ظاهرة الإرهاب بجميع الوسائل الممكنة ليس فقط بالطرق الأمنية والعسكرية، معتبراً أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" أو التحالف العربي في اليمن غير كاف.

وبينما يبدأ السيسي جولة آسيوية تشمل الصين وسنغافورة وإندونيسيا غداً، توقع السفير البريطاني لدى القاهرة جون كاسن، أن يزور الرئيس المصري لندن قبل نهاية العام الحالي، واصفاً المطالب بمحاكمته أثناء الزيارة بأنها "لا قيمة لها"، خصوصاً أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعلن في يونيو الماضي، أن بلاده ترحب بزيارة السيسي.

موعد مؤجل

عربياً، لا يزال الغموض يلف مصير إنشاء القوة العسكرية المشتركة، التي كان يفترض أن يتم التوقيع على بروتوكول تأسيسها أمس الأول، لكن الجامعة العربية أعلنت إرجاء التوقيع إلى أجل غير مسمى بعد طلب من السعودية وتأييد من دول الخليج والعراق، خصوصاً أن الجامعة العربية لم تعلن موعداً جديداً لاجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب للتوقيع على بروتوكول التأسيس.

ويبدو أن الإرجاء سيطول أمده، إذ قال مصدر مصري مسؤول إنه لا يوجد موعد محدد لاجتماع وزراء الدفاع الخارجية العرب لإقرار بروتوكول إنشاء القوة المشتركة، نافياً صحة ما ذكره وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، والتي ذكر فيها أن الاجتماع والذي كان مقرراً له الخميس الماضي سيعقد في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة، مؤكداً عدم تحديد أي موعد لاجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب حتى الآن.

مقتل شرطي    

أمنياً، قال مصدر أمني إن أمين شرطة قتل إثر إصابته بطلق ناري من مسلحين مجهولين في سوهاج جنوب القاهرة، صباح أمس، وتبين من المعاينة الأولية إصابته بثلاث طلقات نارية بالبطن إثر إطلاق مجهولين الرصاص عليه أثناء عودته من عمله فجراً مستقلاً دراجته النارية، ما أدى إلى وفاته فوراً، ورجح المصدر أن يكون خلف الواقعة إحدى الجماعات التكفيرية المسلحة.