استثمار نجاح أم فقر في الأفكار؟
• مسلسلات طويلة في أجزاء جديدة...
{شطرنج}، و{ساحرة الجنوب} مسلسلان ينتميان إلى الدراما الطويلة، يعرضان راهناً على شاشات الفضائيات، فيما يعكف مؤلفاهما على كتابة أجزاء جديدة بعد تحقيقهما مشاهدة مرتفعة في عرضهما الأول، على أن تعرض الأجزاء الجديدة خلال العام المقبل.
{شطرنج}، و{ساحرة الجنوب} مسلسلان ينتميان إلى الدراما الطويلة، يعرضان راهناً على شاشات الفضائيات، فيما يعكف مؤلفاهما على كتابة أجزاء جديدة بعد تحقيقهما مشاهدة مرتفعة في عرضهما الأول، على أن تعرض الأجزاء الجديدة خلال العام المقبل.
المسلسلات الطويلة وتنفيذ أجزاء جديدة لها، يطرحان تساؤلات حول هذه الأجزاء الجديدة، هل هي استثمار لنجاح حققته الأعمال لدى عرضها الأول، أي أن المسألة فقر في الأفكار، عموماً، ما دفع صنّاعها إلى استمرار العمل عليها، باعتبار أن جمهورها مضمون وسيتمسك بمتابعتها؟ أم حاجة الفضائيات لطرح أعمال جديدة على شاشتها طوال العام مفضلة عدم إعادة مسلسلات موسم رمضان؟
حافز النجاحيوضح حسام موسى، مؤلف مسلسل {شطرنج} في تصريح لـ{الجريدة}، أنه يستمرّ في كتابة حلقات جديدة لجزء سيتكون من 60 حلقة، يُضاف إلى الـ80 حلقة التي تُعرض الآن، فيصبح إجمالي عدد الحلقات 140 حلقة، مشيراً إلى أن هذا العدد قد لا يكون نهائياً، بل قد يزيد، وفقاً لدرجة اندماج المشاهد مع الجزء الجديد.يضيف أن الكتابة مستمرة طالما أن العمل يحقق نجاحاً عبر شاشتي {الحياة} و{أبو ظبي}، ويتساءل: {ما الذي يمنع كتابة حلقات جديدة، خصوصاً، أن قصة {شطرنج} مفتوحة وشخصياتها ثرية تتحمل استخراج أحداث جديدة، ثم نطمح ليكون المسلسل أطول عمل درامي تلفزيوني مصري}.يلفت إلى أن المشاهد اندمج مع أداء الأبطال، سواء كانوا أساسيين أو الذين يقدمون قصصاً فرعية ضمن خيوط رئيسة للعمل، من بينهم: نضال الشافعي، وفاء عامر، ريم البارودي، ميس حمدان، ضياء عبد الخالق، عمرو المهدي، أيمن عزب، حتى ارتبط المتفرج بكل قصة وأصبح ينتظر الجديد بشأنها.يتابع أن استمرار دعم المنتج محمد فوزي له، كمؤلف، ولأبطال العمل ولمخرجه محمد حمدي، أحد العناصر القوية التي تدفعه إلى كتابة أحداث جديدة، وإجراء تغييرات عليها بإدخال شخصيات في المسلسل، والاستغناء عن أخرى، والاكتفاء بما ساهمت به في الأحداث المعروضة.بدورها تشير سماح الحريري، مؤلفة مسلسل {ساحرة الجنوب}، إلى أن النجاح الذي حققه الجزء الأول من المسلسل على شاشة {MBC مصر} دفعها وصنّاع العمل إلى عقد جلسات أسفرت عن اتخاذهم قراراً بكتابة حلقات جديدة، مشيرة إلى أنه لم يتحدد بعد عدد حلقات الجزء الجديد، وهل ستكون 60 حلقة أم أكثر.تضيف أن الحماسة التي تشعر بها مع فريق العمل، دفعتها للاعتذار عن كتابة عمل درامي لشهر رمضان المقبل، لتستكمل دراما الرعب في {ساحرة الجنوب}، خصوصاً أن المفاضلة بين الاتنين قد تكون على حساب المسلسل الطويل، وهو ما لا ترغب فيه، لافتة إلى أن المشاهد ينتظر معرفة ما ستؤول إليه الأحداث خلال اليومين اللذين لا تعرض فيهما حلقات العمل، وتصلها ردود الفعل هذه. تتابع أن الاختلاف الذي ستحمله الأجزاء الجديدة سيكون في نوع الرعب، واتخاذ الحدوتة مسلكاً آخر، وإدخال أطراف أخرى في الصراع الاجتماعي والرعب المقدم خلال الحلقات، مشيرة إلى أنها لن تنحي القصة الأساسية جانباً، لكن مع وضع اختلافات عليها.جاذبية وتشويقيوضح الناقد محمود قاسم أن العملين طالما يجذبان المتفرج لمتابعتهما، فلا يمنع استكمالهما في أجواء جديدة، بما يفيد في عرض حلقات جديدة عبر شاشات عربية، لتسد ساعات البث هذه، بدل الاستعانة بالدراما التركية والأجنبية.يضيف أن استكمال مسلسل طويل أفضل من تقديم مسلسلات قصيرة غير جذابة ولا فائدة منها، المحك، في النهاية، يكون حسب المضمون المعروض، مشيراً إلى أن المسلسلات الطويلة تخاطب جمهور ربات البيوت وكبار السن الذين يجلسون في منازلهم، ويرغبون في متابعة دراما تسليهم وترافقهم وقتاً طويلاً.يتابع أن هذه النوعية من المسلسلات مأخوذة من دراما الـ {سوب أوبرا} الأميركية، {لكن في الخارج يكتبونها بطريقة جيدة من خلال مجموعة من المؤلفين المهرة، وليس مؤلفاً واحداً، ويعلو مستواها الفني مع استمرار حلقاتها، لذا لا يمانع في تقديم عمل جذاب وجيد باستمرار حلقات جديدة منه، شرط ألا يفسد الذوق العام، وأن يلبي حاجات المشاهد العربي.يشير إلى أن لعبة القط والفأر في الدراما قد تكون متشابهة، لكنها جاءت معاكسة في {شطرنج، إذ تضمنت كل حلقة حدثاً مختلفاً، والجمهور بطبيعته يعشق الغموض، والرعب الذي يقدمه {ساحرة الجنوب}، مشيراً إلى أنه شخصياً يعشق الرعب، وتابعه في صغره عبر القنوات التركية، وكان التهام جسد بشري ومص دمه يمثلان عنصر إغراء بالنسبة إليه، ويدفعانه لمتابعة هذا النوع، وربما هو نفسه ما يشعر به مشاهد {ساحرة الجنوب}.أما الناقد والمؤرخ سمير الجمل فيوضح أن فكرة الدراما الطويلة، عموماً، هي استنساخ من المسلسلات التركية واللبنانية، معتبراً أن {ساحرة الجنوب} مجرد استعراض رعب بلا مبرر، وبشكل يوحي بسذاجة لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، لذا لا يستدعي وجود أجزاء جديدة منها، وعلى صنّاعها الاكتفاء بما يتم عرضه.يضيف: {ما الفائدة التي ستعود على المشاهد من متابعة حورية فرغلي بطلة {ساحرة الجنوب} تنظر إليه بعينين جاحظتين طوال 60 حلقة، حتى صياغة الرعب في المسلسل توحي بالاستخفاف بعقل المشاهد، عكس الحال في سلسلة أفلام دراكولا}.