الأزمة الاقتصادية الرأسمالية والترتيبات السياسية الجديدة
تداعيات عديدة خلفتها الأزمة الاقتصادية على سياسات الدول الرأسمالية الاحتكارية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، من سحب جيوشها، وعرقلة نجاح الصين وتغيير السياسة تجاه إيران، فضلاً عن خلق صراع سياسي محتدم في المنطقة العربية، وهو ما قد يلقي بانعكاسات سلبية على دول مجلس «التعاون»، الأمر الذي يتطلب تماسكها وصلابة جبهتها الداخلية.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
الأزمة الاقتصادية الرأسمالية أدت أيضاً إلى صراع سياسي دولي محتدم في منطقتنا العربية بين قوى الرأسمالية الاحتكارية، ومن ضمنها روسيا، من أجل الخروج من أزمتها الاقتصادية وبسط نفوذها وسيطرتها، حتى لو أدى ذلك إلى نشوب حروب جديدة بينها قد تختلف من ناحية الشكل فقط عن الحروب التقليدية، أو إلى تدخل مباشر في شؤون دول المنطقة، أي احتلال، كما فعلت روسيا مؤخراً في سورية، ومثلما فعلت أميركا من قبل عندما احتلت العراق عام 2003، وعملت على تفتيته داخلياً، ثم سلمته إلى قوى طائفية موالية لإيران فساهمت في تفتيته، وزيادة دماره، وتخلفه على المستويات كافة. صراع قوى الرأسمالية المعولمة في منطقتنا من المتوقع أن يترتب عليه تقسيم الدول الوطنية القائمة حالياً، وتحويلها إلى دويلات طائفية، وعرقية، وإثنية صغيرة ومتحاربة، وهو ما نرى بعض بوادره في سورية هذه الأيام، ومن المرجح أن يمتد، في حال نجاحه، كي يشمل العراق أيضاً وبعض الدول الأخرى في المنطقة.أخيراً وليس آخراً، فإن الترتيبات السياسية الجديدة في المنطقة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية الرأسمالية سيكون لها انعكاسات سلبية على دول مجلس التعاون الخليجي، وهو الأمر الذي يتطلب صلابة الجبهات الداخلية وتماسكها عن طريق توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع السياسات واتخاذ القرارات.