شهد التاريخ الإسلامي منذ عهد النبي (ص)، حتى العصر الحديث العديد من الغزوات، والمعارك الحربية الفاصلة، التي غيرت وجه العالم، وخاض المسلمون تلك المعارك دفاعا عن النفس، ولمواجهة الغزاة الذين جاءوا من كل حدب وصوب، طمعاً في ثروات المسلمين والسيطرة على أراضيهم.

Ad

هذا ما رصده كتاب "معارك إسلامية خالدة" الصادر حديثاً عن دار "جزيرة الورد" للنشر في القاهرة، لمؤلفه الباحث ربيع سكر، الذي تناول المعارك الإسلامية التي خاضها المسلمون في الصدر الأول، وظروفها التاريخية، كما فند المؤلف مزاعم المستشرقين الحاقدين على الإسلام، عندما زعموا أن الإسلام انتشر بحد السيف، والحقيقة التي تعمد المستشرقون تجاهلها هي أن الإسلام انتشر في الشرق والغرب من دون إراقة دماء، لهذا حكم العالم بسبب تسامح العقيدة الإسلامية.

الكتاب جاء في ثلاثة أبواب، الأول تناول العسكرية الإسلامية، وأخلاقيات الحرب في الإسلام، وهي تلك الميزات التي تحلى بها المحارب المسلم القديم، ومدى تفرده بالالتزام بالقيود الأخلاقية أثناء الحرب، وهذه القيود جعلت من الجيش الإسلامي أول جيش من نوعه في التاريخ يمارس الأخلاق أثناء حربه مع الأعداء، وهذا ما أزهل الجميع حينئذ، ومنها عدم قتل النساء والشيوخ والأطفال، لأن الرسول (ص) قال: "لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة"، وكذلك عدم قتال الرهبان: "ولا تقتلوا أصحاب الصوامع"، وعدم الغدر وعدم الإفساد في الأرض، وعدم التمثيل بالميت.

ويتطرق المؤلف في الباب الثاني إلى شرح مستفيض لميزات العسكرية الإسلامية القتالية، ويقول: العسكرية الإسلامية تختلف عن غيرها قديماً وحديثاً بمدى إيمان القائمين عليها بالهدف والتصميم على بلوغه، ومدى العلاقة بين القائد وجنوده، باعتبارها عاملا مهما من عوامل نجاح العسكرية الإسلامية، لأن الرسول كان حريصاً على مد جسور الحب والثقة بينه وبين جنوده.

وتطرق المؤلف في فصل مستقل إلى الإرهاصات التي سبقت الغزوات، والأسباب المؤدية إليها، بداية من غزوة بدر الكبرى، باعتبارها أول معركة يخوضها المسلمون، لأنها قامت بين الحق والباطل، ثم غزوة أحد وبني قينقاع، التي أسهب المؤلف في شرحها، لتأكيد أن للمرأة مكانة وحرمة كبيرة في الإسلام وقال: كيف رأينا أن دولة كاملة تتحرك من أجل امرأة واحدة، مروراً بغزوة بني النضير، والجندل، وغزوة المصطلق، والخندق، وقريظة، وحنين، وتبوك.

وجاء الباب الثالث متناولاً الأسلحة التي استخدمها المسلمون، وكيف أنهم طوروها، مؤكداً أن المسلمين اخترعوا أول سلاح دفاعي من نوعه في التاريخ باختراعهم البارود، وعرض الكتاب وصفاً تفصيلياً للأسلحة الفردية التي استخدمها المسلم في حربه، مثل القوس والسهم والرمح والسيف والخنجر والدبوس والفأس أو البلطة، وكذا الأسلحة الجماعية مثل المنجنيق، وهو سلاح شديد النكاية بالأعداء، لأنه كان يهدم الحصون والأبراج، وأيضا "الدبابة"، وهي آلة تستخدم لهدم الحصون.