فرنسا ترد على الاعتداءات بعمليات واسعة في شمال باريس والرقة السورية

نشر في 18-11-2015 | 13:20
آخر تحديث 18-11-2015 | 13:20
No Image Caption
أطلق عناصر من قوات نخبة الشرطة الفرنسية صباح الأربعاء هجوماً ضخماً في مدينة سان دوني بضاحية شمال باريس مستهدفين شقة يعتقد أن الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بأنه مدبر اعتداءات باريس متحصن فيها.

وقتل اثنان من المشتبه بهم احدهما امرأة فجرت نفسها في سابقة في فرنسا، فيما لا يزال مشتبه به واحد على الأقل متحصناً في الشقة الواقعة في وسط سان دوني، على ما أفادت مصادر في الشرطة.

وبدأت عملية مكافحة الإرهاب قرابة الساعة 4,30 (3,30 تغ) في وسط هذه المدينة الشعبية الواقعة عند الأطراف الشمالية للعاصمة على أقل من كيلومتر من ملعب ستاد دو فرانس الذي استهدفته إحدى الهجمات الدامية التي أوقعت في 13 نوفمبر ما لا يقل عن 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية من سورية.

وأكدت النيابة العامة في باريس مقتل انتحارية "فجرت سترتها الناسفة عند بدء الهجوم" مشيرة إلى توقيف خمسة أشخاص.

وقالت النيابة العامة أن عناصر قوات النخبة في الشرطة "اخرجوا ثلاثة رجال كانوا متحصنين في الشقة وأوقفوا رهن التحقيق"، مشيرة إلى أنه لم يتم التثبت من هوياتهم في الوقت الحاضر وأضافت إنه تم اعتقال رجل وامرأة في الجوار المباشر للشقة وتوقيفهما رهن التحقيق.

وأكد صحافي في وكالة فرانس برس على أن الشرطة اعتقلت رجلاً قال أن اسمه جواد وصديقة له.

وأصيب ثلاثة شرطيين على الأقل في العملية التي تستهدف الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بأنه مدبر أعنف اعتداءات في تاريخ فرنسا.

وكان البلجيكي المتحدر من المغرب والبالغ من العمر 28 عاماً غادر إلى سورية عام 2013 للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح من أبرز وجوه دعايته تحت اسم "ابو عمر البلجيكي".

واستمرت الانفجارات ورشقات الأسلحة الرشاشة بشكل متقطع لأكثر من ثلاث ساعات في وسط سان دوني التاريخي المخصص للمشاة على مقربة من بازيليك ملوك فرنسا وانتشر الجيش في المدينة التي تضم نسبة عالية من المتحدرين من أصول مهاجرة وطلب من السكان لزوم منازلهم فيما راحت مروحيات تحوم فوق المدينة.

وقالت حياة (26 عاماً) التي قضت الليل عند أصدقاء لها في شارع كوربيون حيث تجري عملية مكافحة الإرهاب "لما كان خطر لي يوماً أن ارهابيين قد يختبئون هنا، كان من الممكن أن أُصاب برصاصة" مضيفة "بدا الأمر وكأننا في حرب".

وقال رجل ثلاثيني أوقفته الشرطة مع صديقة له لوكالة فرانس برس قبل اقتياده أن الهجوم استهدف شقته في شارع كوربيون وأوضحت صديقة له أنه يعتقد أن الشقة استخدمها المهاجمون كمركز اختبأوا فيه.

وقال الرجل في غاية البلبلة لفرانس برس قبل أن يكبله الشرطيون "طلب مني أحد الأصدقاء ايواء اثنين من رفاقه لبضعة أيام... وقال لي إنهم قادمون من بلجيكا"، مضيفاً "طُلِبَ مني أن أسدي له خدمة ففعلت، لم أكن على علم بأنهم ارهابيون".

وتوصل الشرطيون خلال خمسة أيام من التحقيقات إلى اقتفاء أثر الجهاديين السبعة ووضع سيناريو للهجمات التي وصفها الرئيس فرنسوا هولاند بأنها "أعمال حربية خطط لها في سورية ودبرت في بلجيكا ونفذت في فرنسا بمساعدة شركاء فرنسيين".

وقامت ثلاث فرق مؤلفة من تسعة عناصر وليس ثمانية كما قيل حتى الآن بتنفيذ الاعتداءات بشكل منسق وتوزعت بين ثلاثة عناصر قرب ملعب ستاد دو فرانس وثلاثة آخرين في مسرح باتاكلان وثلاثة أيضاً هاجموا أرصفة مقاه ومطاعم.

وتم التعرف إلى أربعة من الانتحاريين وهم فرنسيون وبينهم ثلاثة على الأقل قاتلوا في صفوف الجهاديين في سورية.

وما زال يتعين التعرف على أحد جهاديي الهجوم على ملعب ستاد دو فرانس وهو دخل أوروبا عبر اليونان في الخريف وقد عثر قرب جثته على جواز سفر سوري لم تتأكد صحته يحمل اسم جندي في القوات السورية قُتِلَ قبل بضعة أشهر.

ولا يزال أحد المهاجمين صلاح عبدالسلام (26 عاماً) فاراً ويجري البحث عنه بصورة حثيثة ولا سيما في بلجيكا وهو شقيق أحد الانتحاريين ابراهيم عبدالسلام.

وجرى توقيف شخصين يشتبه بأنهما شريكان في الاعتداءات السبت في حي مولنبيك في بروكسل الذي يعتبر مركزاً للجهاديين في أوروبا ووجه إليهما القضاء البلجيكي التهمة في اطار "اعتداء إرهابي".

ويعتقد أن الموقوفين محمد عمري (27 عاماً) وحمزة عطو (20 عاماً) أخرجا صلاح عبدالسلام إلى بلجيكا بعد اعتداءات باريس.

وبعد الصدمة خططت السلطات الفرنسية خلال بضعة أيام للرد على تنظيم الدولة الإسلامية الذي توعدت بأنه "لن يرحم".

ونفذت المقاتلات الفرنسية الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي غارات على مدينة الرقة معقل الجهاديين في سورية ومن المقرر أن تبحر حاملة الطائرات شارل ديغول الأربعاء من مرساها في تولون (جنوب) متوجهة إلى شرق المتوسط قبالة سورية ولبنان.

وعلى الصعيد الدولي تعتزم فرنسا بناء ائتلاف موحد مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل "تدمير" تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسورية.

ويلتقي هولاند الرئيسين الأميركي باراك اوباما في واشنطن في 24 نوفمبر والروسي فلاديمير بوتين في موسكو في 26 من الشهر وقد أمر بوتين لبحريته بـ "التعاون" مع فرنسا في عملياتها في سورية.

وقُتِلَ 33 عنصراً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية في غارات فرنسية وروسية استهدفت مدينة الرقة ومحيطها خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.

وعلى الصعيد الداخلي تعرض الحكومة الفرنسية الأربعاء أولى التدابير الاستثنائية التي تقررت بعد هذه المجزرة غير المسبوقة وسيدرس مجلس الوزراء في مشروع قانون لتمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر على أن يطرح الخميس على الجمعية الوطنية والجمعة على مجلس الشيوخ.

back to top