وضعت حركة حماس، التي تدير دفة الأمور في قطاع غزة، أمس حداً للتكهنات والجدل الحاد الذي استمر عدة أشهر في أوساط الفلسطينيين، وأقرت توزيع أراض حكومية لموظفيها بدل المستحقات المالية المتراكمة منذ سنوات.

Ad

وعجزت حماس، خلال السنوات الماضية عن تأمين كامل رواتب موظفيها، خصوصاً بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وإغلاق كافة الخنادق الرملية وشبكة الأنفاق تحت الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وكانت تدر المال.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا، أمس، أن الأسابيع المقبلة سيتم خلالها توزيع مستحقات الموظفين، عن طريق توزيع الأراضي وتصفير حسابات الموظفين من ديون البلديات والكهرباء.

وأشار الظاظا إلى أن «لا كلمة لرئيس حكومة التوافق رامي الحمدالله على غزة، والكلمة على غزة هي لأهلها».

ويعاني 45 ألف موظف من حكومة غزة السابقة أزمة مالية خانقة؛ بسبب عدم انتظام تلقي الرواتب، وعدم اعتراف حكومة التوافق الوطني بهم. القيادي في حركة فتح فيصل أبوشهلا وعضو المجلس التشريعي، قال مسبقاً حول هذا الموضوع، «هذه الأرض ملك لكل الناس ولمصلحة الناس جميعاً ويحكمها قانون خاص فيها، وليست ملكية خاصة لمن يشاء ليوزعها على من يشاء، ولا يمكن أن تستعمل وكأنها ملك لأي كائن كان، وغزة تتمتع بكثافة سكانية كبيرة، والأرض محدودة ولا يمكن أن توزع لبعض المواطنين دون غيرهم».

إلى ذلك، أعلن مسؤول إذاعة محلية في مدينة الخليل، أكبر مدن الضفة الغربية أمس، أن قوات إسرائيلية داهمت مقر المحطة فجرا وصادرت أجهزة البث وسلمته قراراً بوقف بثها ستة أشهر.

وقال مدير محطة إذاعة الخليل ‬أمجد شاور عبر الهاتف: «سلمونا (الجيش الإسرائيلي) قراراً بإغلاق المحطة ستة أشهر بحجة التحريض».

وأضاف: «قوة كبيرة اقتحمت المقر معها شاحنة وتمت مصادرة كل معدات البث» متهماً إسرائيل بممارسة «سياسة تكميم الأفواه».

وتابع: «نحن نعمل في المحطة منذ ما يقارب عشرين عاماً وهي تقع في منطقة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية».

وهذه المحطة الإذاعية الثانية التي تغلقها السلطات الإسرائيلية في مدينة الخليل منذ بداية شهر نوفمبر الجاري.

وبموجب اتفاقية الخليل التي وقعت عام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل قسمت المدينة الى قسمين أحدهما خاضع للسيطرة الكاملة للأجهزة الأمنية الفلسطينية، والآخر خاضع للسيطرة الاسرائيلية ويسكن فيه ما يقرب من 500 مستوطن وسط أربعين ألف فلسطيني هم سكان البلدة القديمة.