يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شرقاً الأسبوع الجاري، في زيارة للعاصمة الروسية موسكو، يتبعها بزيارة للصين وعدد من دول جنوب شرق آسيا، وعلمت «الجريدة» أن الملف السوري سيحظى باهتمام خاص من الرئيسين الروسي والمصري خلال قمتهما الثلاثاء المقبل.

Ad

تشهد الدبلوماسية المصرية خلال الأسبوع الجاري نشاطا مكثفا، مع بدء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جولة مشرقية الثلاثاء المقبل، تشمل زيارة روسيا الاتحادية، لعقد قمة مشتركة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثم يعقبها بالتوجه إلى الصين ليبدأ زيارة رسمية هي الثانية، بعد زيارة تمت في ديسمبر الماضي.

ويتصدر جدول الزيارة ملف التنمية وفرص زيادة الاستثمارات الصينية في مصر، وكيفية استفادة القاهرة من تجربة عملاق آسيا الاقتصادي، كما تشمل الجولة زيارة عدد من دول جنوب شرق آسيا.

ويزور السيسي روسيا للمرة الثالثة في نحو عام، إذ سبق أن استقبله بوتين في مدينة سوتشي في أغسطس من العام الماضي، ثم شارك الرئيس المصري في الاحتفالات الروسية بعيد النصر في مايو، في حين زار بوتين القاهرة في فبراير الماضي، لتكون القمة المقبلة هي الرابعة بين الزعيمين، ما يعكس تطور العلاقات بين البلدين في الملفات ذات الاهتمام المشترك في الشرق الأوسط، خاصة ملف مكافحة الإرهاب، والملف العسكري، إذ من المتوقع أن تثمر القمة عن إعلان تزويد روسيا مصر بمقاتلات ميج طراز 29 المتطورة.

وكشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن الملف السوري سيحظى بجزء كبير من اهتمامات قمة الرئيسين، وأضاف: "روسيا طلبت من مصر منذ فترة أن يكون لها دور في الملف السوري، وحل الأزمة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن القاهرة لم تنخرط في لعبة التحالفات القائمة هناك"، متوقعا أن تتمخض القمة عن تصور روسي - مصري لحل الأزمة السورية.

وأكد المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الملف الليبي سيكون حاضرا في القمة الروسية - المصرية، مرجحا أن تطرح القيادة المصرية مبادرتها لفك حظر التسليح عن الجيش الليبي على الجانب الروسي الذي لا يمانع هذه الخطوة، وذهب المصدر إلى أن زيارة السيسي إلى موسكو وبكين، تهدف إلى تدشين مرحلة جديدة في ملفات التعاون الاقتصادي والعسكري.

وفي حين رأى الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم أن زيارة السيسي لروسيا والصين تهدف لتنويع مصادر تسليح الجيش المصري، بما يضمن استقلال قرار القاهرة السياسي، اعتبرت أستاذة الاقتصاد بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة بسنت فهمي، أن جولة السيسي المشرقية، اقتصادية بالأساس، مضيفة لـ"الجريدة" أن الرئيس سيناقش مع الروس إنشاء منطقة الضبعة النووية، ومع الصينيين إنشاء منطقة صناعية في السويس، وسيطلع على تجربة سنغافورة في إنشاء مركز لوجستي عالمي مماثل في قناة السويس.

تفجير ناسفة    

وبعد 24 ساعة من تفجير ناسفة في مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة شمال القاهرة، انفجرت عبوة ناسفة على شريط سكة حديد خط الزقازيق - المنصورة، فجر أمس، ما نتج عنه حدوث كسر في القضبان وحفرة في الأرض، لتتوقف حركة القطارات في شرق الدلتا، ويأتي الانفجار في إطار استهداف عناصر محسوبة على جماعة "الإخوان" - المصنفة إرهابية في مصر- للبنية التحتية للبلاد.

وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن دوي الانفجار سمع في عدد من القرى القريبة من موقع الحادث بطريق هرية القديم بمدينة الزقازيق بالشرقية، حيث زرع مجهولون عبوة ناسفة على شريط السكة الحديد، ما أدى إلى كسر في القضبان بطول 40 سنتيمترا وحفرة في الأرض أسفله بعمق 30 سنتيمترا، من دون حدوث إصابات، وتم تمشيط المنطقة المحيطة، ولم يعثر على أي أجسام غريبة أو عبوات ناسفة أخرى، وعادت حركة القطارات لطبيعتها بعد توقف استمر قرابة 4 ساعات، تم خلالها إصلاح موضع الانفجار.

في شأن منفصل، انتشرت قوات الشرطة والجيش بشكل لافت في محاور رئيسة في العريش بشمال سيناء، وتمركزت قواتهما في الشوارع أمس، ما يعكس حالة الاستنفار القصوى لدى جهات الأمن بعد تعرض 3 سيارات تابعة لجهات حكومية (هي التموين والكهرباء والمياه)، للسطو المسلح عليها، واصطحابها إلى جهة مجهولة خلال الـ72 ساعة الماضية.

وتتحسب الجهات الأمنية لخطر استخدام العناصر التكفيرية المسلحة في سيناء لتلك السيارات في شن هجمات بمفخخات ضد تجمعات أمنية في شمال سيناء، وعممت الأجهزة مواصفات السيارات الثلاث على ارتكازات الأمن للتصدي الفوري لها عند رصدها، وتم الدفع بتعزيزات جديدة من خارج المحافظة، شملت سيارات دفع رباعي سريعة الحركة لتسهيل مهام الأمن في ملاحقة العناصر المسلحة في المناطق الوعرة.

وتزامنت التفجيرات مع جدل في الشارع المصري بشأن إقرار قانون مكافحة الإرهاب الأحد الماضي، وسط مخاوف من استغلال مواده للتضييق على الحريات العامة، ما تصدى لتفنيده وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، قائلا في تصريحات صحافية، إن "الهدف من القانون مواجهه العمليات الإرهابية ووسائل التحريض عليها، وصولا إلى تجفيف منابع الإرهاب"، مشددا على أن "القانون ليس موجها ضد المواطنين الأبرياء".

من جهته، أجرى رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمود حجازي، مباحثات مع وفد أمني بريطاني رفيع المستوى، برئاسة نائب مستشار الأمن القومي البريطاني جوان جينكيز، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة أمس الأول، وتناول اللقاء تبادل الرؤى تجاه عدد من الملفات، في مقدمتها الحرب على الإرهاب.

رقابة مدنية

وفي الشأن السياسي، تسارع القاهرة الزمن للانتهاء من إجراءات الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها قبيل نهاية العام الحالي، إذ قررت اللجنة الإعلامية العليا للانتخابات، قبول الطلبات المقدمة من 81 منظمة مجتمع مدني وجمعية محلية، لمتابعة الانتخابات المقبلة، وقال رئيس لجنة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية باللجنة العليا للانتخابات، المستشار محمود علاء الدين، أمس الأول، إن اللجنة العليا وافقت أيضا على قبول الطلبات المقدمة من 6 منظمات دولية لمتابعة الانتخابات.