سيطرت حالة من القلق على أوساط الإعلام المصري، بعد فوز إعلاميين وشخصيات عامة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحسم الكثيرين منهم مقاعد برلمانية، على الرغم من أن أغلبهم له رصيد حافل من التجاوزات على شاشات الفضائيات، في وقت يكون منوطاً بهؤلاء خصوصا إقرار القوانين التي بموجبها يتشكل المجلس الوطني للإعلام.

Ad

قائمة الإعلاميين المتهمين بارتكاب تجاوزات على شاشات الفضائيات واستطاعوا الوصول إلى مقاعد تحت قبة التشريع، وستطل على المصريين وجوههم في الجلسة الإجرائية الأولى للبرلمان، بينهم عبدالرحيم علي ومصطفى بكري وسعيد حساسين، في حين ينافس رئيس قناة الفراعين توفيق عكاشة رئيس نادي الزمالك الرياضي، مرتضى منصور، الذي فاز نجله أحمد أيضاً بمقعد دائرة "الدقي والعجوزة"، على رئاسة البرلمان المقبل، خصوصاً بعدما بادر المستشار السابق مرتضى منصور بالهجوم على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تصريحات تلفزيونية.

الإعلامي سيد الغضبان، الذي شارك ضمن أعضاء لجنة الخمسين لصياغة الدستور، أبدى دهشته من أسماء إعلاميين فازوا بعضوية النواب، متوقعا إدخالهم تعديلات تجعل هذه القوانين متطابقة مع توجهاتهم، قائلاً لـ"الجريدة" إن "أغلب الإعلاميين الذين حصلوا على عضوية البرلمان هم أكثر الناس تجاوزا على الشاشة".

وأضاف أن "قوانين الإعلام وضعت في الاعتبار تجاوزات هؤلاء الإعلاميين بالذات الذين سيقومون في الفترة المقبلة بإقرارها أو تغيير مسارها".

إلى ذلك، توقع عضو لجنة الخمسين لصياغة الدستور، علي أبوهميلة، أن تتم كتابة قوانين الإعلام من جديد على أيدي أصحاب التجاوزات، موضحا أن توجهات أعضاء البرلمان الجديد لا يريدون أن يكون هناك إعلام دولة قوي.

وقال الخبير الإعلامي صفوت العالم، لـ"الجريدة": "لا يمكن أن يكتب هؤلاء قوانين الإعلام التي انتظرناها سنوات طويلة، إذ إن أغلبهم له تاريخ طويل في الخروج عن النص والتلفظ بكلمات غير لائقة أمام الكاميرا".

بدوره، قال الأمين العام لحزب "الكرامة" الناصري، محمد بسيوني، إن وجود إعلاميين أو صحافيين في البرلمان أمر طبيعي، مضيفا أن "المشكلة أن بعضهم من ملاك قنوات فضائية، وبالتالي سيسيطرون على الإعلام، ويعملون على توجيه الرأي العام في اتجاه واحد، معتبرا أن فوز بعضهم بعضوية مجلس النواب يمثل كارثة على الحياة السياسية، وعلى حرية الصحافة والإعلام.