استضاف منتدى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الروائية بثينة العيسى لمناقشة روايتها "خرائط التيه" بحضور جمع من المثقفين.
في البداية قال المنسق العام للمنتدى سالم الرميضي إن بثنية العيسى كاتبة وروائية حصلت على جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولها العديد من الروايات في مختلف دور النشر في سورية ولبنان، وإن روايتها "خرائط التيه" تدور أحداثها في زمن مقارب لهذه الأيام تحديدا، إذ تكلمت الرواية عن زمن الحج والعيد، وفي بقعة جغرافية ليست بعيدة من هنا وهي السعودية.بدورها، تحدثت العيسى عن تجربتها الروائية مؤكدة أن أهمية الجلسة تكمن في الاستماع لانطباعات وآراء القراء في الرواية، لأن دور الكاتب ينتهي بعد كتابة الرواية، والقارىء هو الذي يصنع المعنى.وأوضحت العيسى أن ما حدث لـ"خرائط التيه"، أنها جاءت مصادفة، فقد شهد زوجها فيلما يرصد طوفانا في بلد آسيوي تفقد في إثره إحدى العائلات أبناءها، فتذهب للبحث عنهم، مبينة أن زوجها تأثر بالفيلم لأنه أب، واقترح عليها أن تكتب رواية تتحدث قصتها عن ولد يفقد في مكان مزدحم وضرب مثلا عن أجواء المكان كأن يفقد في الحج، ولكنها عارضته لأنها كتبت رواية سابقة عن طفل يموت في رواية "عائشة تنزل إلى العالم السفلي".وتابعت العيسى أنها بدأت كتابة الأفكار الرئيسية من خلال "كان هناك ولد يبلغ من العمر ست سنوات ذاب في الزحام" بعدها رسمت ثلاثة خطوط وهي خط الأم والأب والولد، ثم فكرت في أحداث الرواية بأن سيدة اختطفته، والسبب هو تجارة الأعضاء.ولفتت العيسى إلى أنها بحثت عن تجارة الأعضاء، وكان موقع الجريمة في السعودية، لكن لا يوجد أي شيء هناك، ثم اكتشفت أنها موجودة بكثافة شديدة في منطقة سيناء، لأن أغلب الأفارقة الذين يحاولون التسلل إلى إسرائيل تختطفهم عصابات تتاجر بالبشر، وبعضهم يُقتل وتُسرق أعضاؤه.وأشارت العيسى إلى أنها جلست مع العديد من الناشطين والحقوقيين، واتضح أن تجارة الأعضاء موضوع كبير وسياسي، وما خدمها في كتابة الموضوع أن ثمة كثافة في الجالية الإفريقية في جنوب المملكة وبالتحديد في منطقة جازان وفي عسير، والأغلبية تأتي متسللة من البحر الأحمر من إثيوبيا وأرتيريا، والبعض يتسلل من اليمن.ووصفت العيسى مشهدية الرواية بأنها عالية جدا، وقالت: "كل فصل كان عبارة عن مشهد، وتجنبت السرد، وتحديت نفسي في أن أكتب بهذه الطريقة التي لم أجربها سابقا، وهناك مستويات للخصوم والقوى المضادة التي تصارعها الشخصيات، والزمن أحد أشكال هؤلاء الخصوم، ويجب أن يتصدى له الولد والعم والعصابة، والكل في صراع مع الزمن".وأضافت العيسى أنها حاولت أن تقول للكل في الرواية إن الشخصيات ليست تائهة جغرافيا، لكن الكل تائه مكانيا، ونفسيا، ووجوديا، وعاطفيا.من جانبها، أكدت الروائية فدوى الطويل أن العنوان معبر تماما عن محتوى الرواية من أولها إلى آخرها، وتميز الفصل الأول لأنه شائق، والعيسى دخلت في الحدث مباشرة، وفرضت الشخصيات نفسها مع تصاعد الأحداث.وأضافت الطويل أن الرواية وصفت الجانب الإنساني والاجتماعي والنفسي، وأن اختيار الأسماء نم عن وعي، لأنها تعبر عن شخصيات الرواية.من جهتها، وصفت الروائية سارة البلوشي بثنية العيسى بأنها كانت مطلعة، واتصفت بالدقة في الزمان والمكان، مشيرة إلى أن الشخصيات المتنوعة شدت انتباهها، وأحست بأن هناك جغرافيا خاصة بالشخصيات.أما الروائية مريم الموسوي فأشادت بالبعد النفسي لشخصيات الرواية، وأن أحداث الرواية كانت مشوقة حتى النهاية.
توابل - مسك و عنبر
العيسى: «خرائط التيه» تميزت بمشهدية عالية جداً
30-09-2015