الحب يصيب {ابن بكار} بكل العلل

نشر في 15-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2015 | 00:01
في الليلة الثامنة والعشرين تواصل شهرزاد سرد الحكاية، عن علي بن بكار، الذي بادل شمس النهار جارية أمير المؤمنين هارون الرشيد، حباً بحب، وقال صديق ابن بكار أبوالحسن إن «القضاء قسم الغرام بينهما».وفي نهاية الليلة الماضية، جاءت جارية شمس وقالت لعلي بن بكار وصاحبه، إنها خائفة من افتضاح أمر العلاقة بين علي وشمس، خصوصاً بعدما أصابهما الحب بكل العلل والأمراض وبات المحب يسقط مغشياً عليه كلما استمع إلى بيت شعري يذكره بالحبيبة.

في نهاية الليلة السابقة، نادت الجارية فجاء لها زورق فيه ملاح يجدف، فأركبت علياً وصاحبه في الزورق وركبت معهما وقالت للملاح: «اذهب بنا إلى الشاطئ الآخر».

فلما كانت الليلة الثامنة والعشرون، قالت شهر زاد:

بلغني أيها الملك السعيد، أن الملاح صار يجدّف مسرعاً إلى أن وصل الزورق بهم إلى البر الثاني، فودعتهما الجارية وقالت لهما: كان قصدي ألا أفارقكما، لكنني لا أقدر أن أجاوز هذا الموضع. ثم عادت بالزورق إلى القصر، بينما جلس علي بن بكار بين يدي أبي الحسن لا يستطيع النهوض. فقال له أبو الحسن: إن هذا المكان غير آمن، ونخشى على أنفسنا من التلف بسبب اللصوص وأولاد الحرام.فقام علي بن بكار متحاملاً على نفسه وهو لا يكاد يستطيع المشي، وكان لأبي الحسن أصدقاء في ذلك الجانب من النهر، فقصد إلى صديق منهم يثق به ويركن إليه، وطرق بابه، فخرج إليه مسرعاً، ورحب بهما، وأدخلهما إلى منزله وجلس يتحدث معهما، وسألهما أين كانا؟ فقال له أبو الحسن: إن عميلاً لي يريد السفر الليلة وعنده مال لي، فخرجت للقائه، واستأنست برفيقي علي بن بكار، ولكننا لم نره، وعدنا بلا شيء وشق علينا العود في هذا الليل ولم نر لنا محلاً غير محلك فجئنا إليك.

رحَّب بهما، واجتهد في إكرامهما، وأقاما عنده بقية ليلتهما. ولما أصبح الصباح خرجا من عنده وما زالا يمشيان حتى وصلا إلى المدينة ودخلاها، وجاز على بيت أبي الحسن فتشبث بصاحبه علي بن بكار وأدخله بيته، حيث ناما قليلاً، ثم أمر أبو الحسن غلمانه بأن يفرشوا البيت فرشا فاخراً ففعلوا.

وقال لنفسه: لا بد من أن أواسي هذا الغلام وأسليه، فإني أدري بأمره.

ولما أفاق علي بن بكار، قام وتوضأ، وصلى ما فاته من الفروض في يومه وليلته، وصار يسلي نفسه بالقراءة. لما رأى منه ذلك أبو الحسن تقدم إليه وقال له: يا سيدي الأليق بما أنت فيه أن تقيم عندي هذه الليلة لينشرح صدرك وينفرج ما بك من كرب الشوق. فقال علي بن بكار: افعل يا أخي ما بدا لك، فإني على كل حال غير ناج مما أصابني! فأمر أبو الحسن غلمانه بدعوة أصحابه، أرباب الأغاني وآلات الطرب والشراب، واستمروا في أكل وانشراح إلى المساء. ثم أوقدوا الشموع ودارت بينهم كئووس المنادمة، وطاب لهم الوقت، فأخذت المغنية العود وغنت تقول:

رميت من الزمان بسهم لحظ     فأضناني وفارقت الحبايب

وعاندني الزمان وقل صبري

وإني قبل هذا كنت حاسب

لما سمع علي بن بكار كلام المغنية خر مغشياً عليه، ولم يزل في غشيته إلى أن طلع الفجر فأفاق بعد أن يئس منه أبو الحسن، وطلب الذهاب إلى بيته فلم يمنع أبو الحسن خوفاً من عاقبة أمره، فأتاه غلمانه ببغلة وأركبوه، وسار معه أبو الحسن إلى أن أدخله منزله، واطمأن على خلاصه من تلك الورطة الغرامية، ثم ودعه.

