نواب الأمة: حين «حجت حجايجها» أظهر الكويتيون معدنهم
أكدوا أن البلاد أمام تحديات كبيرة تتطلب التعاون من أجل بناء الوطن
في الذكرى الـ25 للغزو العراقي الغاشم للكويت، أشار عدد من النواب إلى وحدة الكويتيين في مواجهته، والتي كان لها الدور الأكبر في تحرير البلاد من نظام صدام البائد.
أحيا عدد من أعضاء مجلس الامة الذكرى الـ25 للغزو العراقي الغاشم على الكويت، مطالبين الشعب الكويتي بجميع أطيافه بأخذ العبر والدروس منه، وعلى رأسها الالتفاف حول القيادة الشرعية ورفض التعاون مع سواها.وأكد هؤلاء النواب أنه رغم المشاكل السياسية والاقتصادية المتأججة في ذلك الوقت فإنه حين "حجت حجايجها" رمى الكويتيون كل ذلك وراء ظهورهم، وأظهروا وحدة وتماسكا قل أن يتواجد مثله.بداية، اكد النائب حمود الحمدان أن "ذكرى الغزو العراقي الغاشم حينما تمر علينا للسنة الخامسة والعشرين فإنها تجر معها دروسا يجب أن نتوقف عندها ونستفيد منها قيادة وحكومة وشعبا"، مشيرا إلى ان أول هذه الدروس هي التفاف الشعب الكويتي بكل أطيافه حول قيادته الشرعية ورفضه التعاون مع سواها.وأضاف ان من الدروس ايضا "عدم التهاون في الظروف والمشاكل المحيطة بنا مهما رأيناها صغيرة، فالاحتياط يستلزم منا التفكير في أسوأ الاحتمالات، أما التهاون بها فقد يفقدنا أرضنا الغالية"، لافتا إلى ان "حسن الظن بالعراق حال دون التعامل المفترض أن يكون بعد الحشد العسكري على الحدود قبل 2/8/1990، لا أن نتعامل معها كسحابة صيف".وختم ان "الدروس والعبر كثيرة، كتبها شهداؤنا الابرار بدمائهم وأسرانا المغدور بهم الذين غيبهم غدر الجار وخيانته لأرضهم قبل ٢٥ عاما، فرحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، وأدام على الكويت نعيمها وأمنها ووفقها للخير والتقدم والازدهار لدفع عجلة التنمية إلى الأمام".مواقف شجاعةبدوره، شدد النائب د. منصور الظفيري على أن "الثاني من أغسطس من كل عام ليس مجرد ذكرى نمر بها، بل يجب أخذ العبر والدروس والوقوف على جميع أبعادها، مستلهمين في ذلك المواقف الوطنية الشجاعة للشعب الكويتي".وقال الظفيري: "مع مرور ذكرى الغزو فإننا يجب ان نتذكر بكل الاجلال والاكبار شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم من أجل أن تبقى الكويت شامخة، كما نتذكر بجزيل الشكر والتقدير كل مواقف المجتمع الدولي وكل من ساهم في استعادة وطننا".وأضاف: "اننا اليوم أمام تحديات كبيرة في شتى الصعد السياسية والاقتصادية، ولابد ان نتكاتف ونتعاون من أجل بناء وطننا، وان نبتعد عن البحث عن المصالح الشخصية والنزعات النفسية التي تعرقل خطواتنا وطموحاتنا وتطلعاتنا".موقف بطوليالى ذلك، قال النائب ماضي الهاجري: "تمر علينا ذكرى الغزو العراقي الغاشم لنستذكر موقف الكويتيين البطولي، ووقوفهم جميعا سنة وشيعة وبدوا وحضرا كالبنيان المرصوص، ليؤكدوا أن ما يجمعهم هو الكويت".واضاف الهاجري، في تصريح صحافي أمس، أنه رغم أنها ذكرى أليمة وموجعة، لاسيما أنه اعتداء أتى من جار لن تتخلى عنه الكويت يوما، ولم تمح من عقول أو قلوب الكويتيين، فإنها كشفت عن عراقة وأصالة الشعب الكويتي وتلاحمه وتماسكه، فقد سطر أروع الأمثلة في الوحدة والتضحية والتلاحم في سبيل وطنه، مشيرا الى انهم بينوا للعالم أجمع أن ولاءهم للكويت وأميرها.وتابع: "إننا كشعب الكويت لن ننسى دور دول الخليج والدول العربية والدول الشقيقة والصديقة التي ساعدت الكويت على استرجاع أرضها وعلى رأسها السعودية"، مشددا على ضرورة استعادة القيم التي تجلت اثناء الاحتلال من الوحدة الوطنية والتلاحم والتماسك، "لاسيما ونحن في إقليم ملتهب مليء بالتحديات والاخطار"، داعيا الله ان يحفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.بطولات الكويتيين بدوره، استذكر النائب حمدان العازمي في ذكرى الغزو العراقي الغاشم بطولات وأمجاد الكويتيين خلال تلك المحنة التي بذلوا خلالها الغالي والنفيس لتحرير الوطن من براثن الاحتلال العراقي الغاشم، داعيا الى الاعتبار من الغزو باحترام القوانين ونبذ الخلافات "التي نثق بأن جميع اطرافها يعملون من اجل مصلحة هذا الوطن كل حسب قناعاته".