بعد تصوير إعلان عالمي لمنظمة «يونيسف» مع نانسي عجرم، يستعدّ المخرج فادي حدّاد لتصوير أغنيتها الخليجية الجديدة، بالإضافة إلى التعاون المستمرّ مع نجوى كرم ونجوم من العالم العربي، واستكمال تصوير «أمير الليل»، أول مسلسل درامي له، بطولة رامي عيّاش (كتابة منى طايع وإنتاج MnM وTayeh Enterprises).

Ad

حول مشاريعه وتجربته الدرامية الأولى تحدث فادي حداد إلى {الجريدة}.

كيف تقيّم التعاون المستمرّ مع نجوى كرم؟

بعدما تعاونّا في سبعة  أعمال ناجحة، بتّ أعرف طريقة تفكيرها وذوقها وعمّا تبحث عنه، هي  وجمهورها، فهي تفضّل عدم التغيير في الأسلوب والإطلالة. برأيي لو لم نترك انطباعاً جميلا لدى الجمهور عبر تقديم صورة فنيّة جميلة وجديدة، لما استمرينا معاً طيلة هذه الأعوام. إلى ذلك هي تعلم جيّداً أن قدراتها التمثيلية محدودة وأنها غير قادرة على تقديم مستوى تمثيلي مغاير لما تقدّمه راهناً. بالنسبة إلى تعاوننا الأخير في كليب «بوسة قبل النوم» الذي صوّرناه في «كرواتيا» فقد حصد أصداءً إيجابية، إن لجهة فكرته أو لجهة نوعيّة الصورة.  

ومع نانسي عجرم؟

بداية أحبّها كثيراً وأدرك تماماً ما تبحث عنه في أعمالها. نحن نحضّر راهناً عملا جديداً ومبتكراً، مع الإشارة إلى أنني حزت جائزة «موركس دور» عن أفضل مخرج كليب «ما أوعدك ما أغيّر» الذي نفذّته لها. كذلك صوّرنا أخيراً إعلاناً عالمياً ضخماً لمنظمة «يونيسيف».

نلمس من خلال أدائها أنها تتمتع بموهبة تمثيلية، ما رأيك؟

إذا خاضت نانسي عجرم مجال التمثيل، ستكون بين أفضل الممثلات العربيات، لأنها، برأيي، تتمتع بموهبة تمثيلية تضاهي موهبتها الغنائية، فهي تدرك كيفية الوقوف أمام الكاميرا والتحرّك في إطارها، والدليل أننا لا نضطر إلى إعادة المشاهد أو التكرار بل على العكس يتميّز التصوير معها بسهولة فائقة، خصوصاً أنها قادرة على كسب تفاعل المشاهد بُكاءً وإضحاكاً، وكسب محبّته ببساطة. لذا أنصحها دائماً بخوض المجال الدرامي لكنها تظنّ أن الآوان لم يحن بعد.

هل يعني ذلك أن مخرج الكليب قادر على التمييز ما إذا كان فنان ما يتمتع بموهبة التمثيل أم لا؟

رغم اقتصار فترة تصوير الكليب على يومين أو ثلاث، وعدم تضمّنه مشاهد تمثيلية كثيرة، فإن مخرجه قادر على تمييز ما إذا كان الفنان يتمتع بروح تمثيلية معيّنة، خصوصاً عند تصوير مشهد درامي. بصراحة، لم يحقق كل الفنانين الذين توجّهوا إلى التمثيل نجاحاً، لأن التمثيل أساساً موهبة تخلق معنا لا تُكتسب، فضلا عن أنه يحتاج إلى صمود كبير.

صمود من أي نوع؟

يتطلّب التمثيل ساعات من التحضير والتصوير بين الحفظ والاستعداد للدور، وقد تمتدّ هذه الساعات من الفجر حتّى النجر، فيما يكون الفنان مكرّماً في أثناء تصوير الكليب، لأن أداءه يقتصر على بعض الرقص والحركات واللقطات، لذا لا يستطيع الفنانون كافة الذين توّجهوا إلى التمثيل الصمود في هكذا ظروف.