ألم الفراق

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن قال لصاحبه علي بن بكار: يا أخي لا تقطع عني الأخبار. فقال: سمعاً وطاعة. ثم إن أبا الحسن انصرف من عنده إلى دكانه، وصار يرتقب خبراً من الجارية، فلم يأته أحد بخبر، فبات تلك الليلة في داره، ولما أصبح الصباح توجه إلى دار علي بن بكار ودخل عليه، فوجده ملقياً على فراشه وأصحابه حوله، والحكماء عنده وكل منهم يصف له شيئاً ويجسون يده. لما دخل أبو الحسن ورآه تبسم فسلم عليه، وجلس عنده حتى خرج الناس فسأله: ما هذه الحال؟ فأجاب علي بن بكار: لقد شاع أني مريض وتسامع بذلك أصحابي، وليس عندي قوة أستعين بها على القيام والمشي، ولم أزل ملقياً مكاني كما تراني، وقد جاء أصحابي لزيارتي، ولعلك رأيت الجارية أو سمعت بخبر من عندها.

فقال له: ما رأيتها منذ فارقتنا على شاطئ دجلة، ويجب أن تحذر الفضيحة وتتجنب هذا البكاء. فقال له علي بن بكار: والله يا أخي إني لا أملك نفسي، وقد بليت بمصيبة كنت في أمن منها، وليس لي من راحة إلى الموت.

قال له أبو الحسن: اصبر لعل الله يشفيك. ثم نزل من عنده وتوجه إلى دكانه، فما جلس غير قليل حتى أقبلت عليه الجارية وسلمت، فرد عليها السلام، ونظر إليها فوجدها خافقة القلب يظهر عليها أثر الكآبة فقال لها: أهلا وسهلا، كيف حال شمس النهار؟ أجابت: سوف أخبرك بحالها، لكن كيف حال علي بن بكار؟ فأخبرها أبو الحسن بجميع ما كان من أمره، فتأسفت وتأوهت، ثم قالت: إن حال سيدتي أعجب من ذلك، فقد رجعت إليها بعد أن ودعتكما، فوجدتها مطروحة في القبة لا تتكلم ولا ترد على أحد، وأمير المؤمنين جالس عند رأسها لا يجد من يخبره عما بها، ولم تزل في غشيتها إلى نصف الليل. ثم أفاقت فقال لها أمير المؤمنين: ما الذي أصابك يا شمس النهار، وما الذي اعتراك في هذه الليلة؟ فلما سمعت شمس النهار كلام الخليفة قبلت قدميه وقالت له: يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك، إنه خامرني خلط أضرم النار في جسدي، فوقعت مغشياً علي من شدة ما بي، ولا أعلم كيف كان حالي. فقال لها الخليفة: ما الذي استعملته في نهارك؟ قالت: أفطرت على شيء لم آكله قط، ثم أظهرت القوة وطلبت شيئاً من الشراب فشربته. وسألت أمير المؤمين أن يعود إلى انشراحه، فعاد إلى الجلوس في القبة، فلما جئت إليها سألتني عن أحوالكما فأخبرتها بما فعلت معكما فسكتت، ثم إن أمير المؤمنين جلس وأمر الجارية بالغناء فأنشدت هذين البيتين:

ولم يصف لي شيء من العيش بعدكم

فياليت شعري كيف حالكم بعــــــــدي

يحق لدمعي أن يكون من الدمـــــــــــا

إذا كنتم تبكون دمعاً على بعـــــــــــدي

فلما سمعت هذا الشعر وقعت مغشياً عليها!

