هل وصلت السكين إلى العظم؟ نعم أبشركم وصلت بالسلامة، وتستقبل التهاني والتبريكات في صالة أفراح "الشماتة"، البترول لقمتنا الوحيدة "عطاكم سعره" يا سادة، وتهاوت دولاراته إلى الحد الأدنى، وما زال ينتظر طلقة الرحمة بعد وصول مد البترول الإيراني الذي سيقتحم السوق بعد توقيع الاتفاق النووي، ومعزبتا الاقتصاد، الصين وأميركا، لم تعودا قادرتين على حل مشاكلنا، فالأولى يعاني اقتصادها تباطؤاً بعد تصاعد مستمر، والثانية صارت حجارتها تتفجر منها أنهار النفط الصخري وستحقق الاكتفاء بعد سنوات!
هل فات الأوان؟ (نعم، لا)، لا إن تدراكنا وضعنا ووضعنا خطة تنمية حقيقية تستند إلى الاستثمار في ثروتنا البشرية، وأنشأنا بنية تحتية قوية تخرجنا من مرحلة "الخام" إلى مرحلة "التصنيع"، وهيأنا البلد تشريعيا وإداريا لاستقطاب رؤوس الأموال عبر مشاريع نفعية لا تنفيعية، لم يفت الأوان بعد، فدورات النفط نزولا وهبوطا تستغرق ما بين خمس وعشر سنوات في كل مرة.و(نعم) فات الأوان إن عادت حليمتنا إلى عادتها القديمة، وكان حلنا كالعادة إنشاء لجنة تحقيق لملف "السكين التي وصلت العظم"، لجنة تحقيق ستبحث عن أصل وفصل السكين، وما لونها "إن السكاكين تشابهت علينا"، هل هي سكين ذات نصلين أم ذات نصل واحد؟ ومتى وصلت العظم ظهراً أم ليلاً أم في ساعات "عسعس الغلس"؟ وسيخرج علينا بعد سنوات عضو في اللجنة ليقول إن هناك شبهات في تواطؤ الجلد والعظم لتسهيل وصول السكين إلى العظم، وسيطالب الإنتربول بالقبض على السكين الهاربة، وسيخرج عضو لجنة آخر ليقول إنه بعد بحث طويل تبين أن السكين صنعت في اليابان؛ ولذلك سيطالب بإلغاء مناهج اليابان لردع محاولة أي سكين يابانية شق "عظمتنا الوطنية"، وسيخرج خبر عاجل بأن السكين تابعة للإخوان، والدليل أن مقر حزب العدالة والتنمية الإخواني في الإسكندرية موجود في منطقة "عزبة سكينه"، وسيخرج خبر عاجل آخر يقول إن السكين إحدى أدوات المد الصفوي للسيطرة على المنطقة بدليل أن كلمة سكين أعجمية والأصل العربي لها هو "مدية"! المعارضة بدورها ستطلق هاشتاق # الحرية _ للسكين، وستطلق الموالاة حملة # محشومة _يا _ عظمتنا، وستخرج حملة شعبية لمقاطعة السكاكين اليابانية، وحملة أخرى للتضامن مع "عظمتنا"، وحملات أخرى للدفاع عن الجلد واللحم بوصفهما متهمين بريئين حتى يثبت نضوجهما".أخيرا نهنئ السكين بسلامة الوصول إلى عظمنا، ونرجو لها إقامة طيبة، والاستمتاع بفعاليات مهرجاننا الدائم "هلا تحلطم" وليسامحنا "العجز المتوقع" مقدما "على القصور".
مقالات
خارج السرب: عظمتنا والسكين الإخوانية الصفوية!
01-08-2015