حلب تواجه كارثة... وكيري يبحث عن تفاهم في موسكو

• لافروف يتهم ديميستورا بترك مسؤولياته
• «الائتلاف» يستغيث بمجلس الأمن
• «داعش» يهاجم مطار السين

نشر في 13-07-2016
آخر تحديث 13-07-2016 | 00:02
على وقع احتدام المعارك على خطوط التماس بين الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، والغربية الموالية للنظام، باتت حلب على أبواب كارثة إنسانية محتومة، في وقت اتهم وزير الخارجية الروسي مبعوث الأمم المتحدة بالتخلي عن مسؤولياته والفشل في استئناف مفاوضات جنيف.
مع استمرار غلق طريق الكاستيلو، لليوم الخامس على التوالي، أطلق المجلس المحلي لمدينة حلب أمس نداء استغاثة، طالب فيه المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالتحرك، للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية، بعد رصد قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدعومة بسلاح الجو الروسي المنفذ الوحيد لنحو 400 ألف مدني إلى العالم الخارجي.

ومع اشتعال المعركة داخل حلب، وتأكيد ممثل الحراك العسكري فيها أسامة تلجو، مقتل أكثر من ألف قتيل منذ إعلان وقف الأعمال العدائية في فبراير الماضي، طالب رئيس ائتلاف المعارضة أنس العبدة، أمس، مجلس الأمن بالانعقاد فورا، لبحث مصير القرارات المتعلقة بالوضع في حلب وباقي المدن والبلدات، وعلى رأسها داريا، التي دعا بيان مشترك لناشطين وفعاليات ثورية لإعلان النفير العام لتخفيف الضغط عنها.

وخلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، استغرب العبدة إصرار واشنطن على رفض إنشاء المنطقة الآمنة، التي تسعى الإدارة التركية إلى فرضها على حدود سورية، مناشدا جامعة الدول العربية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وإدانة التدخلات الإيرانية والروسية.

وأعربت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إليساندرا فيلوتشي، أمس، عن قلقها من تكثيف الأعمال القتالية وقطع النظام لطرق الإمدادات والبضائع التجارية عن 300 ألف شخص في شرق حلب، داعية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان.

هجوم السين

وفي حين مددت القيادة العامة لجيش الأسد نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من أمس الأول إلى اليوم، شن تنظيم داعش هجوماً كبيراً على مطار السين العسكري، على بُعد 55 كم شرق دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سورية، أن "داعش" هاجم بأعداد كبيرة من الآليات والمسلحين مطار السين في ريف دمشق، وتدخل سلاح الجو السوري والروسي لإحباط الهجوم، وشن 11 غارة على أرتال آليات التنظيم في منطقة المنقورة، قبل وصولها إلى المطار، مؤكدة تدمير أكثر من 13 آلية وسقوط قتلى بين صفوفه.

وأوضح مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن سلاح الجو نفذ غارات على "داعش" في خان المنقورة جنوب مطار السين وبير المنقورة شمال المطار، مؤكدا تدمير آليات محملة بأسلحة وذخيرة وتحصينات ومقار للتنظيم.

صوامع تدمر

كما شن التنظيم هجوما جديدا في الساعات الأولى من صباح أمس على منطقة صوامع الحبوب الاستراتيجية شرقي مدينة تدمر بمحافظة حمص، وفق المصدر، الذي أكد أنه وسع عمليته لتشمل أيضا تلة الأبراج جنوبا.

وفي أول هجوم داخل المدينة الأثرية منذ طرده منها في نهاية مارس، تمكن "داعش" أمس الأول من قتل 17 عنصرا للقوات النظامية والمسلحين الموالين في عمليات "انغماسية" بمحيط منطقة الصوامع، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن قوات النظام صدت مقاتليه، بعد تمكنه من التسلل للمدينة وسط غارات مكثفة من الطيران الروسي.