الجواب

ثم إن الجارية قالت لأبي الحسن: إن سيدتي لما سمعت هذا الشعر وقعت مغشياً عليها. فأمسكت يدها ورششت وجهها بماء الورد حتى أفاقت، فقلت لها: يا سيدتي لا تهتكي نفسك وأسألك بحياة محبوبك أن تصبري.

فقالت: لا راحة  لي إلا بالموت، فأنا أطلبه لأن فيه راحتي. وبينما نحن في هذا، غنت جارية قول الشاعر:

 

قالوا لعل الصبر يعقب راحة فقلت : وأين الصبر بعد فراقه

وقد أكد الميثاق بيني وبينه

بقطع حبال الصبر عند عنــــــاقه

لما سمعت سيدتي هذا الشعر وقعت مغشياً عليها، وسارع الخليفة إليها، وأمر برفع الشراب، وأن تعود كل جارية إلى مقصورتها، ثم أقام عندها ليلته إلى أن أصبح الصباح، فاستدعى الأطباء وأمرهم بمعالجتها، ولم يعلم بما هي فيه من العشق والغرام، وأقمت عندها حتى ظننت أنه قد انصلح حالها، وهذا ما عاقني عن المجيء إليكما، وقد تركت عندها جماعة من خاصتها لما امرتني بالمسير إليكما لاستطلاع حال حبيبها علي بن بكار.

فلما سمع أبو الحسن كلامها، تعجب وقال لها: لقد أخبرتك بجميع ما كان من أمره، فعودي إلى سيدتك وسلمي عليها، وحثيها على الصبر وكتمان السر، وأخبريها بأني قد عرفت أمرها وهو صعب يحتاج إلى التدبير.

شكرته الجارية، ثم ودعته وانصرفت إلى سيدتها.

أما أبو الحسن، فإنه لم يزل في دكانه إلى آخر النهار، ثم أغلق دكانه وتوجه إلى دار علي بن بكار، وطرق الباب ففتحه له بعض غلمانه، فلما دخل عليه تبسم واستبشر بقدومه وقال له: يا أبا الحسن أوحشتني لتخلفك عني في هذا اليوم وروحي متعلقة بك باقي عمري. فقال له أبو الحسن: دع هذا الكلام فلو أمكن فداؤك كنت أفديك بروحي، لقد جاءت اليوم جارية شمس النهار وأخبرتني بأنها ما عاقها عن المجيء إلا جلوس الخليفة عند سيدتها.

وحكى له جميع ما سمعه من الجارية، فتأسف علي بن بكار غاية التأسف، وبكي، ثم التفت إلى أبي الحسن وقال له: بالله ساعدني على ما بليت به وأخبرني ماذا تكون الحيلة، وإني أسألك المبيت عندي في هذه الليلة لأستأنس بك، فامتثل أبو الحسن لأمره وقبل المبيت عنده، وبقيا يتحدثان وعلي بن بكار يبكي ويرسل العبرات حتى وقع مغشياً عليه، فظن أبو الحسن أن روحه خرجت من جسده، ولكنه أفاق من غشيته حين طلع النهار، وجلس يتحدث معه حتى وقت الضحى، فأنصرف أبو الحسن من عنده قاصداً إلى دكانه. وما كاد يجلس فيها حتى جاءت الجارية ووقفت عنده، فلما نظر إليها أومأت إليه بالسلام، فرد التحية بمثلها، ثم أبلغته سلام سيدتها وسألته: كيف حال علي بن بكار؟ فقال لها: لا تسألي عن حاله وما هو فيه من شدة الغرام، فإنه لا ينام الليل ولا يستريح بالنهار، وقد أنحله السهر، وغلب عليه الضجر، وصار في حال لا تسر حبيباً. فقالت له: إن سيدتي تسلم عليك وعليه، وهي في حال أعظم من حاله وقد سلمتني هذه الورقة وقالت: لا تأتيني إلا بجوابها من علي بن بكار، فهل لك أن تسير معي إليه وتأخذ منه الجواب؟. فقال لها أبو الحسن: سمعاً وطاعة.

