وسط استمرار العمليات الجوية لتضييق الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في معقله بالرقة، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن سورية قد تبدأ مرحلة "انتقال سياسي كبير" في غضون "أسابيع"، إثر التسوية الدولية التي تم التوصل إليها في ختام مفاوضات فيينا قبل أيام.

Ad

في أبرز تطور سياسي منذ بدء الحرب قبل نحو 5 سنوات، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن سورية قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «أسابيع» بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة، في وقت صعدت روسيا عملياتها العسكرية بضمها صواريخ الكروز العابرة، والقاذفات البعيدة المدى لأول مرة منذ بدئها التدخل في الصراع أواخر أكتوبر الماضي.

وقال كيري، إثر لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد أربعة أيام على اعتداءات باريس، «نحن على مسافة أسابيع نظرياً، من احتمال انتقال كبير في سورية، وسنواصل الضغط في هذه العملية»، مضيفاً: «نحن لا نتحدث عن أشهر إنما أسابيع، كما نأمل».

وإذ أكد أن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يحقق مكاسب على حساب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحاً أن الضغط يزداد عليه يوماً بعد يوم، حيث تراجعت الرقعة التي يحتلها في سورية في الأيام الأخيرة، كما فقد مناطق عدة كانت تحت سيطرته لاسيما في الشمال»، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن «الولايات المتحدة بدأت عملية مع تركيا لإغلاق ما تبقى من حدودها مع سورية»، مشدداً على أن الطرفين يعملان بشكل وثيق لإحراز تقدم في هذا المجال، والتعاون في أعلى مستوياته».

ضرب الرقة

إلى ذلك، أفاد مسؤول عسكري أميركي أمس بأن روسيا نفذت أمس عدداً كبيراً من الضربات الجوية في سورية، شملت للمرة الأول مدينة الرقة مركز ثقل «داعش»، موضحاً أن الهجمات شملت ضربات بصواريخ كروز عابرة أطلقت من البحر، وشاركت فيها قاذفات طويلة المدى من طراز «تو22» و«توبوليف 160» و95 الأستراتيجية، مشيراً إلى أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بتلك الضربات.

وأكد المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن بلاده لا تنسق مع موسكو والضربات لم تضطر الائتلاف الدولي إلى إلغاء أي من أنشطته، التي شملت شن سلسلة غارات استهدفت أمس ثلاث منشآت نفطية قرب دير الزور، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى جانب وحدة لفصل النفط والغاز قرب البوكمال.

تدخل بري

 وفي حين شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف أمس على أن موسكو لا تعتزم القيام بعملية برية ضد «داعش» في سورية، أكد أن العمليات الجوية المستمرة منذ 30 سبتمبر هدفها تقديم الدعم والإسناد للجيش السوري ضد الجماعات «الإرهابية»، مشيراً إلى أن القيادة العامة للجيش سترسل 25 مقاتلة إضافية إلى سورية.

غارات فرنسية

وللمرة الثانية خلال 24 ساعة، نفذت المقاتلات الفرنسية غارات غير مسبوقة ليل الاثنين- الثلاثاء على الرقة، ودمرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب بحسب وزارة الدفاع، التي أوضحت في بيان أمس أن «عشر مقاتلات من طراز رافال وميراج 2000 انطلقت من الإمارات العربية المتحدة والأردن» وألقت 16 قنبلة، في عملية مماثلة نفذت مساء الأحد وشهدت إلقاء 20 قنبلة على المنطقة.

وتابع البيان أن «الغارات نفذت بالتنسيق مع القوات الأميركية، واستهدفت مواقع تم تحديدها خلال مهمات استطلاع أجرتها فرنسا مسبقاً». وأكد انه «تم ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن».

عملية «شمال»

وقال قائد عملية «شمال» بالجيش الفرنسي الأميرال إنطوان بوسان، إن بلاده «كثفت» الغارات الجوية ضد مناطق «داعش» في سورية والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم لاعتداءات باريس الأسبوع الماضي، مؤكداً أن «داعش عدونا المحدد بشكل واضح».

وأوضح بوسان أن قرابة 700 عسكري فرنسي يشاركون في عملية «شمال»، وست مقاتلات «رافال» وست «ميراج 2000»، إضافة الى طائرة مراقبة بحرية «أتلانتيك 2»، مؤكداً وجود «موارد أخرى تتواجد لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات أواكس وطائرات تجسس أخرى».

وعلى الأرض، انتزع جيش النظام السوري أمس بلدة حدث بعد معارك عنيفة مع «داعش»، ليتمكن بذلك من تأمين الطريق الحيوي بين دمشق وحمص بحسب المرصد السوري والتلفزيون الرسمي، الذي بث أمس نبأ عاجلاً جاء فيه أن القوات الحكومية تتقدم بنجاح صوب حوارين ومهين والقريتين الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتطرف منذ أغسطس الماضي.

«سورية الديمقراطية»

في الحسكة، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم فصائل كردية وعربية وتحظى بدعم أميركي، أمس الأول، سيطرتها على مساحة تمتد على 1400 كيلومتر مربع في شمال شرق سورية بعد طرد «داعش» منها. وقال المتحدث باسم هذه القوات العقيد طلال علي سلو، في مؤتمر صحافي في بلدة الهول، إن «المساحة المحررة تضم «مركز ناحية الهول، بالإضافة إلى 196 قرية وعشرات المزارع».

(دمشق، باريس، موسكو، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)