مازالت استراتيجية الكويت للوصول إلى إنتاج 4 ملايين برميل نفط يوميا "قائمة"، وهناك جهود كبيرة لبلوغ هذا المعدل بحلول عام 2020، والاستمرار فيها إلى 2030، لكن هناك من يرى، وفي ظل انخفاض سعر النفط، أن زيادة الإنتاج غير ضرورية وهدر للموارد الطبيعية، بينما يرى آخرون أن زيادة الإنتاج ضرورية لتلبية الاحتياجات المحلية، وتحديدا تأمين الكهرباء، وخارجيا لتوفير طاقة إضافية تجعل للكويت كلمة مسموعة وتمنحها المزيد من الثقة لدى العملاء.

Ad

في البداية، قال الخبير المتخصص في تكرير وتسويق النفط عبدالحميد العوضي إن "الكويت تعتمد بدرجة كبيرة على النفط، وهو الوسيلة الوحيدة لزيادة دخل الدولة عبر بيعه، للمحافظة على الرفاهية في المعيشة، لكن اسعار النفط لا تتحكم فيها الدول المنتجة بل السوق العالمي".

واضاف العوضي انه "في السنوات الماضية حققنا فوائض مالية بسبب ارتفاع اسعار النفط، والكويت الآن تستخدم هذه الفوائض، ومهما زاد إنتاج نفط الكويت فنحن مرتبطون بحصة محددة من قبل اوبك، ولا يمكن التعدي على السقف مهما كانت القدرة الانتاجية للدولة، وعليه فإن إنتاج الكويت يجب ان يتوازن مع السوق العالمي، واي زيادة فيه ستساهم في ضعف الاسعار، ما سينعكس على العائد المادي".

كساد عالمي

وتابع ان "ما نجنيه من بيع النفط يتم استثماره في جهة اخرى"، مشيرا إلى انه "من عام 2008 هناك كساد عالمي، لا يشجع على الاستثمار، لان العائد قليل والمخاطر عالية، اذن ما الفائدة من زيادة إنتاج النفط وبيعه ومن ثم تخزين الاموال التي لا يمكن الاستثمار بها".

واكد ان "الوصول الى معدل 4 ملايين برميل يتطلب استراتيجية مع عدة جهات، نظرا لأن حاجة السوق العالمي وزيادة طاقة التخزين تكون جيدة لتلبية اي طلب، لكن إذا لم يحتج السوق هذه الزيادة مدة عامين على سبيل المثال تتحول الأموال التي تم استخدامها لزيادة الانتاج إلى اموال مهدورة"، مشددا على أنه "يجب الاحتفاظ بالنفط حاليا في باطن الارض، لان بيعه بأسعار متدنية خسارة، والوقت غير ملائم لزيادة الانتاج".

واردف انه "يجب النظر الى الاستراتيجية الداخلية من خلال عمل موازنة بين بيع النفط الخام وتكريره، وهذا يقع على قطاع التسويق العالمي، فهو من يحدد الوقت المناسب لبيع النفط الخام او بيع المنتجات البترولية، كذلك يجب النظر الى أسطول نقل النفط أو المنتجات، هل يستوعب هذه الزيادة؟ وهل عقود البيع تكون بتوصيلها لموانئ الزبون ام التسليم من الكويت؟".

تعزيز مكانة الكويت

من جهته، قال المستشار في الصناعة النفطية وليد الحشاش: "أنا أؤيد زيادة الانتاج الى 4 ملايين برميل، حيث إن هذا الامر يعطينا أريحية لوجود طاقة إنتاجية غير مستخدمة، ما يعطي ميزة استراتيجية في اسواق النفط".

واضاف الحشاش: "نحن في الكويت نستخدم من 300 الى 350 الف برميل لتأمين الكهرباء، وهناك نمو متزايد لتشغيل محطات الكهرباء مستقبلا، ما يعني انه بعد 12 سنة سنحتاج الى ضعف هذه الكميات للاستخدام المحلي، لذا من الضروري الاستمرار في انتاج النفط".

وزاد ان زيادة الانتاج ستعزز ايضا مكانة "اوبك" وقدرتها على امداد السوق بالنفوط المطلوبة، وهذه السياسة في رفع الانتاج كانت متوافقة مع الطلب المتزايد على النفط عالميا رغم تذبذب الاسعار، مضيفا ان زيادة الكويت انتاجها النفطي تعزز مكانتها وتجعل لها كلمة مسموعة، وتمنحها المزيد من الثقة لدى العملاء، اضافة الى مقدرتها على استيعاب أي طلبات إضافية.

دولة رائدة

وأفاد الحشاش بأن الكويت أثبتت أنها من الدول الرائدة في تطوير قدراتها الإنتاجية، في إشارة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية خلال العام الماضي، والتي وصلت الى 3.05 ملايين برميل يوميا، مضيفا ان شركة نفط الكويت لديها عدة مشاريع من شأنها إحداث "نقلة كبيرة" في طاقتها الإنتاجية لتصل إلى نحو 3.65 ملايين برميل يوميا.

ووقعت شركة نفط الكويت عقود إنشاء 3 مراكز تجميع، سعة كل منها 100 الف برميل، كما طرحت الشركة ثلاثة مراكز للإنتاج المبكر يصل إنتاجها إلى نحو 180 ألف برميل. وسيجرى العام المقبل طرح مشروع إنشاء مركز تجميع في حقل برقان، بسعة تزيد على 100 الف برميل، كل هذه المشاريع ستساهم في زيادة الإنتاج والوصول إلى الاستراتيجية الطموحة للوصول الى 4 ملايين برميل يوميا في 2020.