هل فاجأك أداء سابين في مسلسل «أحمد وكريستينا» وقد تعاونتما في كليب «يوه»؟

عندما عُرض عليها الدور اتصلت بي لتأخذ رأيي بهذا المشروع، فشجعتها على خوض التجربة لأنها موهوبة في التمثيل. أظنّ بأن الجمهور لاحظ ذلك عبر الشاشة، إذ تركت انطباعاً جميلا حقق لها نجاحاً.

تعاونت مع فنانين نجوم وآخرين صاعدين، من دول عربية عدّة، هل يختلف الإطار الذي تقدّمه وفق هوية الفنان؟

في البداية لا تمييز بين الفنانين، لأن الصاعد سيصبح يوماً ما نجماً، وبالتالي نراهن على نجاحه للاستمرار في التعاون. من جهة أخرى، طالما أن الوضع في الشرق الأوسط ومحلياً في تدهور مستمرّ، لا إمكانية للانتقائية في الخيار، لذا النوعية التقنية التي نقدّمها هي نفسها سواء كان الفنان نجماً أو صاعداً، فأنا أرفض المجاملة بنوعية الصورة التي أتحمّل شخصياً مسؤوليتها على أن يختلف مستوى الإنتاج بطبيعة الحال.

أحياناً يتمحور الكليب حول قصة قصيرة وأحياناً أخرى يقتصر على مشاهد استعراضية، كيف يتم تحديد هذا الإطار؟

طبيعة الفنان وجوّه وأغنيته تفرض جميعها ماهية الكليب، مثل كليب رامي عيّاش  «يلا نرقص» الذي ارتكز على الرقص محققاً نجاحاً، وكليب وائل جسّار «غريبة الناس» الذي حقق نجاحاً ساحقاً، بفضل صورته الدرامية التي قدّمناها. لذا  يعود هذا القرار إلى المخرج ورؤيته للأغنية والجمهور الذي تتوجه إليه، واضعاً نصب عينيه كيفية المساهمة في انتشار الفنان وأغانيه.

مسلسل «أمير الليل» أول مشاريعك الدرامية، ما سبب توجهك إلى هذا المجال الإخراجي؟

لفتتني المنافسة الدرامية الراهنة في مقابل تراجع نسبة الأغاني المصوّرة بسبب الأوضاع العربية العامّة، فضلاً عن أن الناس يلازمون بيوتهم ويطالبون بأعمال درامية للترفيه. برأيي عندما دخلت الدراما التركية على الخط غيّرت الجو الدرامي كلّه، إذ أصبح  ثمة طلب على نوعية جيّدة تحتاج، بطبيعة الحال، إلى مخرج جيّد لتكون النتيجة عند المستوى المطلوب. من هنا أحببت خوض التجربة من خلال نص الكاتبة منى طايع الجميل، في انتظار حكم الجمهور والصحافة.

 

كيف ستستثمر خبرتك في مجال الكليب في التصوير الدرامي؟

عبر الصورة العالية الجودة والإطار المرّتب والإدارة الفنية الجميلة والإخراج الجميل، لأن ذلك ما يستطيع تأمينه مخرج الكليب، فهو قادر في خمس دقائق على إحداث ثورة في عالم الصورة، خصوصاً على صعيد لبنان الذي هو المركز الأساس لمجالي  الإعلانات والكليب في العالم العربي، ويقدّم بعض مخرجيه مستوى عالمياً، وهذا ما يبحث عنه أرباب الدراما لرفع شأنها.

أخبرنا عن «أمير الليل».

يندرج ضمن النمط التاريخي  ويتألف من 60 حلقة تلفزيونية تدور أحداثه عام 1935، سيعرض عبر محطات عربية عدّة،  لكننا لن نفصح عن تفاصيل أخرى في انتظار إعلانه الرسمي.

برأيك، هل تصوير حقبة مماثلة أصعب من تصوير أحداث معاصرة؟

طبعاً، لأن لا مواقع تصوير جاهزة بل نحتاج إلى تجهيزها بما يتناسب مع تلك الحقبة. حتّى تصوير الطرقات دقيق لئلا تظهر أي معالم تشير إلى عصرنا الحالي، فضلا عن الاهتمام بتفاصيل صغيرة متعلقة بالثياب والأكسسوارات والشعر والماكياج، ليصدّق الجمهور الحقبة الزمنية التي تدور الأحداث  خلالها.

من يشارك رامي عيّاش البطولة؟

ستيفاني صليبا وميس حمدان ومجموعة من الممثلين اللبنانيين والعرب.

