بابا الفاتيكان يختتم زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة

نشر في 28-09-2015 | 12:27
آخر تحديث 28-09-2015 | 12:27
No Image Caption
غادر البابا فرنسيس الأحد الولايات المتحدة بعدما احتفل بقداس حضرته جموع غفيرة في فيلادلفيا، ذروة زيارته التاريخية التي استمرت ستة أيام وطرح خلالها مواقفه حول مواضيع مثيرة للجدل مثل الهجرة والبيئة والعائلة.

وقال مانويل بورتيو "54 عاماً" الغواتيمالي الذي يعيش في فيلادلفيا منذ 22 عاماً، "لم أر من قبل مثل هذه الحماسة، نحن جميعاً متحدون"، معرباً عن تقديره لأقوال البابا "الرائعة" حول الهجرة.

وهذه أول زيارة للبابا فرنسيس "78 عاماً" إلى الولايات المتحدة، وقد شملت واشنطن ثم نيويورك وفيلادلفيا حيث اختتم اللقاء العالمي الثامن للعائلات الكاثوليكية، وتحدد الموعد المقبل بعد ثلاث سنوات في دبلن.

وأمام أكثر من مليون شخص، بحسب الفاتيكان، احتفل البابا فرنسيس بآخر قداس كبير، بعدما التقى قبل الظهر أشخاصاً كانوا ضحايا تحرش جنسي وسجناء.

وفي هذا القداس، شدد الحبر الأعظم كثيراً على موضوعين تحدث عنهما في خطابين ألقاهما في الكونغرس وفي الأمم المتحدة، وهما الدفاع عن العائلة التي شجع على تأسيسها، وحماية البيئة.

وقال "لم يعد ممكناً أن نتساهل أبداً مع انقسامات عقيمة، التحدي الملح للحفاظ على بيتنا، يعني بذل جهود لجمع العائلة الإنسانية بكاملها في البحث عن تنمية شاملة ودائمة"، وتحدث من جديد عن الاحتباس الحراري والتلوث، وذلك قبل شهرين من مؤتمر المناخ في باريس.

وقد وصل البابا فرنسيس إلى فيلادلفيا على متن باباموبيل وسط هتافات الجماهير التي احتشدت على امتداد الجادة الكبيرة للمدينة، وعانق أطفالاً وبارك مشردين.

والتقى البابا صباح الأحد خمسة من ضحايا التحرش الجنسي، وقال أن "الله يبكي" عندما يتعرض أطفال لتحرش جنسي، واعداً بـ "محاسبة المسؤولين" عن هذه التحرشات.

واستقبل خلال نصف ساعة ثلاث نساء ورجلين كانوا ضحايا تحرش جنسي بالأطفال، لم يمارسه كهنة فقط بل معلمون وأفراد من عائلاتهم أيضاً.

وفي الفاتيكان، اتخذ تدابير في يونيو قضت بعزل أسقفين أميركيين تغاضيا عن هذه التصرفات، وانشاء هيئة قضائية لمحاكمة الأساقفة الذين تستروا على جرائم التحرش بالأطفال.

ثم زار سجن كوران-فرومهولد للقاء حوالي مئة سجين، وانتقد فيه أنظمة السجون التي لا تسعى إلى "بلسمة الجروح" وإلى تأمين "امكانيات جديدة".

وفي بلد يتعرض فيه نظام السجون إلى الانتقادات بسبب التجاوزات التي تحصل فيها، دعا البابا الخميس أعضاء الكونغرس إلى الغاء عقوبة الإعدام.

وطوال رحلة البابا، كانت الجماهير تحتشد للقاء الحبر الأعظم الذي تنقل خلال زيارته الولايات المتحدة، بلد السيارات الكبيرة، على متن سيارة فيات 500 أو باباموبيل مكشوفة، وكان يتوقف ليصافح ويعانق ويستمع.

ومن مركز للمشردين إلى مدرسة لأطفال المهاجرين، فضل البابا فرنسيس اللقاءات المباشرة مع المحرومين والمهمشين، فكان يبدو خلالها في أفضل حالاته.

وكانت الرحلة العاشرة للبابا الأرجنتيني إلى الخارج بدأت في كوبا حيث لم يوجه انتقادات إلى نظام كاسترو، لكنه دعا إلى الانفتاح والمصالحة بين الكوبيين.

وقد استقبل الرئيس باراك أوباما البابا فرنسيس الذي سهل الحوار بين هافانا والولايات المتحدة، وأعد له استقبالاً حافلاً في البيت الأبيض.

وشدد البابا في اليوم الأول على موضوع الهجرة الذي ينقسم حوله الأميركيون في خضم الحملة الانتخابية.

واستشهد البابا الذي قال إنه "ابن عائلة من المهاجرين" (ايطاليون في الأرجنتين)، بأبرهام لنكولن ومارتن لوثر كينغ، ليدعو إلى الاقتداء بهما، واستعادة القيم المؤسسة للأمة الأميركية، أي الشجاعة وتلاقي الثقافات والحرية الدينية.

وفي أول خطاب يلقيه أحد البابوات في الكونغرس، طلب من النواب تحمل مسؤولياتهم لتأمين نظام اقتصادي يتسم بمزيد من العدالة، ودافع أيضاً في الأمم المتحدة عن المهمشين، داعياً إلى حماية الأرض.

ولم تلق هذه المواقف استحسان المتشددين في الحزب الجمهوري، لكن الانتقادات كانت معتدلة عموماً، وخصصت الصحافة الأميركية مساحات واسعة لتغطية زيارة البابا.

ومن أبرز محطات الزيارة، اللقاء في مكان اعتداءات 11 سبتمبر في مانهاتن، حيث دان البابا العنف باسم الدين.

وطوال زيارته التي كان برنامجها حافلاً، بدت على البابا فرنسيس أحياناً علامات التعب والارهاق، فكان يعرج بسبب مشكلة في الورك، وعمد إلى الارتجال أيضاً كما حصل السبت عندما دافع عن العائلة على رغم "الصحون التي تتطاير والحموات".

back to top