تنسيق بلا تعاون

وبينما جدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أمس الأول، التأكيد على أن بلاده لا تنسق عسكريا مع روسيا في سورية، باستثناء قناة فتحتها لمنع حدوث اصطدام بين الطائرات، من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية جون كيري إلى موسكو يومي الخميس والجمعة، في محاولة للتوصل إلى أرضية تفاهم مشتركة حول الأزمة السورية وملفات أخرى، بينها "مستوى التدخل الذي يرغب الجيش الروسي بالقيام به لمكافحة داعش وجبهة النصرة حصراً".

ووجَّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انتقاداً شديداً لموفد الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، واتهمه بـ"التخلي عن مسؤولياته"، مشيرا إلى أنه سيبحث مع كيري سبل مكافحة "النصرة".

وقال لافروف، خلال زيارة لباكو، إن "ديميستورا لم يتمكن من الدعوة لجولة المفاوضات المقبلة بين السوريين، ويقول: إذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة فيما بينهما، عندها ستنظم الأمم المتحدة سلسلة جديدة من المشاورات، وهذا ليس النهج المناسب".

مرحلة حاسمة

وفي وقت سابق، رأى ديميستورا، أمس الأول، أن المرحلة باتت "حاسمة" لإيجاد حل يوفق بين محاربة "داعش" و"النصرة" والعملية السياسية الانتقالية في سورية، موضحا في ختام لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، أن "الحل يكمن في اتفاق محتمل بين روسيا والولايات المتحدة".

وأكد ديميستورا، الذي أمل قبل أسبوعين في الدعوة إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف خلال هذا الشهر، "النية الثابتة" للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو شخصياا في "تحريك المفاوضات حول سورية في أسرع وقت ممكن".

الحكومة المؤقتة

في غضون ذلك، نشر موقع "أورينت نت"، أمس، تشكيلة للحكومة السورية المؤقتة، برئاسة د. جواد أبوحطب، بعد حصولها على الثقة من الهيئة العامة للائتلاف بـ 68 صوتا من أصل 100.

وجاءت تشكيلة الحكومة، التي من المقرر أن تعمل من الداخل المحرر، على الشكل التالي: أبوحطب رئيساً للحكومة وزيراً للداخلية، أكرم طعمة نائباً لرئيس الحكومة، عبدالمنعم الحلبي وزيرا للمالية والاقتصاد، محمد الجندي وزيرا للصحة، عبدالعزيز الدغيم وزيرا للتعليم العالي، يعقوب العمار وزيرا للإدارة المحلية، جمال كلش وزيرا للزراعة، عبدالله رزوق وزيرا للخدمات.

«حزب الله» يدرب قوات «فاطميون» الخاصة

يتولى "حزب الله" تدريب القوات الخاصة في لواء "فاطميون" الشيعي، الذي أرسلته إيران للقتال في سورية، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، التي أوضحت أمس أن القناصين شكلوا جزءاً من أول مجموعة خضعت لدورة متطورة للتدريب على القنص تحت إشراف قناصي الحزب ومدربين أفغان. وأفاد مراسل القسم الدفاعي للوكالة بأن الدورة التدريبية لفنون وأساليب القتال لمجموعة من قوات لواء "فاطميون"، والتي كانت ترمي إلى تدريب قوات خاصة قد انتهت مؤخراً، انضمت إلى باقي وحدات اللواء في ساحة المعارك كذراع قتالية متحركة بعد تلقي هذه الدورات العسكرية المتطورة.

بوتين يصلّي على جنوده في سورية

طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الرهبان إقامة الصلاة على أرواح الجنود الروس الذين قتلوا في سورية، معرباً عن ضرورة "عدم نسيان هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلادهم".

وأدى بوتين الصلاة على 12 جندياً لدى زيارته الدير الشهير "فالام" أمس الأول ثم حضوره قداساً في إحدى الكاتدرائيات. وقال الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي إن الجنديين الروسيين اللذين قتلا أخيراً، في حمص، بإسقاط مروحيتهما العسكرية "قتِلا وهما يشاركان في تعزيز الأمن القومي الروسي".

back to top