هل تتوقع النجاح لرامي عيّاش؟

رامي عيّاش {مخيف} أمام الكاميرا ويؤدي كمن يتمتع بخبرة طويلة في التمثيل، إذ يعلم كيفية الوقوف أمام الكاميرا والضوء والتحرّك والتعبير. ما من شخص يعمل على تطوير نفسه إلا ويحقق مبتغاه، فهو يأتي صباحاً إلى موقع التصوير مستعداً، أي حافظاً لنصّه ولشخصيته قالباً ومضموناً، لذا أتوّقع أن يحقق نجاحاً.

يضمّ المسلسل ممثلين لبنانيين وعرباً، فما رأيك بهذا الخليط العربي في المسلسلات؟

لا أحبّذ تعدد اللهجات غير المبرر في المسلسل الواحد، رغم أنه أصبح ضرورياً للتسويق العربي، إذ بات هذا الخليط عرفاً متبّعاً لبيع المسلسل عبر الفضائيات العربية. برأيي لو كان هذا الخليط المبتكر وغير الواقعي حقيقياً لكان الوطن العربي بألف خير. لكن التركيبات التي نشهدها غير منطقية إذ لا يعقل أن يكون الوالد مصرياً والأم لبنانية والأولاد سوريين.

هل صحيح أن كلفة إنتاج الكليب ومردوده المادي أكثر من إنتاج المسلسل الدرامي؟

وفق نوعية المسلسل الدرامي، فإذا كان مصوّراً بتقنيات عالية ويرتكز على فريق عمل متخصص ومحترف ويتمتع بقدرات عالية، فسيحتاج بطبيعة الحال إلى إنتاج كبير.

مغامرة وتميز

• أليس دخولك عالم الدراما مخاطرة بعدما حققت اسمك في إخراج الكليب والإعلانات؟

برأيي، سنشهد بعد سنوات طريقة تصوير جديدة للكليب مرتكزة على كاميرات الهواتف، وستتحول السير الذاتية التلفزيونية إلى كليبات أيضاً، فلمَ أضيّع الوقت في هذا المجال الذي خفّ إنتاجه وتراجعت نوعيّته، في حين أملك معدّات تصوير وإضاءة متطوّرة جداً، إضافة إلى موهبة وخبرة، فما المانع من استخدام هذه الأمور في المسلسلات التي أصبحت مطلوبة عبر فضائيات تركية وصينية.

• المخرجون اللبنانيون المتميّزون في عالم الكليب معدودون على أصابع اليد، فهل فرضتم أنفسكم خارج الوطن؟

نحن اللبنانيين جبابرة في العمل ونتحمّل المسؤولية بكل جرأة، والدليل قدرتنا على العمل 20 ساعة في اليوم من دون كلل، لأننا نسعى وراء لقمة عيشنا، مرّد ذلك  إلى التجارب المريرة التي خبرناها في الوطن، ما يجعلنا متميّزين عن الثقافات الأخرى. من جهة أخرى كلّما سنحت الفرصة ومادياتنا نسعى إلى تطوير أنفسنا والتقدّم من خلال الإطلاع على التقنيات الجديدة عبر دورات تدريبية في الخارج، لذا يندهش الأوروبيون من ثقافتنا العامة وسعة إطلاعنا المهنية.

 

• هل تلمس تطوّراً في الدراما العربية  عموماً، واللبنانية خصوصاً؟

طبعاً، رغم بعض الأعمال الرديئة، ثمة مسلسلات ناجحة جداً. في مطلق الأحوال، يزداد الطلب على القصة الجميلة، بغض النظر عن مستوى الإنتاج، والدليل النجاح الذي حققه بعض الأعمال المتواضعة إنتاجياً في رمضان بفضل القصة الجميلة، في مقابل إنتاجات ضخمة لم تحظ بمحبة الجمهور.

• أين أصبح مشروعك السينمائي؟

ينتظر التوقيت المناسب والإنتاج الملائم لأن البلد يقف على كفّ عفريت، ولا أورّط المنتج بخسارة مادية بسبب حماسة لامنطقية، فحين أقرر تقديم فيلم سينمائي يجب أن يكون منفذّاً بإتقان، ليترك انطباعاً قوياً في العالم العربي  على غرار Caramel للمخرجة نادين لبكي.