ميشال حوراني: أرفض المجاملة وأظهرتُ قدراتي وهذا كافٍ
يطل الممثل اللبناني ميشال حوراني في رمضان 2015 من خلال ثلاثة مسلسلات منوّعة بين الرومنسي الكوميدي والدرامي والاجتماعي، هي: «قلبي دق» (كتابة كارين رزق الله، إخراج غادة دغفل، إنتاج مروى غروب يُعرض عبر LBC اللبنانية)، { 24 قيراط} (كتابة ريم حنّا، إخراج الليث حجو، إنتاج Eagle films يُعرض عبر MTV اللبنانية وOSN) و{درب الياسمين} (كتابة فتح الله عمر، إخراج ايلي حبيب، إنتاج مركز بيروت الدولي للإنتاج يُعرض عبر المنار).
عن أعماله الرمضانية والدراما العربية تحدث إلى {الجريدة}.
عن أعماله الرمضانية والدراما العربية تحدث إلى {الجريدة}.
ما سبب غيابك عن الشاشة؟
يجب أن نسأل المنتجين والمخرجين، فهم اعتمدوا سابقاً على حلقة ضيّقة من الممثلين، فيما كنت متوافراً للمشاركة في أي عمل، مع قناعة بأنه لا بدّ من أن يحتاجوا إليّ ولسواي من الممثلين الأكفّاء، وهذا ما حصل فعلا، خصوصاً أنهم يسعون راهناً إلى التنويع في خياراتهم. ألم تطرق باب أحد؟ طبعاً لا، أرفض المجاملة بهدف الوصول إلى أي عمل، فأنا ممثل برهن كفايته المهنية وهذا كافٍ برأيي. للأسف في لبنان لا تكفي المهنية ويُعتمد أسلوب آخر للوصول، إنما عودتي برهنت أنه من خلال الكفاءة يمكن بلوغ المكان المناسب. أيّ من أدوارك الرمضانية الأهم؟ في «قلبي دق» لأنني أؤدي دور البطولة، فضلا عن أنه مختلف عمّا يُعرض راهناً كونه كوميدياً رومنسياً، وهذه الخلطة النصية الصعبة ساحرة، وتركيبة أدوارها جميلة. إلى ذلك أوليه أهمية بفضل نصّه والكاست ودوري فيه. باختصار ما يميّز هذا العمل أنه، رغم لحظات الدراما والرومنسية، يبقى إطاره مهضوماً فيه نفحة كوميدية ما يمسّني شخصياً لذا أعقد آمالا عليه. ما شخصيتك فيه؟ أؤدي دور «إيدي»، محامٍ شريك «لسامي» (يورغو شلهوب) الذي يستيقظ يوماً ليجد نفسه متزوجاً من كريستين (كارين رزق الله). لذا أنا مرتبط مباشرة بالحدث الأساس أي العلاقة بين الاثنين. ما ميزة {24 قيراط»؟ يتميّز بنصّ ريم حنّا وإخراج الليث حجو اللذين يتمتعان ببعد فني جميل، ويضمّ فريق عمل مهماً ونفّذ بإنتاج ضخم. صحيح أن مساحة دوري ليست كبيرة إنما مشاهدي قويّة تمثيلياً لذا لا يقل أهمية عن «قلبي دق» انطلاقاً من نوعية المشاهد. و{درب الياسمين»؟ أتعاون للمرة الأولى مع «مركز بيروت الدولي للإنتاج»، وتكمن أهمية هذا المسلسل في جمهوره وكونه ابن بيئته الجنوبية والمقاومة. ثم وجودي مع ممثلين من انتماءات مختلفة وطوائف عدة دليل إلى أن لا محدودية في الفن، لذا أعتزّ بهذه المشاركة مع شركة إنتاج مهنيّة، بإدارة المخرج ايلي حبيب الذي عملت معه سابقاً. ثمة طفرة في المسلسلات الرمضانية عبر مختلف الشاشات، فهل تتوقع تحقيق أحد المسلسلات خضة إيجابية؟ شخصياً، أفضل عدم عرض المسلسل يومياً في رمضان بل بشكل أسبوعي خارج برمجة هذا الشهر ليأخذ حقّه، لأن ما من عمل سيتمكن من تحقيق الأولوية، خصوصاً أن لكل محطة جمهورها الخاص الذي سيحتار بين الأعمال المعروضة على أن يختار في النهاية الجوّ الذي يميل إليه. لذا فضلت عدم عرض أعمالي الثلاثة في التوقيت نفسه في رمضان، رغم أن المنافسة تكون إيجابية فيه، خصوصاً «قلبي دق» الذي أراه مناسباً أكثر للبرمجة الأسبوعية خارج الشهر الفضيل. وقد لاحظنا العام الماضي تقارباً في نتائج أعمال عدّة، وهذا ما أتوقعه أيضاً هذا العام. ما أهمية هويّة المحطة في إنجاح مسلسل رمضاني بغض النظر عن مستواه الفني؟ إنها اللعبة الإعلامية التي ترتكز إلى قدرة التسويق لمسلسل ما، بغض النظر عن نوعيته. فكلما كان الإنتاج ضخماً انعكس إيجاباً على التسويق والإعلان خصوصاً في ظل طفرة المسلسلات الرمضانية. علماً أن ثمة أعمالا جذبت الجمهور بفضل عناصرها المتكاملة، أي النص والإخراج والكاست، بغض النظر عن مستوى إنتاجها. من جهة أخرى، ما انقسام الجمهور وفق هوية المحطة سوى أمر إيجابي بالنسبة إلى الممثل الذي سيحقق انتشاراً أوسع بفضل هذا التمايز. يعني أنك محظوظ هذا العام بعرض أعمالك عبر شاشات ثلاث؟ طبعاً أنا محظوظ بهذه العودة إلى الشاشة، لأن لكل محطة جمهورها الخاص، وأنا أشارك في أدوار منوّعة لا تصبّ كلها في إطار واحد. تتمحور الأعمال عبر شاشة المنار حول المقاومة الإسلامية وبيئتها، هل سيتضمّن «درب الياسمين» خطاً درامياً مختلفاً؟ صحيح أن إطاره العام هو البيئة الجنوبية والمقاومة ما يتوافق مع هوية المحطة، إنما يضمّ أيضاً خطاً درامياً اجتماعياً وعاطفياً، من دون الدخول في أمور أمنية وعسكرية، وهذا أمر إيجابي، برأيي، خصوصاً أنني ابن الجنوب، لأن ثمة أموراً حياتية مهمة إنسانية واجتماعية، مبنية على العلاقات بين الناس، يجب الإضاءة عليها أيضاً. نص «قلبي دق» رومنسي كوميدي فيما «24 قيراط» تراجيدي وتشويقي، و{درب الياسمين» اجتماعي، إلى أي من هذه النصوص أنت أقرب؟ لست نمطياً في موضوع التمثيل، لذا نوّعت في أدواري، لكنني أستلذّ بخلطة الكوميديا الرومنسية، لأنها تُظهر قدرة الممثل على أداء مشاهد جديّة ورومنسية وحسّاسة، إضافة إلى لحظات خفيفة الظلّ. وفي مسلسل «قلبي دق» سأقدم مشاهد درامية وعاطفية بمقدار ما سأقدم مشاهد مهضومة ولذيذة. أعمال جديدة ألسنا بحاجة إلى أعمال بعيدة عن الحبّ والخيانة، ترتكز إلى مواضيع إنسانية واجتماعية؟ ليس الإنسان مجرّد كتلة عاطفية، إنما يحب الجمهور، عموماً، قصص الحب «الكليشيه» التي يعرف فيها مصير الأبطال سلفاً ومع ذلك يتابع العمل، لأننا بوعيٍ ومن غير وعي نعيش من الحبّ. مع أن المسلسلات التي تحمل بعداً اجتماعياً لم تتمتع بحظوظ الانتشار نفسها إنما يجب أن تحاط قصص الحب بقضايا أخرى أيضاً. هل ستشكل هذه الأعمال الثلاثة فاتحة لأعمال درامية جديدة أم ستغيب مجدداً؟ يُفترض ألا أغيب مجدداً لأن هذه المرحلة هي للتقدّم، خصوصاً أن المنتجين والمخرجين يحتاجون إلى التنويع في أكبر عدد ممكن من الممثلين. فضلا عن أنني بدأت تصوير عمل جديد ينطلق محلياً لينتشر عربياً، لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله بموجب العقود، لكنني أؤدي دوراً رئيساً فيه. تتميّز أعمالك بين المحلي والعربي المختلط، أين مكامن القوة والضعف في هذين الإطارين؟ أؤيد أن يصبح العمل المحلي حاضراً بقوة عربياً من خلال هويته المحلية من دون أي مشاركة عربية، لذا أتمنى أن يشكل الخليط العربي فاتحة أمام انتشار العمل المحلي الصرف عربياً. من جهة أخرى ثمة إيجابيات للعمل العربي المشترك، أولها تسليط الضوء على الممثل اللبناني عربياً فضلا عن تبادل خبرات سورية ومصرية ولبنانية وخليجية وهذا أمر مهم. أمّا الناحية السلبية، فتكمن في فقدان هذا النوع من الأعمال هويته. ألا تشعر بأن ثمة إسرافاً في تمويل أعمال رمضانية على حساب ما يُعرض على مدار السنة؟ طبعاً، لأن المؤسسات الإعلامية تنتظر في خلال هذا الشهر الربح المادي عبر الإعلانات التي تتوافر أثناء عرض هذا الكم من الأعمال. هل يشكّل مستوى هذه الأعمال معياراً لقياس تقدّم الدراما وتطوّرها؟ هو مؤشر إلى التقدّم في نوعية الأعمال عموماً، خصوصاً أن ثمة شركات لبنانية تنتج هذه الأعمال المشتركة، لذا الإيمان بالدراما المحلية سيكبر لنبلغ مرحلة يأخذ فيها العمل اللبناني موقعه العربي من خلال هويته المحلية، مثلما كان في السبعينيات والثمانينيات. ما رأيك بما يحققه الممثل اللبناني على صعيد الحضور العربي؟ سنحت هذه الفرصة المهمة جداً أمام الممثل اللبناني لإظهار قدراته وطاقته، شرط وضعه في المكان المناسب، أي في الأدوار والمساحة المناسبتين. لم نكن نعاني يوماً من مشكلة في الطاقات التمثيلية أو الإخراجية أو الكتابية، إنما من مشكلة إنتاجية. وقد تبيّن برأيي أن الممثلين الشباب يتمتعون بقدرات تمثيلية أكثر من الممثلات، في الأحوال كافة يبقى حضور الممثلين اللبنانيين جميعهم جيّداً جداً. لماذا لم تُلحظ هذه القدرات في الأعمال المحلية قبل الانتشار الفضائي؟ لم يكن الجمهور العربي مهيأ لتلقف الأعمال المحلية لأسباب عدّة، لذا شكّل العمل العربي المختلط محطة عبور للممثل اللبناني نحو تركيبة درامية اعتادها الجمهور العربي وينتظرها. هل ترتكز أهمية المشاركة في العمل على مساحة الدور أم محوريته في القصة؟ ثمة معياران مهمّان، الأول تركيبة الدور وجماليته وما يقدّمه للعمل، وثانياً مدى رغبتي في أدائه. إذ ثمة أدوار بطولة سخيفة فيما تكون المشاركة في مشاهد محدودة ذات أهمية للقصة. لذا ليس المعيار هو مساحة الدور إنما نوعيته وما يقدّمه للعمل والمساحة التي أستطيع من خلالها إظهار أدائي التمثيلي. مسرح ونشاطات • ما نشاطاتك المرتقبة على صعيد ورش العمل التمثيلية؟ سننظّم، في فصل الصيف، ورش تدريب للممثلين الهواة وورشاً لمهارات التواصل. • تدخل وجوه جديدة إلى التمثيل من دون اختصاص، فما رأيك؟ أنا متعصّب لخريجي المسرح والإخراج الذين يجب أن يشكلوا الأولوية بالنسبة إلى المنتجين والمخرجين والإضاءة عليهم بشكل لازم. إنما في مهنة التمثيل المفتوحة على الاحتمالات كافة، ليس عيباً تطعيم المسلسل بموهوبين شرط أن يضم خريجين أيضاً، على أن يُغربل الناس والزمن أصحاب الكفاءة. • تقدّم سنوياً عملا مسرحياً أكاديمياً، لماذا التشبث بالمسرح رغم غياب الإمكانات والدعم الإنتاجي؟ أدرّس في الجامعة اللبنانية الألمانية والجامعة الأنطونية، وأقدّم سنوياً بمعية الطلاب عملا مسرحياً نشارك من خلاله في المهرجانات، لذا يدخل عملي المسرحي في الإطار الجامعي، ما يمنحني اكتفاءً كمخرج ومسرحي، ويفسح في المجال أمام الشباب للإطلالة على المسرح واختبار قدراتهم وهذا أمر مهم. • كيف تستطيع تحقيق التوازن بين هذه المشاريع والتزاماتك؟ لدي القدرة في تنظيم وقتي وإعطاء حقّ لكل عمل أقوم به، وإذا شعرت بأنني أقصّر في ناحية معيّنة أنسحب، وهذا الأمر يعود إلى شخصيتي ونمط حياتي.