مع دخول حملتها الجوية، التي شملت للمرة الأولى مدينة تدمر الأثرية، يومها السابع، فتحت روسيا الباب أمام إرسال جنود روس للقتال في سورية تحت ذريعة «التطوع»، الأمر الذي أكده قائد حلف شمال الأطلسي ومسؤولون عسكريون أميركيون، موضحين أن الروس وضعوا اللمسات الأخيرة لهجوم بري وشيك قاعدته بين حمص وإدلب.

Ad

وسط ترقب لعملية روسية برية في سورية قال مسؤولون أميركيون ان موسكو وضعت لمساتها الأخيرة في حمص وإدلب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس: «أؤكد أننا شهدنا حشداً كبيراً للقوات الروسية في سورية يشمل قوات جوية ودفاعات جوية وأيضاً قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية، وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري» شرق البحر المتوسط.

ولم يستبعد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس انضمام مقاتلين متطوعين، شحذوا مهاراتهم القتالية في أوكرانيا، إلى قوات الرئيس بشار الأسد، موضحاً في الوقت نفسه أن بلاده لن تدعم مثل هذه المجموعات، مشيراً إلى أن روابط تربطهم بكل مكان في العالم وهم يتصرفون بشكل مستقل.

وغداة إعلانه اعتزام المقاتلين الروس السفر إلى سورية لمؤازرة النظام، نفى رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي الأميرال فلاديمير كومويدوف أمس، أن موسكو تتجه إلى تنفيذ عمليات برية في سورية، موضحاً أنها تعطل محاولات سفرهم إلى الشرق الأوسط.

هجوم وشيك

وفي وقت سابق، كشف مصدران بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في تصريحات لقناة «سي أن أن» أمس الأول، أن آخر تقييم ظهر إرسال روسيا تعزيزات بأسلحة برية هجومية، وأوضح أحدهما أنها تشمل مدفعية متنوعة منها 4 أنظمة إطلاق متعددة للصواريخ مثل أنظمة MLRS وBM-30، والتي تعتبر عالية الدقة في إصابة الأهداف.

وسجل المصدر أن «الأسلحة رصدت في منطقة بين حمص وإدلب ومناطق بغرب إدلب»، فيما قال المصدر الثاني إن واشنطن ترى الخطوة «تسريعاً في النشاط البري، الذي يستهدف المعارضة وليس داعش»، لافتا إلى أنه «خلال الأسابيع السابقة رصدت دخول أسلحة مدفعية إلى مرفأ اللاذقية».

وشدد على أن الاستخبارات كانت تعتقد ساعتها أنها تهدف لحماية المرفأ، لكن التحرك الأخير يشير إلى احتمال شن هجوم بري خلال الأيام المقبلة. وألقى المصدران الضوء على إدخال أسلحة تشويش إلكترونية أيضاً.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «القوات الروسية بالتعاون مع نظيرتها السورية نفذت سلسلة ضربات دقيقة على داعش في دير حافر والباب بحلب ما أدى الى تدمير مقر لقادته». كما استهدفت مناطق في ريف الرقة الشرقي: «أسفرت عن مقتل 4 عناصر»، بحسب المرصد.

توتر تركي

إلى ذلك، تصاعدت حالة من التوتر أمس، بعد انتهاك مقاتلات روسية الأجواء التركية رغم تعهد موسكو بعدم تكرار الحادثة، إثر تهديد أنقرة بتفعيل «قواعد الاشتباك» وإسقاط اي طائرة تنتهك أجواءها.

وفي حين أعلن الجيش التركي أمس عن تدخل أنظمة صاروخية متمركزة في سورية مع مقاتلات تركية «إف 16» على الحدود، أكد أن هذه المقاتلات تعرضت أيضاً لـ»مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ29» مجهولة الهوية عند الحدود. ووجه الرئيس رجب طيب إردوغان أمس تحذيراً شديداً للروس، قائلاً، في تصريح صحافي من بلجيكا: «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير. ويجب أن تعلم ذلك»، مضيفاً: «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك».

واستدعت تركيا السفير الروسي للمرة الثانية في يومين لـ»الاحتجاج بشدة»، محذرة إياه بأن حوادث مماثلة يجب ألا تحصل وإلا فإن «روسيا ستحمل المسؤولية». وسارعت وزارة الدفاع الروسية بإعلان استعدادها لإجراء محادثات مع تركيا حتى لا يحدث سوء تفاهم في سورية، لكن الحلف الأطلسي دان الانتهاك، مؤكداً أنه «لم يكن عرضياً». وقال ستولتنبرغ: «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».

وفيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية موافقتها المبدئية على المقترحات الأميركية بتنسيق الطلعات الجوية فوق سورية، بدأ مسؤولون عسكريون روس محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين أمس في تل أبيب لتفعيل اتفاق توصل إليه الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشهر على آلية لتنسيق الأعمال العسكرية لتجنب أي احتكاك في سورية.

وأكد الجيش الإسرائيلي انعقاد الاجتماع يومين لبحث «التنسيق الإقليمي» شارك فيه كل من رئيس الأركان الروسي نيكولاي بوغدانوفسكي ونظيره الإسرائيلي يائير غولان وتناول مخاوف إسرائيل من أن يؤدي التواجد الجوي الروسي إلى الحد من قدرتهم على التحرك وقطع هامش مناورتهم في المنطقة.

اللجان الأممية

سياسياً، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس أن المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا سيزور دمشق لإطلاع القيادة على أسماء من سيحضرون اجتماعات اللجان الأربع التي اقترحها لمناقشة جملة من الأفكار لحل الأزمة السورية، موضحاً، في تصريحات تلفزيونية نشرتها «سانا» أن «هذه اللجان عبارة عن خبراء للعصف الفكري غير ملزمة وإذا حصل توافق على نقاط معينة يمكن بالتالي الاستفادة منها في التحضير لجنيف 3».

(دمشق،، واشنطن، - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)