واضاف العازمي، في تصريح صحافي امس، ان الكويتيين جميعهم سنة وشيعة وبدوا وحضرا وقفوا كالبنيان المرصوص ليؤكدوا ان ما يجمعهم هو أمهم الكويت، بلدهم الذي ولدوا وسيموتون فيه، فسطروا أروع أمثلة الوحدة والاتحاد والتضحية والملاحم في سبيل وطنهم، مؤكدا ان من ضحوا بدمائهم وارواحهم خلال الغزو، تمنوا لهذا الوطن ان يكون افضل مما هو عليه الآن.واوضح ان "ما تمر به الكويت حاليا وبعد هذه السنوات التي مرت علينا بعد الغزو، يتطلب منا جميعا التعاضد والتكاتف من اجل المرور بهذا البلد الطيب اهله من هذه المرحلة الحرجة، وان نقف صفا واحدا من اجل بناء هذا الوطن وبدء مرحلة جديدة عنوانها العمل، وركيزتها الاستفادة من تجاربنا الديمقراطية السابقة، وهدفها بناء مستقبل افضل لابنائنا واجيالنا القادمة".واستطرد: "من حقنا أن نخاف ونقلق، ومن حقنا أن نستاء ونرتاب، فما شهدناه أخيرا وما عشناه لم يكن بالأمر اليسير، فقد واجهنا محاولات للانقضاض على الدستور واجهاض تجربتنا الديمقراطية، واقصاء شرائح لحساب شرائح أخرى، بسبب تصفيات سياسية في سابقة هي الاولى بتاريخ الكويت".واردف: "نتمنى ان نطوي صفحة الخلافات والتصفيات السياسية ونعود كما كنا صفا واحدا، ونعمل من أجل هذا البلد، ونستذكر جميعا محنة الغزو العراقي الغاشم الذي اظهر المعدن الاصيل لاهل الكويت"، مؤكدا ضرورة التمسك بتلك القيم التي اعادها التلاحم الوطني اثناء الاحتلال الغاشم، والتي كانت من ثوابت الآباء والاجداد.وحدة راسخةمن جانبه، أكد النائب عبدالله العدواني ان الشعب الكويتي اثبت للعالم وحدته الوطنية الراسخة في تصديه للعدوان العراقي الغاشم، وسطر اروع التضحيات في مقاومته للعدوان الهمجي الذي استهدف الكويت وشعبها.واضاف العدواني، في تصريح صحافي، "اننا نستذكر وبكل احترام وتقدير تضحيات ابناء الكويت بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، والتي بذلوا فيها أرواحهم دون أرضهم في وجه قوة تفوقهم عددا وعتادا، الامر الذي اكسبهم احترام وتعاطف المجتمع الدولي معهم".وبين ان "تلاحم الشعب الكويتي والتفافه حول شرعية الحكم اوجد اكبر تحالف دولي شهده التاريخ من اجل تحرير الكويت، وهو ما تم خلال سبعة اشهر، بذل خلالها الراحلون سمو الشيخ جابر الاحمد، وسمو الشيخ سعد العبدالله، ومعهما امير الدبلوماسية العالمية الشيخ صباح الاحمد، جهودا جبارة من اجل شرح قضية الكويت العادلة، وهو ما تم ولله الحمد بإصدار الامم المتحدة قرارات لصالح بلدنا وشعبنا".الغانم: الكويت عصية على المتآمرينقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إن محنة الغزو العراقي للكويت تحمل الكثير من العبر التي عكست تلاحم الشعب الكويتي ومكانة الكويت في المنظومة الدولية.وأضاف الغانم في تصريح صحافي بمناسبة الذكرى الـ٢٥ للاحتلال العراقي للكويت التي تصادف اليوم، أن المحطات التاريخية كافة أثبتت أن الكويت عصية على المتآمرين عليها، الذين انتهوا إلى الهلاك، وخسروا رهاناتهم أمام تماسك الجبهة الوطنية، والتمسك بالشرعية الكويتية.وأكد أن الكويت صغيرة بحجمها كبيرة بمكانتها يحصنها بعد الله عزوجل عطاؤها وحكمة قادتها وإخلاص أبنائها، وهو ما لم يدركه الطغاة الذين انهارت عروشهم على عتبة الكويت على مر التاريخ.ولفت إلى أن الشعب الكويتي سطر أروع الملاحم في حب الوطن والتضحية من أجله في محطات عديدة، لاسيما خلال محنة الغزو، مشيرا إلى أن تلك المواقف البطولية أبهرت العالم، وجعلته يصطف خلف الحق الكويتي.وأضاف أن دماء شهداء الكويت الطاهرة، التي اختلطت دفاعاص عن الوطن، مازالت تروي ابناء الكويت بحب الوطن والتمسك به والتضحية من أجله.وشدد على أن تلك التجربة تعكس أهمية التمسك بالوحدة الوطنية، والابتعاد عن كل ما يمس النسيج الوطني، والارتكاز على المواطنة وعدم تحويل مساحات الاختلاف إلى ساحات خلاف.واستذكر الغانم مواقف الدول الشقيقة والصديقة في الوقوف مع الحق الكويتي، مؤكداً أن الشعب الكويتي لن ينسى تلك المواقف التي مازالت ماثلة وتمثل عصب العلاقات الكويتية مع تلك الدول.