جموع غفيرة من الكاتالونيين يتظاهرون قبل انتخابات حاسمة

نشر في 12-09-2015 | 12:16
آخر تحديث 12-09-2015 | 12:16
No Image Caption
نزل مئات آلاف الأشخاص "بين 520 ألفاً و1,4 مليون" إلى شوارع برشلونة مساء الجمعة مطالبين باستقلال كاتالونيا عن اسبانيا قبل أسبوعين من انتخابات تتمحور حول هذا الانفصال المحتمل الذي ترفضه بقوة حكومة ماريانو راخوي.

وقد شق سهم أصفر عريض يحمله متطوعون الجماهير في الساعة 17,00 (15,00 ت غ) على امتداد خمسة كيلومترات في ثانية المدن الاسبانية، يرمز كما يقول المنظمون إلى الاندفاعة نحو جمهورية مستقلة عن مملكة اسبانيا.

وتوالت الخطابات بعد ذلك لأنصار البلد الجديد، الكاتالونيي الأصل أو حتى من الولايات المتحدة، مثل ليز كاسترو الناشرة والمؤلفة الأميركية التي قالت بعد التطرق إلى توماس جيفرسون "نريد دولتنا المستقلة".

وقال جوردي سانشيز رئيس الهيئة المطالبة بالاستقلال (الجمعية الوطنية الكاتالونية) "نحن مصممون على المضي قدماً"، ورددت الجماهير "اس-تق-لال".

وقدرت المحافظة التي تمثل السلطات المركزية عدد المتظاهرين بما بين 520 و550 ألفاً في حين أعلنت الشرطة البلدية في برشلونة أن مليوناً و400 ألف شخص شاركوا في أكبر تظاهرة للمؤيدين للانفصال بمناسبة اليوم الوطني لكاتالونيا.

وقد أسرع نيكولا ليندو "39 عاماً" الذي كان يعلق على ظهره علماً كاتالونياً أحمر وذهبياً باجتياز شارع رامبلا للانضمام إلى التظاهرة، وقال ليندو الذي يمتلك مطعماً في المدينة "بفرح نريد أن نبني جمهورية كاتالونية جديدة، من دون ملك، ومن دون سلطة مركزية تعاملنا مثل أطفال مشاغبين".

وأكد ارتور ماس رئيس الهيئة التنفيذية الكاتالونية أمام الصحافة الدولية، "إننا لا نطالب بأمور تعجيزية"، وأضاف "نتطلع إلى ما حصلت عليه حتى الآن معظم الأمم الأوروبية، أي الدولة".

وخاطب الحكومة الأسبانية قائلا "تخلوا عن هذا الكبرياء الامبراطوري وعن التهديد بعد كل هذه التظاهرات من حقنا أن تستمعوا الينا".

وتدفقت مئات الحافلات إلى برشلونة المدينة الثانية في اسبانيا، لنقل الناشطين الذين كانوا يلوحون بالعلم الاستقلالي.

وجاءت لورا الاستروي "24 عاماً" من مدينة فيك على دراجة نارية مع صديقها، لدعم "إقامة بلد كاتالوني"، وأضافت "أكثر من مسألة اقتصادية، فألمهم في نظري، هو الدفاع عن اللغة، وهذا ينبع من شعور: فأنا لا أعرف نفسي بأني اسبانية".

وقد شكل ماس ومشاركوه في اللائحة تحالفاً عريضاً مطالباً بالاستقلال من وسط اليمين إلى اليسار الراديكالي، ويعتبرون هذا الانتخاب استفتاء حول تأييد أو رفض مشروعهم لقيادة كاتالونيا نحو الانفصال في غضون 18 شهراً فقط.

وتطالب كاتالونيا منذ 2012 بتنظيم استفتاء على غرار الاستفتاءين على سيادة كيبيك "1980 و1995" واستقلال اسكتلندا "2014" اللذين فاز فيهما الرافضون.

ورد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي "محافظ" إنه لن يقبل اطلاقاً بمثل هذا الاستفتاء الإقليمي، مؤكداً على أنه يعود للاسبان بمجملهم أن يبتوا في وحدة بلادهم.

وبعدما تجاهل الحزب الشعبي الذي يترأسه هذا الاقتراع أو قلل من قيمته، بات الآن ينظر إلى الاستفتاء بجدية باعتباره استحقاقاً "تاريخياً".

ولم يسبق لكاتالونيا أن تلقت هذا العدد من الزيارات لوزراء ومسؤولين سياسيين جاؤوا يدعمون موقف مدريد في هذه المنطقة التي تمثل 19% من اجمالي الناتج الداخلي الاسباني والمسؤولة عن 25% من صادرات البلد.

وأثار وزير الخارجية الأسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغالو مفاجأة الخميس في برشلونة إذ أيد اجراء إصلاح دستوري يمنح كاتالونيا المزيد من الاستقلال الضريبي.

وسارع وزير الداخلية خورخي فرنانديز دياز إلى معارضته معلناً صباح الجمعة عبر الإذاعة أن "هذا لا ينسجم مع الموقف الرسمي للحزب" الشعبي (محافظ).

وتتزايد مآخذ كاتالونيا على مدريد منذ 2008 على خلفية أزمة اقتصادية وسياسة تقشف وهي لم تتقبل أن تقضي المحكمة الدستورية عام 2010 بالحد من الحكم الذاتي الواسع الذي حصلت عليه من البرلمان الاسباني عام 2006.

وتتوقع استطلاعات الرأي بالتالي حصول القائمتين الاستقلاليتين "متحدون من أجل النعم" واليسار المتطرف على غالبية مطلقة من المقاعد في برلمان كاتالونيا "68 إلى 74" بدون أن تنجحا في جمع نصف الأصوات (44 إلى 46%).

إلا أن ارتور ماس يعتبر أن 68 مقعداً كافية لاطلاق العملية التي ستقود إلى إعلان الاستقلال من طرف واحد بحلول العام 2017.

غير أن العديد من الكاتالونيين يراقبون هذه التعبئة بقلق إذ يشعرون أنهم اسبان وكاتالونيون في آن ويرفضون انفصال منطقتهم البالغة مساحتها 32 ألف كلم مربع وعدد سكانها 7,5 ملايين نسمة، وقال خوان مادوريل "51 عاماً" "لقد سئمت من هذه المسألة، اشعر أني من برشلونة وليس من الأمة الكاتالونية ولا من الأمة الاسبانية".

وقال "انها لفضيحة أن ترفض مدريد استفتاء يريد 80% من الكاتالونيين اجراءه"، وأضاف "لكنها فضيحة أيضاً أن يجري ماس ومشاركوه في اللائحة انتخابات ويقولون إنهم سيشعرون انهم المنتصرون فيها حتى من دون الحصول على أكثرية الأصوات".

وفي أوروبا، أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مؤخراً عن دعمهما للحكومة الاسبانية مبديين تأييدهما لوحدة البلاد.

back to top