ضحية الطمع والجشع
محمد البداح إنسان بسيط وطيب، لم نر أو نسمع أنه رفع صوته في وجه إنسان آخر، ولم يره الناس مرة وهو يتشاجر مع أحد، ابتسامته دائمة حتى في أحلك الظروف، وحنانه لأهله ولكل من عرفه يفوق الحد، عندما تولى وظيفته كمراقب في قسم المساحة لبلدية الكويت لمنطقة حولي رأى حين نزل مطر غزير في إحدى السنوات أن عليه تفقد منطقة حولي ليرى إن كان أحد قد تضرر من جراء الأمطار، وعاد للبيت ومعه عائلات عربية وجد أن الأمطار دخلت إلى بيوتهم الطينية حينها، وأسكنهم في الديوانية وغرفة أخرى، وبقوا معنا عدة أيام حتى تم ترميم بيوتهم، لم يكن هذا دوره ولا هو مسؤول عن نتائج الأمطار لكنها إنسانية هذا الرجل التي دفعته لهذا العمل النبيل، فكيف يتجرأ إنسان للإضرار بإنسان مثله؟محمد البداح لم يخطف ويغيب عن هذه الدنيا إلا لسبب واحد فقط، هو جشع وطمع من لم يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية، شخص نظر للمال ورفع قيمته على الناس والإنسانية، شخص لا ضمير له ولا شعور، اختطف وقتل من أجل حفنة من المال رغم أنه يملك منه الكثير، شخص باع ضميره للشيطان وامتلأ قلبه حقداً على البشر، وأزال من طريقه من وقف دفاعا عن الحق وأملاك الآخرين.
لم تتخذ الحكومة أي إجراء للبحث في علاقة عمله بقضية اختفائه لكنها كانت سريعة في تطبيق القانون ضد المجني عليه، فسارعت لقطع راتبه بعد مرور خمسة عشر يوما فقط على اختفائه، وكأن اليلدية لا تعرف شيئا عن سبب اختفاء موظفها، ولم تجد في ملفاته أي سبب لاختطاف موظفها منذ 21 ديسمبر 1961 حتى الآن، وملف الحضور والغياب ولم يجرؤ مسؤول واحد على فتحه لعلاقة الاختفاء بطبيعة عمله رغم مطالباتنا المتكررة؛ مما يدل على قوة الفاعل وسطوته.ويبدو أننا في دولة لا يهمها ما قيل ويقال عن اختفاء مواطن عندها إما لعجز عن المواجهة أو لأن الجاني لا تطوله المحاسبة، وإلا فما تفسير حكومتنا الرشيدة لهذا الإهمال؟ ولماذا لم نسمع كلمة احتجاج حتى لكل ما كتب وقيل عن اختفاء محمد البداج؟ وهل هذا حدث عادي أم أنها بكل بساطة لا تريد فتح هذا الملف؟من خطف محمد البداح شخص مغتر لا ضمير لديه ولا إحساس ولا شعور، لكننا نؤمن أنه لو غاب قانون الدولة فلن يسلم من قانون السماء، وسيموت ميتة كلاب مع لعنات عائلته وكل محب للعدل في هذا البلد.