تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة عمر الشريف
عانى الزهايمر وخسر وزنه ولم يستوعب وفاة فاتن حمامة
عاش الفنان العالمي عمر الشريف أياماً صعبة في الشهور الأخيرة من حياته، بسبب تدهور حالته الصحية، وعدم تذكره أفراد عائلته، والعصبية المفرطة في التعامل مع الآخرين، بينما لم يستوعب خبر وفاة حبه الوحيد، كما كان يوصفها دائماً في لقاءاته التليفزيونية الفنانة فاتن حمامة، التي رحلت عن عالمنا في يناير الماضي.عاد عمر الشريف إلى القاهرة في سبتمبر الماضي، بعدما قضى فترة طويلة في باريس، ليستقر بأحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل مدة 4 أشهر تقريباً، حيث كان يعيش بمفرده، ويفضل تناول الطعام على النيل، بالإضافة إلى السير في شوارع منطقة الزمالك، وهي الفترة التي ظهر فيها 3 مرات رسخت فكرة إصابته بالزهايمر التي كانت تنفيها دائماً مديرة أعماله الراحلة المخرجة إيناس بكر.
وظهر الشريف في تكريم مهرجان المسرح خلال شهر ديسمبر، حيث كان شخصاً عصبياً بصورة لم تعرف عنه من قبل، وهو نفس ما تكرر خلال تكريمه في أحد المهرجانات بعدها أسابيع، عندما انفعل وظل يصدم رأسه في الحيط أكثر من مرة، بسبب ضيقه من تأخير منظمي الحفل وطول انتظاره. وأخفت عائلة عمر الشريف عنه خبر وفاة رفيقة حياته الفنانة فاتن حمامة عدة أسابيع قبل أن يتم إخباره بالخبر، لكنه ظل يسأل عليها باستمرار غير مستوعب أنها رحلت عن عالمنا، ليقرر نجله نقله إلى مستشفى بهمن بفرعها في الغردقة، حيث كان الشريف يحب البحر والنيل بشدة، لكن انفعاله المستمر وتدهور حالته الصحية جعلا الأطباء يستجيبون له وينقلونه إلى فرع المستشفى بالقاهرة قبل شهر من وفاته.وتكتمت عائلة الشريف عن خبر نقله إلى المستشفى خلال الفترة الماضية، بينما قال عاملون في المستشفى، إن الشريف أصيب بحالة نفسية سيئة خلال آخر أسبوعين، ورفض تناول الطعام والشراب، وخسر جزءاً كبيراً من وزنه، وحاول الخروج من المستشفى أكثر من مرة لكن دون جدوى مع تشديد الإجراءات الأمنية على الأبواب.وأعلنت وفاة عمر الشريف بأزمة قلبية صباح أول أمس (الجمعة)، بينما رفض المستشفى الإدلاء بمزيد من التصريحات الرسمية حول ملابسات الوفاة، التزاماً بالقانون الذي يجرم نشر أية أخبار متعلقة بوفاة المرضى النفسيين، بالإضافة إلى رغبة عائلته عدم نشر أية معلومات حول الحالة الصحية للراحل.ومن المقرر أن تشيع جنازة الفنان الراحل ظهر اليوم (الأحد) من مسجد المشير بضاحية القاهرة الجديدة فور وصول نجله طارق من العاصمة الفرنسية باريس، على أن تكتفي العائلة بمراسم الجنازة دون أن تقيم عزاء للفنان الراحل.