ثم أغلق الدكان وأخذ معه الجارية وذهب بها من مكان غير الذي جاء منه، ولا يزالا سائرين حتى وصلا إلى دار علي بن بكار، فأوقف الجارية على الباب ودخل.

حلاوات الرسائل

قالت شهرزاد: أن أبا الحسن لما ذهب بالجارية إلى دار علي بن بكار وأوقفها على الباب ودخل البيت، فرح علي بن بكار بعودته، فقال له أبو الحسن: سبب مجيئي أن صاحبنا أرسل إليك جاريته برقعة تتضمن سلامه عليك، وذكر فيها أن سبب تأخره عنك عذر حصل له، والجارية واقفة بالباب فهل تأذن لها بالدخول؟وأفهمه بالإشارة أنها جارية شمس النهار، فزاد فرحه وأمر بدخول الجارية، وما رآها حتى قال لها: كيف حال السيد شفاه الله؟ ففهمت مراده وقالت: إنه بخير والحمد لله. ثم أخرجت الورقة ودفعتها له، فأخذها وقبلها وقرأها، وناولها لأبي الحسن فوجد مكتوباً فيها:

{ينبيك هذا الرسول عن خبري  فاستغن في ذكره عن النظر، كتبت لك كتاباً بغير بنان، ونطقت لك بغير لسان، وجملة شرح حالي أن لي عينا لا يفارقها السهر، وقلبا لا يبرح عنه الفكر، فكأنني ما عرفت قط صحة ولا فرحة، ولا رأيت منظراً بهياً، ولا قطعت عيشا هنياً، وكأنني خلقت من الصبابة، ومن ألم الوجد والكآبة، فعلى السقام مترادف، والغرام متضاعف، والشوق متكاثر، واعلم أن الشكوى لا تطفئ نار البلوى، لكنها تعلل من أعله الاشتياق، وأتلفه الفراق، وإني أتسلى بذكر لفظ الوصال، وما أحسن قول من قال:

إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا

فأين حلاوات الرسائل والكتـــــــــب؟..}.

ولما قرأها أبو الحسن هيجت ألفاظها بلابله، وأصابت معانيها مقاتلة، ثم دفعها إلى الجارية، فلما أخذتها قال لها علي بن بكار: أبلغي سيدك سلامي، وعرفيه بوجدي وغرامي، وامتزاج المحبة بلحمي وعظامي، إني محتاج إلى من ينقذني من بحر الهلاك، وينجيني من هذا الارتباك، وبكت الجارية لبكائه ثم ودعته وخرجت من عنده، كما خرج أبو الحسن معها، ومضى إلى دكانه بعد أن ودعها.

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن أبا الحسن لما ودع الجارية، ورجع إلى دكانه، جلس فيه، وقد انقبض قلبه وضاق صدره وحار في أمره، ولم يزل كذلك بقية يومه وليلته، وفي اليوم الثاني، ذهب إلى علي بن بكار، وجلس عنده حتى انصرف الناس، ثم سأله عن حاله، فأخذ في شكوى الغرام، وما به من الوجد والهيام، فقال أبو الحسن:

أنا ما رأيت ولا سمعت بمثلك في محبتك، كيف يكون هذا الوجد وضعف الحركة وقد تعلقت بحبيب موافق، لا بحبيب مخالف مخادع؟ قال أبو الحسن: فركن علي ابن بكار إلى كلامي، وشكرني على ذلك. وكان لي صاحب يطلع على أمري وأمر علي بن بكار، ويعلم أننا متوافقان، ولم يعلم أحد ما بيننا غيره، وكان يزورني ليسألني عن حال علي بن بكار، فقلت له: إن الجارية دعته إليها، وهذا آخر ما انتهى من أمرهما، ولكني دبرت لنفسي أمراً أريد عرضه عليك، فأنت تعلم أنني رجل معروف بكثرة المعاملات بين الرجال والنساء، وأخشى أن ينكشف أمرهما فيكون سبباً لهلاكي وأخذ مالي وهتك عيالي، وقد اقتضى رأيي أن أجمع مالي وأجهز حالي وأتوجه إلى مدينة البصرة وأقيم بها حتى أنظر ما يكون من أحوال حبيبته بحيث لا يشعر بي أحد، فإن المحبة قد تمكنت منهما، ودارت المراسلة بينهما، على يد جارية لها، كاتمة لأسرارهما، وأخشى أن يغلب عليها الضجر فتبوح بسرهما لأحد، فيشيع خبرهما ويؤدي ذلك إلى هلاكي ويكون سبباً لتلفي، وليس لي عذر عند الناس.

سفر أبي الحسن

قال له صاحبه: قد أخبرتني بخبر خطير، يخاف من مثله العاقل الخبير، كفاك الله شر ما تخافه وتخشاه، ونجاك مما تخاف عقباه، هذا الرأي هو الصواب.

فانصرف أبو الحسن إلى منزله، وصار يقضي مصالحه ويتجهز للسفر إلى مدينة البصرة، فما مضت ثلاثة أيام حتى قضي مصالحه وسافر إلى البصرة، وبعد أيام توجه صاحبه لزيارته فلم يجده، فسأل عنه جيرانه فقالوا له: إنه توجه منذ ثلاثة أيام إلى البصرة، لأن له معاملة مع تجارها فذهب ليطالب أرباب الديون وعن قريب يأتي. فاحتار الرجل في أمره، وصار لا يدري أين يذهب وقال: يا ليتني لم أفارق أبا الحسن، ثم دبر حيلة يتوصل بها إلى علي بن بكار، فقصد داره وقال لأحد غلمانه: استأذن لي سيدك لأدخل للسلام عليه، فدخل الغلام وأخبر سيده، ثم عاد إليه وأذن له في الدخول، ولما دخل عليه وجده ملقيا على الفراش، فسلم عليه، فرد عليه السلام ورحب به. ثم إن الرجل اعتذر إليه لتخلفه عنه تلك المدة. ثم قال له: يا سيدي إن بيني وبين أبي الحسن صداقة، وأني كنت أودعه أسراري ولا أنقطع عنه ساعة، فغبت في بعض المصالح مع جماعة من أصحابي مدة ثلاثة أيام، ثم جئت إليه فوجدت متجره مقفلاً، فسألت عنه الجيران فقالوا إنه توجه إلى البصرة، ولم أعلم له صديقا أوفي منك، فبالله أن تخبرني بخبره. لما سمع علي بن بكار كلامه، تغير لونه واضطرب وقال: لم أسمع قبل هذا اليوم خبر سفره، وإن كان الأمر كما ذكرت فقد حصل لي التعب. ثم فاض دمع العين وأطرق يتفكر، وبعد ساعة رفع رأسه إلى خادم له وقال له: امض إلى دار أبي الحسن واسأل عنه هل هو مقيم أو مسافر، فإن قالوا سافر فاسأل إلى أية ناحية توجه. فمضى الغلام وغاب ساعة ثم أقبل إلى سيده وقال: إني لما سألت عن أبي الحسن أخبرني أتباعه أنه سافر إلى البصرة، ولكن وجدت جارية واقفة على الباب، فلما رأتني عرفتني ولم أعرفها، وقالت لي: هل أنت غلام علي بن بكار؟ فقلت لها: نعم. فقالت: إني معي رسالة إليه من عند أعز الناس عليه، ثم جاءت معي وهي واقفة على الباب. فقال علي بن بكار: ادخلها. فطلع الغلام إليها وأدخلها. ولما رآها الرجل الذي عند ابن بكار وجدها ظريفة، ثم تقدم إلى ابن بكار وسلمت عليه.

وأدركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

back to top